خاطرة عن الشيخ جعفر الشوشتري

2021/05/10

:

إنَّ الشيخ جعفر، هو الشيخ العالم العامل، الفاضل الكامل، الذي جمع بين الفضل والورع، والسّداد والتُّقى، والزّهد والرّشاد، جامعٌ لشـرائط الاجتهاد، فكان أوّلُ أمره طلب العلم في النّجف، ثمّ رجع إلى (شوشتر)، وهي بلاده بعد أن اجتهد، فأقام هناك عدّة سنين، ثمّ عاد إلى النّجف، وقد سُئل عن ذلك قال:
قصدي المجاورة لقبري فأقام مدّة، فكان من عادته إذا هلَّ شهر رمضان يُنصَب له منبرٌ ممَّا يلي التكية  في الصّحن الشّـريف، من جهة (باب الطوسي)  عند العصر، ويمتلئ ذلك المكان من باب الصّحن التي يُقال لها: باب الطّوسي إلى التكّية، كُلُّ أولئك طلبة ومشتغلين وغير ذلك.

فيركب على المنبر، ويعظُ الناّس، فيحذّرهم من النّار، ويشوّقهم إلى الجنّة، فكان هذا دأبه من أوّل شهر رمضان إلى آخره مدّة مُقامه بالنّجف، وكان يكون بالقرب من المنبر جماعة من الفضلاء معهم المحابر والقراطيس فيكتبون مواعظه، وكان له الإحاطة التامّة بالأخبار والسِّير، وأنَّه (عليه الرّحمة) أراد أن يزور قبر الرّضا فزاره، وعند رجوعه مات في الطّريق، وكان ليلة وفاته جُعلت الكواكب الّتي في السّماء تتهاوى من جميع النواحي، ولا اتفق مثل ذلك إلّا عند وفاة الشّيخ الكليني صاحب (أصول الكافي) ، ثمّ إنَّهم حملوه وجاؤوا به إلى النجف فدفنوه في حجرة في الصّحن الشَّـريف ممَّا يلي رأس الإمام عليه السلام بمكانٍ يُقال له: (الدّولان) .

المصدر: جلاء القلب، السيد البراقي، بدلالة الشيخ حيدر الشمري.

تعقيب من الأخ السيد صالح السيد جودت القزويني:

سلام عليكم أستاذ أحمد
أسعد الله أيامكم

تعقيبا على ما نشرتموه حول مدفن الواعظ المقدس الشيخ جعفر التستري (الشوشتري):

توفي جدي الميرزا جعفر القزويني (ت: ١٢٩٨) بحياة والده الإمام السيد مهدي القزويني (ت: ١٣٠٠).
وفي حادثة مشهورة تتناقلها الكتب، فقد دفن الميرزا جعفر بطلب من الشيخ التستري (ت: ١٣٠٣) في صحن أبي طالب، بالحجرة المعروفة له.
وكان الشيخ التستري قد أراد أن يدفن بالقرب من ميرزا جعفر، لمعرفته بمقامات الميرزا جعفر. ولذا دفن الشيخ بهذا المكان...
وكذلك دفن بالقرب من السيد بوصية منه: الشاعر السيد حيدر الحلي (ت: ١٣٠٤).


تعقيب الفاضل الدكتور جمال الدباغ:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيب على موضع دفن الشيخ جعفر التستري (منشور في صفحة التراث والتحقيق بين يديك)
المصدر: ديوان محمد بن سلمان نوح الكعبي (الشيخ حمادي نوح)، تحقيق د. مضر سليمان الحلي، ج 1، بغداد: مؤسسة الرافد للمطبوعات، 2013
ص ص: 444 - 445
وأمر معز الدين (السيد مهدي القزويني) أبوه (والد السيد جعفر القزويني) بحمله إلى مقبرتهم ليُدفن مع عمه الأفضل السيد باقر، ثم جعل الله تربته بالقرب من أمير المؤمنين عليه السلام فدُفن بالرواق الأشرف واشتاق صاحب الخصائص (الشيخ جعفر التستري مؤلف كتاب الخصائص الحسينية) أن يكون قبره قريبا منه فعمّر له قبراً من حُجر الصحن مقابلاً له وبينهما الطريق وتربة السيد حيدر قدّس الله نفسه بينهما.
أخترنا لك
غاية الوصول وإيضاح السبل في شرح مختصر منتهى السؤل والأمل

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة