لماذا؟.. الاحترام قيمة أخلاقية سامية

2021/08/17

بقلم / فريدة العبيدلي

الاحترامُ بين النّاس على اختلافِ مُستوياتهم الاجتماعيّة والثقافيّة والدينيّة والفكرية قيمة أخلاقيّة تنظّم العلاقات الإنسانيّة بينهم، وتَرتقي بها إلى تعاملاتٍ حياتيّة مُتوازنة ومُستقرّة، لها مردودُها الإيجابيّ وانعكاساتها على تطوّر المُجتمعات ورقيّها، كونها قيمةً ساميةً ومن الاحتياجات الأساسيّة في حياة الإنسان، وتزداد قيمة الاحترام وأثرها عندما تقترن بالمصداقية في الأقوال والأفعال، كونها من أقوى وسائل التواصل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات والدول، لما تشيعه من روح المودة والأمن والتعايش السلمي بين الناس، واختلال موازين الاحترام يؤثر سلبًا على استقرار المُجتمع وسلامته، ويترك جرحًا غائرًا في النفوس.

ويعزو البعض انعدام الاحترام الممارس من قِبل بعض الناس لتسارع المُتغيرات الحياتية التي ألقت بظلالها على كيان الأسرة، وبيئات العمل، والعلاقات المُجتمعيّة، والدولية، فأثّرت في هذه القيمة الإنسانيّة وخلخلت توازنها فأصبح ينظر إليها من قِبل البعض كصفة ضعف تجعلهم مطمعًا للآخرين يستهان بهم، ويعزز شعور الاستعلاء عليهم.

ومُعظم العلاقات القائمة على قلة الاحترام لا تدوم سواء كانت علاقة زوجيّة، أو قرابة أسرية، أو صداقة أو زمالة عمل؛ لأنها تخرج عن إطارها الإنساني الذي أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان وكرّمه به، وحثّه على أن يسود الاحترام بين الناس حفظًا للحقوق الأساسية في الحياة، فكم من عبارة نابية كانت سببًا في إشعال فتيل الخصومة والعداء البغيض بين أطرافها.

وما يحدث في مُجتمعاتنا المُعاصرة من صراعات وخلافات ونزاعات داخليّة وخارجيّة، يعكس مدى تأثر هذه القيمة الأخلاقية السامية بأفعال مُنافية للاحترام،

ما يدعونا جميعًا على اختلاف أدوارنا في هذه الحياة من آباء ومُعلمين ومسؤولين للاهتمام بغرس هذه القيمة الإنسانيّة في نفوس الناشئة «أجيالنا القادمة» منذ الصغر، وتوجيههم بكافة الوسائل والسبل التربويّة والتعليميّة لحسن التعامل القائم على الاحترام في مُختلف علاقاتهم الإنسانيّة مع بعضهم بعضًا، ومع الآخرين من حولهم، لتعود لها قيمتها السامية.

أخترنا لك
خليفة بن زايد يصدر قانوناً بإنشاء مركز أبوظبي للغة العربية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة