إجازة السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط والدلائل ت١٢٦٢هـ لتلميذه وشارح نتائجه الشيخ عبد السميع اليزدي
2021/12/01
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين: حمداً كثيراً لمن شرع الإسلام
وسهّل، وجعله فهماً لمن عقل وثقةً لمن توكّل، وصلاة وفيراً على مبلج
المناهج، وموضح الولائج، وأصحابه الهداة خير النتائج.
وبعد: فقد استجاز منّي الولد الروحاني، الموثّق المؤيّد المسدّد
الرشيد الأسعد، قرير العينين وذخري في الدارين، العالم الفاضل الكامل
العادل، ذو الفكر الدقيق والفهم الرشيق، صاحب المناقب الجليلة
والمراتب الجميلة، مصنّف الكتب الكثيرة الوفيرة في العلوم الأدبية
والرسوم العربية، الذي أعتمد عليه في فهم العبارات ودرك حقيقة الأخبار
والآيات، السعيد الحميد، العارج إلى أوج الاجتهاد عن حضيض التقليد،
جامع الآداب مشعر الألقاب، كهف الحاج والمحتاجين، الحاج عبد السميع بن
محمد علي بن أحمد اليزدي عفى الله عنهم وزاد الشرف عليهم.
فأجزت له وفّقه الله وأيّده: أن يروي عنّي جميع مؤلّفاتي ومصنّفاتي
المشهورة المعروفة، وكذا جميع مسموعاتي ومقروآتي على مشايخي العظام
الكرام رضوان الله عليهم، وهو زيد توفيقه وفضله بعد ذلك أجلّ شأناً
وأعظم قدراً من الحضور في مجالس الأساتيذ، وعليه التأليف والاستنباط
والاجتهاد، وصرف عمره فيما بقي منه زاده الله تعالى في تتميم مسائل
الحلال والحرام، وترقيم الأحكام وترويج الإسلام، ولا ينبغي له بعد ذلك
التوقّف في علم الأصول أو سائر المقدّمات خوفاً من عدم وصوله فعلاً
وإن بلغ قوّةً إلى أقصى أشرف الغايات.
ولعمري إنّه لمَن يعزّ عليّ مفارقته، وأعزّ عَلَي من هذي فاقته، وهذه
هي الباعثة على إرادته المهاجرة عنّا على كربٍ وألمٍ الموجبة لمسافرته
إلى بلاد العجم، فعلى مَن طريقته ترويج الشريعة وتمجيد أعلامها رفع
عذره وفاقته وجمع أسباب الاستنباط له بقدر طاقته، وأسأله الدعاء لي في
كلّ حال، محرّراً في غرّة شهر رجب المرجّب من شهور سنة ١٢٥٤.