الأستاذ الحاج حسين الجزائري ( الشيخ الأميني في خواطري)

2021/03/24


أحتفظ في ذاكرتي  عنه بعض الخواطر، فقد كنت ارتاد مكتبة امير المؤمنين عليها السلام لمؤسسها الشيخ عبد الحسين الاميني رضوان الله تعالى عليه، فأول دخولك إليها تقابلك قاعة طولها اكثر من ثلاثين مترا وعرضها بحدود ثمانية أمتار ورفوفها مكتظة بالمؤلفات، وفي منتصف القاعة مصطبات الواحدة تكمل الاخرى، وانا اشاهد الشيخ مرتديا ثوبا قصيرا وسروالا، كعادة ملبس اهل العلم وبيده دفتر وقصبة وبجانبه محبرة وهو يتخطى عشرات الكتب المفتوحة المنتشرة على طول الطاولة يتفحص في اسطرها ويدوّن ما يريده منها، والغريب أن تلك الكتب طباعتها حجرية لا يوجد لها فهرسة لمواضيعها كما اليوم في الكتب المؤلفة حديثا فيضطر الباحث أن يقضي وقتا كثيرا للحصول على غاية مطلوبه.

وقد ترسخت في ذاكرتي تلك الجثة الضخمة المتناسقة مع طوله الفاره وملامح وجهه ترهب الناظر لشخصه ولشخصيته التي تدخل على النفس هيبة، ونظراته الحادة والجدية في إنهماكه ليجتني من مفردات عشرات الكتب المفتوحة التي يدور حولها لساعات..
هذا ما إنطبع في ذاكرتي،  والشاهد على ذلك من زار قبره المجاور لمكتبته يتبين له تلك الهيبة في صورته الفوتوغرافية ففيها قوة الجذب لشخصه الغائب الحاضر... وعند تصفح اجزاء كتاب الغدير بأجزائه الاحد عشر تلمس لوعة واسىً يحز في النفس لظلامة امير المؤمنين واظنه مات كمدا على مظلوميته من خلال ما سطره وبلاغة عبارته وعنوان المظلومية
جزاه الله تعالى خير الجزاء وهنأ بسقيه امير المومنين عليه السلام من كوثره.
 اللهم إنا مع كل حرف خطه وعبارة قالها ونص اثبته وولاءٍ تولاه
وحشرنا في زمرة علي والعلماء الاعلام الذين قضوا السنين الطوال ليقدموا لنا زادا رويا
أخترنا لك
أصوات من السماء.. عميد مدرسة القراءة العراقية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة