( حين يصبح العالم الديني زعيمًا)// سيرة حياة سماحة الشيخ حسين مكي العاملي

2024/12/19

 الناس تعشق سيرة العلماء وتنبهر بسيرة حياتهم و علميتهم وجهادهم في الظروف التي عاشوها ، و برزوا علماء يفنون أعمارهم في القراءة والبحث،  والسيرة هي عالم منفتح ، والبحث في حياة العلماء علم كبير.
 العالم حسين مكي العاملي  ولد في حبوش التابعة للنبطية في لبنان عام 1908م ، ودخل المدارس فتعلم الأساسيات ثم حضر المقدمات وبعدها هاجر إلى النجف الأشرف 
عندما أقرأ حياه مجتهد من المرجعية أشعر بقوة الصراع الذي عاشه مع الدرس والمثابرة والهجرة والغربة والمواظبة رغم ضعف الحالة المادية عند أغلب المجتهدين ، الصراع الذي يعيشه العالم مع ظروفه هو حقيقة لابد أن نقف عندها ونتمحص فرق الواقع اليوم بما متوفر للعلماء والدارسين .
 أغلب العلماء تجاهلوا كتابة سيرهم الذاتية فراح أتباعهم  يكتبون السير الغيرية عنهم  و يتابعون حياتهم ليدونوا لنا منجزهم الكبير.
 عمّر الشيخ  حسين مكي العملي  حياته في النجف بدروس السطوح ودرس عند الشيخ خضير الجيلاوي، والسيد محمود المرعشي ، والشيخ حميد ناجي،  ثم حضر البحث الخارج عند السيد حسين الحمامي،  والشيخ محمد علي الخرساني الكاظمي، والسيد أبو الحسن الاصفهاني، والشيخ محمد حسين الاصفهاني ،والسيد محسن الحكيم. ومن ضمن المواقف التي لابد أن تذكر ولابد الإنتباه عليها عند السير الحياتية ، النظر إلى جذر التدريس، إلى الأساتذة وثقلهم العلمي.
إن تأسيس مدرسة يحتاج إلى تدريسين بهذا المستوى، مستوى علماء، تكون الحصيلة علماء أيضًا، و سيشكلون قاعدة تدريسية قوية؛ لذلك نجد الشيخ حسين العاملي يشتغل بالتدريس من المقدمات الى السطوح العالية
في عام 1947 أوفده السيد محسن الحكيم إلى بلدة الصويرة التابعة لمحافظة الكوت ليُقيم فيهم صلاة الجمعة  والجماعة ، ويعلمهم الأحكام الشرعية والمعارف الحق والأخلاق الفاضلة وحل المشاكل الإجتماعية وبقى فيها حتى عام 1952م ، حيث هاجر إلى دمشق في حي الأمين ليكون الزعيم الروحي للشيعة بعد وفاة السيد محسن الأمين .
هناك ملاحظة مطلوبة عند قراءة السير،  هي البحث بين الفجوات لمعرفه القيم الأخلاقية التي كانوا يتمتعون بها،  لم أجد من خلال القراءات المتعددة  للعلماء إن عالمًا من العلماء زاحم عالمًا لمنصب أو جاه  بل كان كل يعمل تحت ظل عالم، إلى أن تحين الفرصة، فلم يتصرف الشيخ حسين مكي كزعيم بوجود السيد محسن الأمين أبدًا، وبعد وفاة الامين أخذ مكانه الطبيعي. فانشأ مسجدًا وكان كثير الإهتمام بالوعي الأكاديمي ومن ضمن تلامذته أساتذة جامعين ، إلى حين وفاه الأجل 
 وضمن المتابعة للبحث في حياة العلماء الأفاضل نجدهم يدرسون على يد عالم و يدرسون مجموعة كبيرة من الأساتذة ويستلمون المهام العالية ولا يتركون الكتابة والتأليف ، للشيخ حسين مؤلفات كثيرة منها: حاشية الدر الثمين، ومفتاح الداعي ، و العصمة قول علي عليه السلام دليل شرعي، وكثير من الكتب الأخرى. وعند وفاته شيع في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي الأمين إلى مقام العقيلة زينب عليها السلام ودفن في حجرة السيد الأمين رحمهما الله جنه و رضوانًا.
أخترنا لك
بالوثيقة : زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف السيد الإمام الخوئي قدس سره يبعث ببيان إلى قادة الأقطار الإسلامية ويدعوهم

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة