الأئمة عليهم السلام في قلوب من يعرفهم

2020/08/21

وممن رأيتهم من أهل المعرفة بعظيم خطر آل محمد صلوات الله عليهم، الشيخ أبو الحسن الأنواري قدس الله سرّه، كان دائم الحضور في المجالس الحسينية.

 ومن المجالس التي يحضرها مجلس المحقق آية الله السيد محمد مهدي الخرسان دام ظله في أيام المحرم وغيره، يجلس بجنب السيد المفدى جلسة العبد، لا يلتفت يمنة ولا يسرة، يجتمع فيه الوقار والهيبة، فيأخذك نور وجهه الوضاء وعينيه الزرقاويتان وهيبته وقداسته إلى ذكر الله تعالى لأنه يذكّر به.

ويصغي لجناب السيد الخرسان بكله حين القراءة، وبمجرد أن يحدثنا السيد بقول أحد الأئمة عليهم السلام تجري دموع الشيخ الأنواري على خديه وتتقاطر على ثوبه كأنها اللؤلؤ المنضود.

كان يبكي لمجرد ذكر اسم الإمام، أي والله فبمجرد أن يقول السيد:  ( قال جعفر بن محمد عليهما السلام أو غيره من الأئمة عليهم السلام) يرتعد جسمه وتجري دموعه بصمت وتترى الواحدة تلو الأخرى؛ أداء لحق الإمام القائل.
دموعه تذكرك بدموع الشيخ النوري قدس سره التي تتقاطر في مجلس وعظه كأنها اللؤلؤ المنضود كما ذكر ذلك تلميذه الشيخ الطهراني، هذه دموع أهل المعرفة..

وحدثني جاره الأخ والصديق حيدر القاضي قال: خرج الشيخ من بيته يوما ما فبعد لحظات وجدناه جالس عند باب داره متكئاً يبكي فهرعنا إليه وسألناه مم بكاؤك؟ فقال: كنت عازما للذهاب لمجلس الإمام الحسين عليه السلام فتذكرت بالطريق أن مفتاح البيت نسيته داخل الدار، فرجعت للدار وليس لي حيلة لفتح بابه، وبكائي هو من ذنوبي التي منعتني من حضور المجلس.

قال القاضي: ثم دخلنا بيته من سطح دارنا بإذن منه وجلبنا له المفتاح، وفتحنا الباب ودخل الشيخ واستقرّ  يندب نفسه بالبكاء على فوات الحضور في ذلك المجلس.
وأمّا لو رأيته وهو يدخل باب الاستئذان في الحرم العلوي لرأيت موعظة عظيمة فقد كان يقف أمام الباب يلملم نفسه بعبائته وتأخذه رعدة التأهب ودموع العظمة، ويدخل وبعد الزيارة يصلي في الرواق ويشرع بعبادته في برنامج يومي.
هذه دموع أهل المعرفة.

30

أخترنا لك
الأستاذ الحاج حسين الجزائري ( الشيخ الأميني في خواطري)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة