شعيب العاملي
تعرض سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ حسين وحيد الخراساني
حفظه الله في درسه الفقهي صبيحة هذا اليوم الإثنين 14 ربيع الثاني
1437 الموافق ل25-1-2016 إلى بعض المفردات العقائدية التي جرّ إليها
بحث تحديد (ذي القربى) في آية الخمس، وهذا بعضها:
بسم الله الرحمن الرحيم
... ثبت أن (ذي القربى) هو الإمام عليه السلام، فسهم ذي القربى له
عليه السلام، وسهم الله تعالى والرسول (ص) ينتقل إليه بمقتضى الروايات
المعتبرة. وقد فرغنا من هذه الجهة.
وههنا بحث: أنه لو كان ذو القربى عبارة عن الإمام، فبناء على ذلك لا
يشمل الصديقة الكبرى لأنها ليست داخلة في الأئمة ؟
وجواب هذا السؤال:
أن (ذي القربى) يشمل بنص القرآن الصديقة الكبرى نفسها، والإمام أيضاً،
فجميع الأئمة من الإمام الحسن إلى إمام الزمان عليهم السلام هم ذوو
القربى بتوسط فاطمة الزهراء عليها السلام، المهم هو هذا.
وهذا هو مقتضى نص القرآن، والمطلب مهم إلى حدّ أن الفخر الرازي قد
أسقط في يده فيه ووقف عاجزاً.. ومثله الزمخشري وابن مسعود واساطين
مفسري العامة، فقد اعترفوا أن الحق في قوله تعالى ﴿وآت ذا القربى حقه﴾
هو فدك، وأن النبي (ص) قد أُمِرَ بإعطاء فدك لذي القربى، وصغرى هذا
الأمر بحسب عمل الخاتم (ص) هو الإعطاء لفاطمة الزهراء عليها
السلام.
غاية الأمر أنا لم نعرف قدرة هذا المذهب، فقضية فدك برهان قاطع على
بطلان كل مذاهب العامة، وبرهان قاطع على أحقية مذهب الشيعة.
بعض الأميين والجهلة اليوم يتجاوزون حتى عن دم بضعة الخاتم دون خجل في
سبيل الوحدة !!
النور والظلمة ليسا قابلين للصلح !
عمر عابد الصنم، شارب الخمر في ناديه، وهذا مورد تصديق أعاظم الخاصة.
وعبادته للصنم أمر مسلمٌّ بلا إشكال.
أما جهله، فخليفتهم لا يعرف تيمم الصلاة، وعمار بن ياسر علمه ذلك
!
مثل هذا الجاهل.. مثل هذا الرجل..
للأسف فإن العلم أصبح قليلاً والخوف أصبح كبيراً !
الجهل يولد الخوف..
للأسف اننا لم نعرف انفسنا ولم نعرف الميراث الذي وصلنا، هذا ميراث
الحسن بن يوسف بن المطهر..
هذه أيام الجبناء ! الذين يلعبون بالمذهب لجهلهم !
جلس هذا الرجل صباحاً ولما أذن المؤذن ظهراً كانت قد تغيرت البلاد،
فقد أعطى سلطان ذلك الوقت أمراً بأن يذكر علي بن ابي طالب في كل
البلاد وعلى المنابر..
هذا فن العلامة.. أما نحن الجهلاء فإنا نضيع أنفسنا مقابل أربعة من
السنة الجهلة !
هذه مصيبتنا.. كل هذا في سبيل الوحدة.. لكن لا يفهمون أن الوحدة
مستحيلة بين النور والظلمة !
الوحدة مستحيلة بين علي وابي بكر !
من هذا ومن ذاك ؟
أما علي فهو القائل باتفاق العامة والخاصة: سلوني قبل ان
تفقدوني..
أما ذاك فمن هو ؟ من كان اعترافه: وليتكم ولست بخيركم..
في اليوم الذي جلس فيه أبو بكر على الكرسي جاءت امرأة أسقطت سمعته! إن
كان عند الأزهر جواب فليجيبوا..
جاءت وقالت: ما ميراث الجدة ؟ تحير أبو بكر..
جاهل وجلس مكان من قال عنه تعالى ﴿وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله
عليك عظيماً﴾
إنسانية الإنسان بأمرين، أحدهما العلم وثانيهما الخُلُق..
وفي القرآن الكريم: وصف الله العلي العظيم علمَ نبيه بالعظمة وخُلُقَه
بالعظمة، فقال في خُلُقه ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾، وفي علمه ﴿وعلمك ما لم
تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً﴾
من أجلسوا في مكانه ؟
بدلاً من ان يجلس أقربهم له.. فعندما تغيب الشمس يجلس مكانها القمر،
وفي السوق تحلّ الفضة بدل الذهب..
أما وفق مسلك العامة: فقد جلس مكان من كان معلماً لتمام الأنبياء
والمرسلين، جلس من كان يقول: كل الناس أعلم من عمر حتى المخدرات في
الحجال !
هذا إقراره وباعتراف الفخر الرازي.
على أي حال.. المسألة مفصلة جداً، والنكتة المهمة هي أنه ينبغي أن
تصيروا فقهاء فتكونوا رجالاً.. إن لم تصيروا فقهاء فلستم رجالاً..
الرجل لا يكون منفعلاً، يكون فاعلاً !
هؤلاء المنفعلون (المتأثرون) بالعامة نساء لكن يلبسون عمّة وعباءة
!
قيل: أليس هذا من مسائل التقية ؟ فأين محلها هنا ؟
أجاب: إن صرت فقيهاً تفهم كل ذلك، هذا من الحكمة: ﴿ ادْعُ إِلِى
سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾
لما نصّب النبي (ص) علياً عليه السلام لم ينصبه لكي نلعب أنا وأنت
بعلي بن أبي طالب ! وظيفتنا هي الكلام بالحكمة.
هذا من جهة: أنا مدينة العلم وعلي بابها.. سلوني قبل أن تفقدوني..
ومن جهة أخرى: أنظروا في صحيح مسلم باب التيمم فهو حجة على تمام
العامة، جاء شخص (لعمر) وسأله أني قد أجنبت فماذا أفعل ؟
قال من على منبر النبي (ص): أنا أيضا أجنبت فلم أصل شهراً !
ثم قام أحدهم فقال: ﴿فان كنتم جنباً فاطهروا﴾ وقرأ الآية إلى أن وصل
إلى ﴿فتيمموا صعيداً طيباً﴾ عندها تعرف خليفة النبي على التيمم !
هكذا تكلموا فتعجز الدنيا كلها وفق الدليل.
أيها الفخر الرازي هذا ليس لعبة..
تمام أعاظم المفسرين نقلوا نص القرآن : ﴿وآت ذا القربى حقه﴾
من هم ذو القربى ؟
نادى النبي (ص) الزهراء عليها السلام واعطاها فدكاً..
انظروا صحيح البخاري.. صحيح البخاري موجود.. كونوا رجالاً.. هذا هو
الفن.. ان تثبت غاصبية أبي بكر وعمر بالبرهان، وتثبت الظلم الذي ليس
له سابقة على مر التاريخ...