بقلم :محمد علي جبار عليخ
زار الناصرية سنة 1954م خرج أهالي المدينة الكرام عن بكرة أبيهم لاستقبال الملك الشاب المفعم بالوطنية,,والمحبوب من أبناء العراق جميعا, يرافقه بجولته هذه( خاله الوصي عبد الإله بن علي اخو الملكة عاليه أم الملك) كما يرافقه وزير الزراعة السيد عبد الغني الدلي, والسيد عبد الوهاب
مرجان وزير الصحة ومن برنامج زيارته تفقد إعدادية الناصرية للبنين, وعندما ركنت سيارته السوداء في مدخل الإعدادية, كانت امرأة تحمل عريضة تنتظر قدومه وهي السيدة(سهام علي الناصر) من بنات الناصرية, فسألها جلالة الملك ماذا تطلبين؟ قالت أن والدي محاسب وسحبت يده ونطلب من جلالتكم إرجاعه للوظيفة بغية إعانتنا, فقال لها اذهبي إلى دار المتصرف(المحافظ) وانتظريني هناك قالت أين هي داره, هنا تدخل فوزي عبد الوهاب عقيد الشرطة المتقاعد حاليا كان وقتها صبيا لبقا تسلل من حديقة غازي,,إلى باب الإعدادية لمشاهدة الملك, فدفعه فضوله وقال سيدي إنا سأدلها على دار المتصرف واصطحبها معي فاثني عليه وعند وصولهم إلى الدار سألهم العقيد أمر الحماية عن سبب مجيئهم قال له امرنا جلالة الملك بانتظاره هنا فسمح لهم بالدخول ولم تمضي فترة طويلة حتى قدم جلالته والتقى بالسيدة وشرحت له طلبها بكل يسر واستلم الطلب وقال سننظر به إنشاء الله وعند الانصراف اخرج الوصي عبد الإله ورقتي فئة عشرة دنانير أعطى واحدة للسيدة,, والأخرى للصبي فوزي فهرع مسرعا لأبيه فوجده في مقهى عبيد مع بعض أصحابه فقال له أب لدي أكثر من راتبك فاستغرب الوالد من قول ولده إلا إن اخذ الورقة منه وأعطاه بدلها (عشرة فلوس)واستطرد فوزي بحديثه بان ذلك اليوم لن ينساه أبدا,,
وعند خروج موكب جلالة الملك من دار المتصرف ولدى وصوله التقاطع بين دائرة الإقامة حاليا ودار السيد هادي الدهش ودار حمودي الحاج طالب ونتيجة زخم المستقبلين وهم يهتفون بحياة الملك وعدم استطاعة موكبه إن يشق طريقه بين الجماهير,
احتكت سيارته بإحدى المتظاهرات من النسوة وهي الشاعرة(رباب خضير مرزة البزاز) والتي أغمي عليها فما كان من جلالته إلا إن ترجل من السيارة واخرج قنينته عطر شممها لها فأفاقت , وذكر جليل هادي العضاض بان رفيقاتها تجمعن عليها ولم يصبها أي مكروه وكما ذكر عبد الرضا العضاض بان موكب جلالة الملك توجه إلى شاطئ الفرات وقبالة بناية المتصرفية (المحافظة القديمة) استقبل الملك ومرافقيه (استقبالا مهيبا\" ثم توجه إلى سوق الشيوخ فما كان من المتحدث وزملائك منهم احمد غني العصوم توجهوا بدرجاتهم الهوائية إلى سوق الشيوخ لمشاهدة الملك المحبوب.....!