آية الله الهرندي: السقيفة أكبر جناية في تاريخ البشرية !

2021/01/22

شعيب العاملي
بسم الله الرحمن الرحيم
من كلمات سماحة آية الله الشيخ مصطفى الهرندي حفظه الله قبيل درس الأصول صبيحة هذا اليوم الأحد 12 جمادى الأولى 1437 هـ الموافق 21-2-2016م.
بسم الله الرحمن الرحيم
تشعر برمز السقيفة في كل المراحل الصعبة التي مرت على أهل البيت عليهم السلام..
... واريتكم ان الحسين أصيب في يوم السقيفة.
هذا ليس موقفاً عاطفياً، انها اكبر جناية ارتكبت في تاريخ البشرية، انحراف النبوة الخاتمة عن مسيرتها الاصلية، هي اكبر جريمة في تاريخ البشرية، لا تقاس باغتيال قابليل لهابيل، ولا بقتل أنبياء بني إسرائيل، تلك كلها كانت محطات والمحطة الخاتمة كانت رسالة الرسول، وههنا حرفوها..
 
كل الدماء التي أريقت بعد السقيفة يحمل أوزارها أركان السقيفة.. آتيلا وجنكيز وتيمور لنك وصلاح الدين الايوبي.. كلهم أوزار السقيفة.. صدام الحسين وزر من اوزار السقيفة بلا شك..
المنظمات الإرهابية اليوم وزر من اوزار السقيفة..
لو سلطوا علي بن ابي طالب لما دخل المجتمع الإنساني هذه المطبات السيئة والوسخة المليئة بالدماء والجرائم..
 
صحيح ان هؤلاء مباشرون.. لكن من السبب ؟
اذا امر شخص شخصاً ان يقتل أحداً وقع الكلام في أنه هل يقتص من السبب او المباشر ؟ فاذا ثبت ان السبب أقوى من المباشر فالمسؤول هو السبب.
وهنا السبب أقوى من المباشر.. من يقتل الآن يقتل بشرعية السقيفة، نفس سيوف السقيفة.. من يقلدون ومن يتبعون ؟ يتبعون السقيفة..
 
لا عداء عندنا لأي انسان، فنحن نحمل ان شاء الله شمّةً من علي بن ابي طالب رحمة الله تعالى على العالمين.
جملته الجميلة في افتتاحية كميل رمز يفتح آفاقاً واسعة على إنسانية الإسلام: اللهم اني اسالك برحمتك التي وسعت كل شيء.
أين هذا الجمال واللطف والإنسانية ؟
 
نحن لسنا ناقمين على احد، لا نبغض شخصاً لنفسه، لكن هل يمكن ان ينسى الانسان تلك الجريمة التي ارتكبت بحق البشرية ؟
كل دم أريق بعد السقيفة يتحمل وزره أصحاب السقيفة، والسبب: ما ارتباط أصحاب السقيفة بالنبوة والرسالة ؟ ماذا يفهمون من النبوة والرسالة ؟
 
هذا ليس عداء.. لكن فينا شمة من إنسانية علي بن ابي طالب.. وهذا اعتداء على الإنسانية في طول التاريخ..
لم ينحصر الاعتداء في يوم السقيفة بل امتد الى كربلاء واليوم وصل الى داعش وسوريا واليمن..
هذا دفاع عن الإنسانية والشرف الإنساني.. الإسلام جاء ليصنع الانسان ويدافع عن حقوقه ويكمل الانسان ويخدمه: وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ، لا لخصوص المسلمين، رحمته شملت كل شيء.
وليس هذا هو الإسلام الذي يطرح اليوم والمليء بالخشونة والقتل والسيف.
 
وقلنا: لماذا يرسم الإمام مع ذي الفقار فقط ؟
هل نسوا (لا فتى الا علي) ؟
فتوته في المرحلة الأولى، سيف بيد فتى.. جمع كل العناصر الكمالية في الشخصية الإنسانية، فتوة.. كلها ننساها ولا نذكر الا سيف علي بن ابي طالب ؟
قتله كان رحمة للعالمين.
 
هذه الانحرافات التي حصلت من يصححها ان لم نصححها نحن ؟
إن العقل الشيعي عقل متأثر بعلي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء وزينب الكبرى..
وقد قرأت تاريخ النساء الكبريات من بداية التاريخ الى يومنا هذا فما وجدت (وليس تعصباً بل تحليلاً للشخصيات والمواقف وما قامت به) ما وجدت كهذه المرأة العظيمة التي قادت الحركة الإسلامية في أحلك الظروف..
لم اجد امرأة بهذه العظمة، وتقييم شخصية الانسان يكون في ظروف الهزيمة لا الانتصار لان الانتصار بريق يسلط الضوء فيجعل من البقّة أسدا، لكن في ظروف الهزيمة ان حافظ الانسان على شخصيته الكبرى تعرف ان هناك صفات بارزة في شخصيته أهلته للقيادة.
 
الزهراء عليها السلام برزت في ظروف الهزيمة.. قبلها كانت في بيتها تقوم بشؤون الزوجية وتهتم باولادها، وبرزت بعد السقيفة، بطلة قادت معركة حربية ثم تحركت المعركة الى معركة ايديولوجية، ورسمت الخطة العامة للايديولوجية الشيعية، حتى قبل النبي (ص) فهي مفسرة وناقلة لكلام النبي.. ثم تحركت على معركة نفسية أجبرت القادة في الثورة الفاسدة على الاعتراف بالتجاوز على الحدود الإسلامية..
ثم بعد ذلك الحرب التاريخية: واوصت بان تدفن ليلاً ولا يشترك هؤلاء في جنازتها، توفقت في الحروب الأربعة، شهيدة ومنظرة ومحاربة في الحروب النفسية من الطراز الأول، وذكية في قراءة التاريخ البشري، اين تجتمع هذ في امراة واحدة ؟
اين تعلمت ؟ زمن الرسول ؟ الرسول مبتلى بالناس، وعلي بحروبه وابتلاءاته الشخصية ؟ من علّمها ؟ لا نريد الحديث عن العصمة الغيبية بل عن هذه الظاهرة فقط. .
فلنسأل انفسنا: من علمها ؟
في القيادة الحربية منتصرة، في الحرب الايديولويجة والنفسية والتاريخية انتصرت، أربعة معارك فشلت فيها اكبر قيادات التاريخ..
 
يقولون: اليس عيباً ان يبقى في البيت وتخرج زوجته تدافع عنه ؟
والعياذ بالله، هذا اعتداء على الزهراء عليها السلام وعلى الامام.. لم يفهموا ان الامام اذا تعرض للخطر يجب على الامة ان تدافع عنه..
 
في كربلاء يقول الشاب من شبابهم: أتريد ان تقتل عمي ؟
حتى الأكبر ضحك لكي يقوي عزائم الاخرين في حرب نفسية، ليست ضحكة اعتباطية.. هؤلاء متميزون حتى في أطفالهم..
 
والحمد لله رب العالمين
أخترنا لك
عندما يعرف جورج جرداق المسيحي علياً أكثر منكم !!

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف