أبت روحه إلى جهنم

2025/06/27

بقلم | مجاهد منعثر منشد

اهتزت اعطاف معاوية عشرين عاما أميراً , وجشمه الحرص عشرين عاما ملكا في جميع البلدان الإسلامية , دس السم لصحابة النبي ويكرر لله جنود من عسل حتى نكث البيعة مع الحسن سبط الرسول وسمه بيد زوجته جعدة ,يطارده شبح الموت , أرهق نفسه حدثها بما يزول:من سيشغل الفراغ من بعدي ؟

من سيأخذ ديون بني أمية من آل محمد ؟

أحس خمود صحته , ودنو نهايته ,القلق ,الرعب , الخوف  يلاحقه ويجره من أذنيه إلى التفكير ببدعة إرساء ولاية العهد في أدمغة المسلمين , أغاب عن وعيه يوم الغدير ومجلس شورى المسلمين؟

مسلم بن عقبة يطمح بمنصب بعد موت معاوية , تكلم مسرعا: يا أمير المؤمنين إنا نرى الناس ونسمع كلامهم ونرى أن الأمر في يزيد وهو أهمُّ له ( أقدر عليه بهمته ) وهو لهم رضى ، فبادر إلى تسميته من قبل أن يعتقل لسانك.

ـ صدقت يا مسلم إنه لم يزل رأيي في يزيد ، وهل تستقيم الناس لغير يزيد ، ليتها في ولدي وذريتي إلى يوم الدين وأن لا تعلو ذرية أبي تراب على ذرية آل أبي سفيان ) !

جر أنفاسه , بلور فكرته , وسوس له شيطانه : أخذ البيعة ليزيد وأحاصر ابن بنت رسول الله !

كلف مروان بن الحكم يعرض الآمر على المسلمين في المدينة , جابهته معارضة رهيبة , وقف عبد الرحمن بن أبي بكر وسط جمع أهل المدينة, صرخ : كذبت وكذب من أمرك بهذا والله ما يزيد بمختار ولا رضئ ولكن تريدون أن تجعلوها هرقلية، ويزيد هو يزيد القرود ويزيد الفهود ويزيد الخمور.

رد الإمام الحسين على خطابه : كأنك تصف محجوباً أو تنعت غائباً أو تخبر عما كان مما إحتويته بعلم خاص وقد دل يزيد على موقع رأيه فخذ من يزيد مما أخذ به من استفزازه الكلاب الهارشة عند التهارش والحمام السبق لأترابهن والقينات ذوات المعازف وضروب الملاهي تجده ناصراً ودع ما تحاول فما أغناك أن تلقى الله بزر هذا الخلق بأكثر مما أنت لاقيه فوالله ما برحت تقدح باطلاً في جور وحنقاً في ظلم حتى ملأت الأسقية.

ـ الرد بين يدي معاوية يقرأه ويتبسم , رفع رأسه نطق بمجلسه : رجلان إن ماتا لم يموتا ، ورجل إن مات مات ! أنا ، إن متُّ خلفني ابني ، وسعيد ( بن العاص الأموي ) إن مات خلفه عمرو ، وعبد الله بن عامر ( بن كريز الأموي ) إن مات مات !

قرر الابغال في سرعة إنجازه , أرسل ولاته إلى بقية الأمصار, ساقوا الوفود بالسيوف لبيعة يزيد . 

أختل نظامه , تقهقرمنتصف رجب ستين من الهجرة ,أصابه العطش , وجده أضمحل , يرتجف جسده كصعقات كهرباء , يتقلب على فراشه , يغشى عليه فيستفيق يصرخ ليل نهار متألما: أسقوني .. أسقوني !

أمر باستدعاء أسقف النصارى , دخل عليه , شكى له : أزداد عطشا كلما أرتشف منه  .

خلع الصليب من عنقه علقه بعنق معاوية , بضع ساعات أغمض عينيه ,انفصلت روحه عن جسده .

أخترنا لك
كيف سيكون مستقبل الجنس البشري؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة