آخر عمل

2021/01/20

أتممت ليلة أمس مقالة بعنوان (الشيخ عبد الحسين بن حسن الكعبيّ ت ١٤٣٤هـ، ترجمته- فهرس مخطوطاته)، وستطبع في مجلة مخطوطاتنا، في خمسين صفحة تقريباً، تضمنت ترجمته وهي مما سمعته من أفواه معاصريه، ومما كتبه هو بقلمه، وهو النزر القليل، وفهرس لمخطوطاته وعددها ثلاثون مجلدا من مؤلفاته ومستنسخاته.

وأصله من الأهواز، وولد سنة ١٣٥٣هـ وجاء للنجف الأشرف وعمره عشر سنوات، وتوفي عن ٧٩ سنة، تنوعت مؤلفاته بين الفقه وأصوله والنحو والأنساب، وسكن في مدرسة الآخوند الكبرى ثم مدرسة السيد اليزدي ثم المدرسة المهدية ثم مدرسة القوام.
وقد تطرقت فيها لحالاته وأخلاقه وهمته، وكان مقطوعا عن الأهل بالمرة، ولم يتزوج، وأسأل الله تعالى أن تكون هذه المقالة شفيعا لي في دعائه، ومما كتبته من مشاهداتي عنه:

كان الشيخ عبد الحسين الكعبي يتابع الزائرين في لبس بناتهم الحجاب، وكان يتأذى إذا رأى صبية لم تبلغ الحلم لم ترتدي الحجاب، فيأخذ في الحديث مع والدها أو والدتها، فيشكر أحياناً ويجابه أخرى.

وفي مرّة مررت بشارع الشيخ الطوسيّ ـ الشارع الذي أسكن فيه ـ فأخبرني الوجيه سلام الغزاليّ بحالة الشيخ الكعبيّ الصعبة في أخريات حياته وكلّفني بأن أخبر سماحة السيّد محمّد رضا السيستانيّ (ده) بوضعه،  فأخبرت جناب السيّد حفظه الله فتأذى لذلك وقال سأكلّف السيّد نزار حبل المتين بمتابعة الأمر، فمررت بعد مدّة فشكرني الغزاليّ وأكثر من الدعاء لي، وكنت أجهل علّة ذلك، فسألته عن العلّة؟ فقال لي: رحم الله البطن التي حملتك، فقد وجّه سماحة السيّد السيستاني (ده) له بخادم يرعاه إلى يوم مماته، وتكفّل بطعامهما وجهزه بلباس كامل من العمّة إلى المداس، كما تكفّل براتب خادمه، فتعجبت من فيض كرم السيّد له ورعايته لأهل العلم، ثمّ التقيت بخادمه بعد مماته فكان يدعو للسيّد السيستانيّ دام ظلّه  ويترحم على الشيخ الكعبيّ؛ فبسببه صار موظفاً وخادماً في مدرسة القوام، فرحم الله الشيخ الكعبيّ.
وهذا الحكاية فيها دلالة على احترام مرجعنا المفدى وولده الكريم للعلم وأهله.

عدد مؤلّفاته ومستنسخاته رحمه الله تعالى تقع في  (30)  دفتراً،  توزّع ذكر  (10)  منها في الجزء الثاني من فهرس الخزانة العلويّة المطبوع بفهرستي، و(20) منها في الجزء الثالث من فهرس الخزانة العلويّة غير المطبوع بفهرستي، ومؤلّفاته ضمّت ستّة عناوين توزّعت بين فقه وأصول فقه ونحو وأنساب ومعارف عامّة، وهذا ثبت بعناوينها، ومواضيعها، وعدد دفاترها:
1. شرح الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقيّة، فقه، ثمانية أجزاء، وهو في (15) دفتراً.
2. شرح كتاب أصول الفقه، أصول الفقه، وهو في ثلاثة دفاتر.
3. شرح كتاب المنطق ، منطق، وهو في دفترين.
4. قبيلة بني ضبّة، أنساب، وهو في دفتر واحد.
5. قواعد النحو ، نحو، وهو في خمسة دفاتر.                
6. الكشاكيل، معارف عامّة، وهو في أربعة دفاتر.


وآخر الكلام من كان له خاطرة عن الشيخ الكعبي رحمه الله لألحقها بالمقالة، وتكون له وسيلة لمن ورّخ مؤمناً فقد أحياه.
أخترنا لك
ضمن مشروع الصدقة الجارية : تاجر من الديوانية يتبرع بـ (85) نسخة خطية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة