ماذا كان يشتري السيد علي القاضي من بائعي الخضار ؟

2021/02/04

 @ كان أستاذُ الفقهاءِ السيّد علي القاضي صاحبَ خُلُقٍ رفيع، قد هذّب نفسه تهذيباً كاملاً من رذائل الأخلاق، كالغرور، والتكبّر، وحبّ الرئاسة، وحبّ المدح، وحبّ الدنيا، ونظائرها، وتحلّى بالصّفات المحمودة، كالتّواضع، والتذلّل للمؤمنين، وحبّ الفقراء والضّعفاء والمساكين ومساعدتهم، والكرَم، والشجاعة، والرّضا، والقناعة، وغيرها من الفضائل. وبالجملة، فقد كان إنساناً تحرّر من شهواته الماديّة، وصار موجوداً ملكوتيّاً، يُعاين عالَم الملكوت، وتنكشف له حقائقُ الوقائع والأحداث، ويرى حقيقةَ الأشخاص.

@ كان يشتري حاجياته بنفسه ويحملُها الى داره، وكان يشتري الخضار والفواكه التي لا يرغب فيها أحد، ويحملُها بطرَف ردائه ويجتاز بها الأسواق ذاهباً بها إلى بيتِه. وعندما سُئل عن سبب رغبته في شراء ما يزهد به الآخرون، قال: «إنّ البائع الفلاني فقير، وقد اشترى النّاسُ منه الخضار والفاكهة الجيّدة، وبقيت هذه لا مُشتري لها، وأنا أعلم أنّه سيرميها قُبيل الظّهر في المزبلة، وأودُّ مساعدته من غير أن يذهب ماءُ وجهه، ولكي لا يُقبل على أخذ الصّدقة من الناس فيتركَ الكسب الحلال لأجل ذلك، أشتريها منه.
أخترنا لك
مركزُ تراثِ الحِلَّة ..جهود ثقافية لخلق حراك معرفي في بابل

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة