بقلم: فريدة العبيدلي
قد تتساءلون -أعزائي القراء- ما علاقة الكتاكيت الصغيرة بالحرية؟ علاقة وطيدة رأيت مدى تأثيرها القوي من خلال كتاكيت أطفال جارتنا.
اشترت جارتنا لأطفالها أربعة كتاكيت صغار مع قفص لإيوائهم، وطلبت من أطفالها أن يتولوا مسؤولية رعاية الكتاكيت الصغيرة بمُتابعة إطعامهم وسقايتهم على أن تشاركهم هي في تنظيف قفصهم، فرح الأطفال بهذه المسؤولية وطلبوا من أمهم أن تسمحَ لهم بوضع الكتاكيت داخل المنزل لحمايتها من القطط وحرارة الجو، وبدؤوا بتسميتها والاهتمام بأكلها وشربها حتى باتوا يقضون الساعات الطوال وهم يراقبون حركتها داخل القفص، ويقفزون فرحًا لو أن أحد الكتاكيت سبق البقية في أكل الحبوب، بعد عدة أيام فوجئوا بموت أحدها، حزن الأطفال حزنًا شديدًا لموته، وأخذوا يسترجعون مع بعضهم الأدوار التي كانوا يقومون بها ويتساءلون عن سبب موت الكتكوت، وضحت لهم أمهم ضرورة فتح باب القفص يوميًا في حديقة المنزل، ليتحرك الكتاكيت بحرية في الهواء الطلق بين الحشائش، فتنمو أجسامها وتقوى أرجلها، بعدها قرر الأطفال أن يعملوا بنصيحة أمهم بإخراج الكتاكيت من القفص عدة ساعات لتتحرك في الحديقة، وعند المساء يعيدونها للقفص.
بعد عدة أيام لاحظ الأطفال زيادة وزن الكتاكيت، وتحركها النشط في أرجاء الحديقة، والتقاطها ما تجده على الحشائش الخضراء من حشرات صغيرة، وفوجئوا بهدوئها بعد إعادتها للقفص.
نقل الأطفال ملاحظاتهم لأمهم وفي يد كلٍ منهم كتكوته الذي سماه، لترى أمه مدى التغيير الذي حصل له بعد إطلاق سراحه، في الحديقة.
أدرك الصغار أهمية أن يتيحوا للكتاكيت فرصة التحرك بحرية في ربوع الطبيعة الجميلة، بدلًا من تركها في القفص طوال اليوم.
التغير السريع في نمو الكتاكيت والحيوية والنشاط الواضح في حركتها، درس نتعلم منه أهمية الحرية في حياة الكائنات الحية على اختلافها.
كلمة أخيرة: أود من خلالها توجيه رسالة للسادة الأفاضل مسؤولي وزارة الصحة بأهمية توفير حديقة جميلة مناسبة للمرضى النفسيين القابعين خلف الأبواب المغلقة في المستشفى القديم، وغيره من المباني المستخدمة حاليًا، لإتاحة الفرصة لهم للتريض والمشي بضع سويعات في النهار بإشراف ذوي الاختصاص من ممرضين ومُعالجين نفسيين، لمُساعدتهم على التعافي جسديًا ونفسيًا إلى جانب العلاجات الطبيّة الأخرى.