يقول العلامة السيد محمد بحر العلوم ( رحمه الله) :
الواقع أن المرحوم الشيخ الحلي ـ وأنا مطلع على واقعه الأخلاقي الرائع
ـ كان جم التواضع ، يحترم الصغير المستحق للاحترام كما يحترم الكبير ،
وكان لا يأبه بالشكليات في حياته الاجتماعية ، ويؤكد على القاعدة
الشهيرة « المكان بالمكين » ، وكان مقتنعا أن شكليات المجالس لا تؤهل
الإنسان للعلو والرفعة ، إنما ما يحمله من فضل وعلم وأدب هي التي تبرز
صاحبها ، وتضفي عليه المكانة اللائقة ، وهذا هو منطق السلوك الأخلاقي
في المجتمع الإنساني للعظماء من العلماء والأدباء وأصحاب الشأن ، وهذا
هو مبدأ شيخنا أبي الجواد الحلي.
وقد سمعت شخصيا من آية الله المرحوم الشيخ محمد علي الكاظمي أحد أبرز
تلاميذ الميرزا النائيني ، وهو يتحدث إلى المرحوم والدي ـ السيد علي
بحر العلوم ـ بصفته الصديق الحميم للشيخ الحلي وللشيخ الكاظمي ـ يقول
: « أبو محمد خلّ صاحبك شيخ حسين يختار في المجالس مكانه اللائق ليجلس
في صدر المجلس ، ولا يتواضع كثيرا ويجلس في آخر المجلس ، فيضطرنا إلى
الإحراج لأننا لا نريد أن نتقدم عليه في الجلوس فهو من كبارنا ،
وعلينا أن نحترمه ، فأين يكون موضعنا إذا لم يختر المكان اللائق به
».
__________________________________________
مقدمة كتاب أصول الفقه - دراسة عن حياة الشيخ الحلي بقلم السيد محمد
بحر العلوم، ص 91 و 92