أكدت الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية: «إننا اليوم بحاجة
لتوعية شاملة لهذا الجيل؛ لكي يحافظ على تراث بلده؛ لأنه عنصر من
عناصر مقومات النجاح، والسير به على الطريق القويم، من خلال محاربته
للاتجار بالآثار والسرقة والنبش العشوائي؛ لأنها عناصر تحطيم وتدمير
لمقدرات هذا البلد وللتراث العالمي».
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عنها الدكتور ليث عبد مجيد
حسين في افتتاح مؤتمر متحف الكفيل الدوليّ الثالث الذي انطلقت فعاليته
صباح هذا اليوم السبت (5 ربيع الآخر 1442هـ) الموافق لـ(21 تشرين
الثاني 2020م)، عبر منصّة (ZOOM) تحت شعار: (المتاحف والتقنيّات
الحديثة.
وبيّنَت كذلك: «إنه لفخر كبير أن يُعقد مؤتمر متحف الكفيل وسط أجواء
وتحديات استثنائية، وهذا إن دلّ على شيء، فإنه يدلّ على حرص القائمين
عليه، وعلى ديمومة التواصل العلمي والمعرفي البنّاء الذي كان هدفنا
الرئيس في المحافل والتجمعات العلمية».
وأوضح عبد المجيد: «لقد غدا علم المتاحف مفصلاً مهماً، وعنواناً
صعباً في شجرة علم الآثار الحديث، فلم يعد المتحف مجرد مخزن محصّن
للمقتنيات وحسب، وإنما انطلق في الأفق الواسع؛ ليغدو منبراً تعليمياً
تثقيفياً لديه رسالة بعيدة المعاني والأهداف، وأصبحت كلّ قطعة فيه
تروي لنا حدثاً تاريخياً، وتميط اللثام عن معلومة كانت مبهمة أو
منسية».
وتابع: «إنّ علمَ المتاحف اليوم ينطلق في آفاق واسعة ورحبة في ظل
التطور العلمي والتقني الذي يتم تسخيره بشكل صحيح لخدمة العرض
المتحفي، فقد أضحت المتاحف اليوم بوابات تعلمية حقيقة لتنشئة الأجيال
من خلال تسليط الضوء على تاريخ بلدهم، وزيادة الوعي والإدراك والحفاظ
على تاريخ هذا البلد».
واختتم: «اننا اليوم امام تحدٍّ كبير وخطير من أجل وقف النزيف
المستمر منذ سنين، استهداف واستنزاف حضارة هذا البلد العريق، وأصبح
الاتجار بالآثار في العراق اليوم ديدن ضعاف النفوس في الداخل والخارج،
ولكننا إن شاء الله عازمون وماضون للقضاء على هذه الآفة».