هذه العوائد والفوائد كتبها اثنان من طلبة العلم أعرف الخنيزي
منهم وربما عمره يقع في منتصف العقد الثالث، وهو من أهل القطيف الذين
يدرسون في النجف الأشرف وصديق لي، قرأتها وتأملتها كثيرا وعشتها
كدقائق علقت في البال لأنني أعد من حضار مجلس السيد الخرسان حفظه الله
ومن المستفيدين منه، وهنيئا لمن كتبها وجمعها.
وما يؤلمني حقا أنني تكلمت كثيرا مع من حولي في أنه أكتب مقالة، حقق
كتابا، أحضر مجلسا علميا، دوّن فوائد، وتكرر الطلب بين الفينة
والفينة، وغرضي من هذا أن اصنع اسماً لغيري، ومحبة لمن حولي، وعلّمت
وساعدت ووفرت ولكن دون جدوى تذكر، مع يأس يتجدد بعد محاولة النصح،
الكرة بعد الكرة.
والأعذار واهية: (الظروف، الظروف)، وسمعت كلمة (الظروف) هذه قبل سنة،
واليوم سمعتها، وبعد سنة اسمعها، وبعد عشر سنوات، وإلى شفير القبر،
ونحن ننادي: الوقت لا يسمح بالعمل.
فقلت لأخ قبل لحظات وانا اتحدث في حثه: (بالأمس كبار أهل المذاهب
الأخرى يتصلون بي ليسألوني، ومن بعض الدول الأخرى القريبة والبعيدة،
ولا أعرفهم، وعلاقتهم بي من خلال القناة، والكل يعلم ظروفي، فأنا ولدت
بين عائلة بعيدة كل البعد عن التأليف والتحقيق والتراث وو...، فمتى
يجود الزمان بأحمد آخر لا أعلم)، هذا كلامي معه، وقلت له بعد تأنيب له
وتأنيب: وهل ينفع هذا الكلام، فلقد وصلت إلى حالة وللأسف أنني أرى
جميع من حولي هو يعمل لمصلحة مادية أو غيرها ولا استطيع محو ذلك، طبعا
هذا الكلام لمن يقول: اعمل وهو لا يعمل.
فلقد اعطيت لتلاميذ من حولي وريقات خطية أو مواضيع تراثية للعمل
لإخراجها ومضت الأيام والأشهر والسنة ولم يكتب أحدهم سطرا عنها أو
منها.
فالمهم أن يعذرني المقابل لهذه النفثة التي صدرت لمقام الأخوة
والمحبة، وهي إشارة لعدم ضياع الوقت بالموبايل والضحك والطعام والنوم
والقيل والقال، فالعمر فرصة ولا بد أن نغتنمه، فلماذا لايكون أحدنا
الشيخ المفيد أو الصدوق أو الأميني أو الطهراني أو الحكيم؟
فقد فاز أولئك بتنظيم الوقت وطلب العلم والكتابة فخلدوا،
لماذا؟! وهذا سؤال اتركه لقاريء أسطري هذه.
#احمد_الحلي
وعلق أحدهم وهو ممن يحسن الظن بي:
شيخي الأجلّ وأستاذي الفاضل
سمعتها تكراراّ ومرات كثيرة من هؤلاء الأعاظم رحم الله الماضين وحفظ
الباقين.
سؤالاً لهم - أنّه ما سرّ التوفيق والخلود لأمثال الذين
ذكروا؟-
وتارة ناصحين ومذكرين لأمثالي أنا الحقير.
فجوابهم واحد -كأنهم اتفقوا-
النيّة الخالصة لله تعالى.
وقد نقل لي أحدهم عن شيخه وهو العالم المعروف أبو الحسن الشعرانيّ
رحمه الله -صاحب تعليقات الوافي وشرح اصول الكافي- أنّه قال له النيّة
الخالصة -وبالخصوص لطلب العلم ونشره- لا تتعجب إذا رأيت نملة تصرع
فيلاً بذلك أي: بنيتها الخالصة لله تعالى-
..........
قرأت هذا المنشور وقد أثر بي كثيرا لاسيما واني اراك تشحذ الهمم
وتطلب من كل طالب علم أن يشمر عن ساعديه ليجد ويجتهد ويحقق بمنابع ال
محمد عليهم السلام الروية الصافية لينتهل من نميرها العذب ويغوص في
بحر ما خطته انامل الأكابر في هذا التراث الضخم وكما أنه ينبأ عن
طيب سريرتك وإيمانك كما ورد في الأثر عن النبي صلى الله عليه
وآله
( لايؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
وعليه انا مستعد وطوع امرك شريطة أن تأخذ بيدي ولتدلني
...........
كان بودي أن أعلق أمس أول ما قرأت المنشور بس كلت الشيخ أبو جعفر مو
عايز تنظير هو يعلمني ويعلم مئة معي.
الان من شفت بيها نشر حفزتني لينتفع من كان همه النفع إن شئت النشر
فأقول :
إحياء التراث يحتاج إلى بذل الوسع والجهد واتعاب النفس في تحصيل
المعلومة ولو بالسفر وتحمل المشاق والصبر على الجوع والعطش وفي زمننا
لا يصل إلى الأمر إلى هذا
فهذا السيد عبد العزيز الطباطبائي دخل على الشيخ الاميني فقال له
الشيخ ان تأريخ ابن عساكر في المكتبة الظاهرية في دمشق وانه وحده
يستحق شد الرحال إلى دمشق من أجله
أقول هذه كتب المكتبة الظاهرية صارت متاحة في التلجرام وكذا كتب مكاتب
تركية وايران فما بالنا لا نشكر هذه النعمة.
أليس في قصص العلماء كفاية لشحذ الهمم أليس في وجود العلماء كفاية
فهذه مجالسهم فلو أن أهل العلم حملوه بحقه لما وجدت مكانا في بيوت
العلماء ولكن ترى ثلة وثلة..
علينا أن نستفيد من علمائنا فإن الجيل منهم بدأ يتناقص فلناخذ منهم
قبل الرحيل
فلا ننسى مجلس اية الله السيد محمد رضا الخرسان الذي كان يربي الطلبة
على المراجعة بل كيفية المراجعة وأسلوب تحقيق المطالب العلمية ونقاشها
فكل ذلك فوائد وفوائد.. ولا زال بعد فقده على الطريقة الأولية..
وكذلك مجلس أخيه اية الله السيد محمد مهدي الخرسان يوم كان يقرأ صباح
كل جمعة شيئاً في التاريخ فإنه يعلمنا فن قراءة التأريخ والتأمل فيه
وما نقبل منه وما نذره في سنبله...
ولازالت بعض تلك المجالس باقية
فهذا السيد محمد سعيد الحكيم وهذا السيد علي البعاج وهذا الشيخ محمد
هادي آل راضي وهذا الشيخ محمد باقر الايرواني فلنذهب إلى مجالسهم
لنتعلم منهم نسمع ونسأل والجلوس وحده مع الإدراك كافٍ...
إن لله في دهركم نفحات ومن هذه النفحات وجود العلماء فلنغتم فرصة
اولاد السيد السيستاني ان لم نصل إلى السيد المرجع..
ولنغتنم السفر إلى إيران في التعلم وزيارة العلماء كالسيد الشبيري
والشيخ السبحاني والسيد احمد المددي والسيد احمد الاشكوري
فإن الواحد منهم مدرسة والمدرسة ذكريات والذكريات تجارب والتجارب علم
يستفاد منه
فنلنتقرب من العلماء
ولنكتب ما نسمع منهم
لنحدث بعدهم ولنسلك طريقهم فإنها أمانة في أعناقنا....