كتب المحقق احمد الحلي النجفي :
اليوم توجهنا لزيارة مركز للمخطوطات في نيودلهي، المركز حكومي باسم
(انديرا غاندي)، وأكثره لطائفة الهندوس، وكنا على موعد بمكالمة، دخلنا
فاستقبلنا أحدهم من درجات الباب مع انحناءة وابتسامة وبسط اليد، دخلنا
الباحة فوقف كل من كان جالسا مع انحناءة، صعدنا، انفتح المصعد وأول
مارآنا أحدهم أخذ لنا التحية، وكان معنا الأول وأمرنا بالجلوس هنيهة،
وقال ماذا تريدون؟ فقلنا نريد فلان زاده، فذهب وجاء بشاب وسلم علينا
وانحنى وعرض الخدمة، وسمع مطلبنا وذهبوا وسألوا وجاءوا وتأكدوا منا
أكثر، فظهر لنا أننا في غير مكان المطلوب، واتصلنا بزاده واعطاهم
العنوان، وجلسنا عندهم، وعرضوا النسكافيه والماء وامتنعنا، ثم جاء
الرجل ولم يقل أنا زاده، وأخذنا معه، واعتذر من كنا عندهم بالغلط لعدم
الخدمة، وأخذنا زاده إلى المركز وكلما دخلنا مكان قام وانحنى من كان
فيه، وجلسنا في غرفة برفيسور خبير يتكلم (الأردو، الهندية،
الانكليزية، الفارسية)، وعلمنا أن من كان معنا وأوصلنا للأخير هو
زاده، وعرض البرفيسور جميع خدماته، وأخذنا لغرفة الموقع، وقال إن
عندهم ٩٣٠٠٠ مصورة عربية و١٥٣٠٠٠ من لغات أخرى.
وعلمنا كيف ندخل للموقع وحديث طويل، وطلبنا الصلاة فذهبنا معه لمسجد
في باب البناية، ورجعنا لمكانه وثم نوينا الذهاب، جلسنا عنده ساعة
ونصف ولم نشعر بأن أحدا معه في الغرفة، تكلم في اللحظة الأخيرة،
فعلمنا أن هنالك شخصا يجلس وراء خشبة رقيقة كان معه طيلة الوقت،
فأجابه، والنقطة الحمراء بين عينيه.
وبالأثناء جاءت الخادمة بالزي الهندي والمكياج تسأل عن حاجتنا للشاي
فامتنعنا وهي بكامل قيافتها وزيها الرسمي.
ثم استأجر لنا البرفيسور التكسي وذهبنا واعطانا عنوانه وكارته وتلفونه
لإبداء الخدمة والنقد لبعض الاشتباهات.
بناية بأحدث الآثاث من تسعة طوابق، كلها مراكز ثقافية لخدمة البلد
والناس ودعاية للبلد، في مدخلها بيوت تراثية ومعارض للانتيكات.
تسأل بعد هذا، أين نحن؟ ولماذا نحن هكذا؟ ولماذا نشتغل عن طلب العلم؟
ولماذا شغلنا بالنهب والتسقيط والقيل والقال والتعالي وو…..لماذا؟
وأين بلدنا من هذه المشاريع، وأين مؤسساتنا من هذه الأخلاق
العالية.
فرجعت وأنا اتحسر وأقول في نفسي: ياحسرتي ياحسرتي.