اشترت الدولة الفرنسية الأربعاء لحساب المكتبة الوطنية الفرنسية
مخطوطة مسرحية «جرمينال» لإميل زولا، وهي عبارة عن نص مقتبس
للمسرح من روايته الشهيرة وتعتبر «آخر مخطوطة كبيرة لإميل زولا لا
تزال بأيدي جهات خاصة».
وكتبت وزيرة الثقافة روزلين باشلو عبر حسابها على «تويتر» أن
المكتبة الوطنية الفرنسية اشترت بطلب منها «مخطوطة الاقتباس
المسرحي لرواية إميل زولا (جرمينال)»، مشيرة إلى أن هذه المخطوطة
«تكمل المجموعة المميزة المخصصة للمؤلف لدى المكتبة الوطنية،
وتدخل تالياً ضمن المجموعات الوطنية».
وقدم مجلس التعاون بين بلديات منطقة بور دو إينو في شمال فرنسا
خلال مزاد دار «سوذبيز» في باريس العرض الأعلى البالغ 138600 يورو
للاستحواذ على هذه المخطوطة التي كانت قيمتها مقدّرة بسعر يراوح
بين 100 ألف يورو و150 ألفاً.
وتشكّل هذه المنطقة جزءاً أساسياً من الرواية، إذ إن زولا دوّن
ملاحظاته الثمينة لدى نزوله عام 1884 إلى قاع منجم رونار الواقع
في دونان، كبرى مدنها.
لكن القانون يعطي الأولوية للدولة التي استخدمت حق الشفعة بعد
إغلاق المزاد. وستدفع الدولة مبلغاً يساوي قيمة أعلى عرض.
وقال رئيس مجلس التعاون بين البلديات إيمريك روبان في بيان إن
«جرمينال» باتت من الآن فصاعداً «ملك الجميع». ورحّب في تصريح
لوكالة الصحافة الفرنسية بإقامة معرض في المنطقة للمخطوطة التي
تتكون من 454 صفحة كتبها زولا بين عامي 1885 و1888 لتحويل روايته
المنشورة عام 1885 إلى مسرحية.
ونقل البيان عن رئيسة المكتبة الوطنية الفرنسية لورانس إنجيل
إشارتها إلى أن مخطوطة الاقتباس المسرحي «تنضم إلى مخطوطة الرواية
نفسها وعلى نطاق أوسع إلى كل مخطوطات الكاتب المحفوظة في المكتبة،
موفّرة إضاءة جديدة على أحد أكثر الأعمال رمزية في الأدب
الفرنسي».
وكان زولا يرى أن روايته الناجحة عن ثورة عمال مناجم الفحم في
شمال فرنسا في ستينات القرن التاسع عشر يمكن أن تقتبس إلى مسرحية
تكفل وصولها إلى جمهور أكبر.
لكنّ هيئات الرقابة رفضت النسخة الأولى من الاقتباس المسرحي، إذ
رأت فيها منحى تخريبياً، فاضطر إلى كتابة نسخة ثانية اقتطع منها
مقاطع كثيرة، مما أدى إلى فشلها.