تجربة حياة.. كيف تطوع علمك لتعلمَ عن نفسك؟

2022/11/09

بقلم/رنا فضل السباعي

المعرفة في الأصل، هي مكسب وغنى، من شأنها أن تُشكلَ رصيدًا يُغني هُويتنا الفكرية، ويضفي عليها القيمة التي ترسم إطار حركتنا في الحياة بما نؤديه من دور وما نُحققه من أثر يعود بالنفع على الذات وعلى الآخرين.

من يعرف ويطلع ويسعى ليكتسبَ علمًا ذا فائدة تلامس جوهر حياة الإنسان والارتقاء بكيانه، فإنما يُتيح لنفسه بأن يُغذي عقله بما يغنيه وأن يمتلكَ لنفسه أصولًا ذات قيمة لا تضعف، قابلة للاستثمار في مجالات لا تنتهي ابتداءً من معرفة الذات وصولًا إلى اتضاح الرؤية نحو مسارات الحياة ومسارات التعاطي مع تحدياتها من أحداث وأشخاص.

ولأن ما بُني على أساس قوي هو قوي، والعكس صحيح، كذلك الأمر فيما نسعى لامتلاكه أو تطويره من علم ومعرفة فإن أساس بنيانه وقوته تبدأ من أنفسنا نحن، كم نحن فعلًا نعلم عن أنفسنا في دائرة علمنا ومعرفتنا ؟ إلى أي حد نحن على علم بـ «من نحن» حقيقة؟ بما نرغب؟ بما يسعدنا فعلًا؟ بما يحزننا؟ بما نريده من أهداف؟ بما نسعى إليه من نتائج؟

إننا نميل في الغالب إلى استثمار معرفتنا نحو الخارج أكثر منه نحو الداخل، وقد تكون الأسباب في ذلك كثيرة وتعتمد على عناصر مُتعددة، منها عدم امتلاك الجرأة للتحدث مع الذات بصدق يرافقه الحب والتعاطف معها، وتجنب جلد الذات باللوم على التقصير والعتب على الأخطاء، والخوف من مواجهة رغبات حقيقية قد يأتي تحقيقها على حساب ما تحقق بحكم الواقع ولم نسعَ إلى تغييره حتى ترسخ مع الوقت كجذور من الصعب جدًا اقتلاعها دون جهد وعناء، التهرب من التحقق من جدوى مُعتقدات ترسخت فينا منذ الصغر حتى باتت جزءًا منا ونخشى الاعتراف بأنها لم تعد مُجدية كي نسعى لتغييرها، وغيرها الكثير الكثير.

أن تطلع وتتعلم وتمتهن استخدام معرفتك بشكل مُتقن ومُحترف يعني أنك سيد في مجال علمك، أن تدرك كيف ومتى وأين تطبق علومك كي تؤتي ثمارها، يعني أنك حكيم ومنطقي تستطيع أن تضع الشيء موضعه لا أقل ولا أكثر فكيف بالأمر إذا كنت سيدًا بمعرفة نفسك وحكيمًا في التعاطي معها ومع حاجاتها ورغباتها ؟!

العلم كنز والمعرفة نور، هذا الكنز نفسك أولى بالاستفادة منه قبل أي أحد آخر وذلك النور بإمكانك أن تحمله بكل شجاعة وجرأة وتوجهه إلى كل الزوايا المُظلمة بداخلك فتنيرها هي وتستنير بنورها دروبُك أنت. تعلّم كيف توجّه علمك نحو نفسك أولًا، فتعلم عنها، عن رغباتها، عن حاجاتها، عن أهدافها، حتى إذا ما عرفت نفسك، عرفت قيمة ما تحمله وما تحتاجه إلى تطوير وتغيير حتى تصل بها ومعها إلى حياة تعيشها بالتوافق مع رغباتك وتطلعاتك.

أخترنا لك
«آبل» تؤجل طرح الإصدار الجديد من آيباد برو بسبب كورونا

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة