يستقر في الوجدان قناعة الاستمرار في السيطرة على رغبات الجسد، من
تناول الطعام غير الصحي حتى تتحقق الرشاقة المرغوبة. ولكن دعونا
نسأل: لماذا يقرر إنسان ما أن يكون رشيقًا وأن يحصل على الوزن
المثالي؟ لقد أصبح إنقاص الوزن والحصول على وزن مثالي هو مطلب
الكثيرين إن لم يكن كل الناس. فالسمنة هي العامل المشترك في كثير
من الأمراض.. وعلى سبيل المثال فإن السمنة ترتبط بشكل أو بآخر
بضغط الدم، وأمراض القلب والسكري وآلام المفاصل وآلام الظهر، حتى
إن خفض الوزن أصبح البند الأول في خطة العلاج لهذه الأمراض
وغيرها. كما لا ننسى الجانب النفسي في هذه المشكلة، فبنات حواء
يُردن أن يصبحن رشيقات القوام منتصبات القَدِّ لأسباب لا تخفى على
أحد.. فيما يحاول الرجال أيضًا أن يظهروا بمظهر رياضي رشيق.
يخبرنا علم الطبيعة عن قانون هام هو قانون أن الطاقة لا تفنى ولا
تستحدث، وأن الطاقة الزائدة التي اختزنها الجسم في صورة دهون،
والتي تتكون عندما يأكل الشخص كميات من الطعام أكثر مما يحتاجه،
أي عندما يحصل على كميات من الطاقة أكثر مما يستخدمها، هذه الطاقة
لا تنصرف من الجسم إلا عن طريق بذل شغل أو جهد. وهذا الشغل يتم عن
طريق عمليات التمثيل الغذائي، العمليات الفسيولوجية المختلفة مثل
التنفس والهضم والامتصاص وضربات القلب ونمو الجلد والشعر
والأظافر، وأيضًا عن طريق الحركات الإرادية التي تحدثها مختلف
عضلات الجسم. فإذا تناول الإنسان طعامًا ذا طاقة أكبر مما ينفقها،
فإن الطاقة الزائدة تختزن بالجسم في صورة دهون، بينما يفقد الجسم
وزنًا إذا تناول كميات من الطاقة أقل مما ينفق. ويظل وزن الجسم
على ما هو عليه إذا كان هناك توازن بين الطاقة الداخلة للجسم في
هيئة طعام، والطاقة الخارجة منه في صورة شغل (مجهود). والأسباب
التي تدعو إنسانًا ما إلى خفض الوزن تتفاوت من إنسان لآخر فقد
يكون الدفع:
١. للتمتع بحياة صحية طيبة.
٢. للحصول على إحساس جيد بالحيوية.
٣. لتحسين أعراض أو حالات طبية مثل الشعور بصعوبة التنفس عند بذل
مجهود أو آلام الصدر.
٤. لتحسين أعراض نفسية مثل الاكتئاب والشعور بالضيق.
لذا عزيزي القارئ عليك أن تستخدم هذا السلاح الرائع الذي تمتلكه
بعد أن تسن حده وتثق في قدراته، سلاح الإرادة والعزيمة القوية.
والمكافأة التي ستتلقاها هي الصحة والرشاقة وخفة الحركة. فقط ثق
بنفسك وقاوم رغباتك في تناول الطعام غير الصحي، وتمسك بتناول
الطعام الجميل الذي خلقه الله مثل الخضراوات والفواكه والحبوب
ومنتجات الألبان والبروتينات من لحوم ودواجن وأسماك، وابتعد عن
السكريات المباشرة الضارة -التي صنعها الإنسان- وعن الحلويات،
وقلل من النشويات.. واعتدل بالكميات، واستعن بخبرات طبيب إذا
استدعى الأمر وتأكد من الفوز بإذن الله.
ودمتم سالمين.