إيمان عبد العزيز آل إسحاق
فيما مضى سعدنا بزوال الغمة من الموجة الأولى، وبدأ العالم يتعافى إلى أن جاءتنا الموجة الثانية، ومن المقرر حاليًا البدء بتخفيف القيود التي فُرضت حول العالم بسبب تفشي جائحة «كوفيد- 19» المستجد، وبعدما تفاءل العالم في نهاية الموجة الثانية، تغيّرت الأوضاع وتبدلت الطباع، وعاد شعار الغلق من جزئي إلى كلي، يخيّم على العالم من جديد، وبخاصة بعد القطع بأن البشرية على عتبات الموجة الثالثة من الوباء الفتاك- هل نحن على استعداد لذلك، هل خططنا لتخطيها وهل جاهزيتنا تستحق أن تكون بدولة تستعد لمحفل وعرس كروي عالمي بعد أشهر قليلة.
السؤال الجوهري هنا، إلى أين تمضي البشرية ؟
الجواب لا يستطيع حتى علماء العالم أجمع الإجابة عنه خاصة في ظل غياب أسباب نشوء الفيروس، وفشل البعثة العلمية الدولية التي ذهبت إلى ووهان الصينية في يناير الماضي في تحديد المنشأ وطريقة التسرب، ناهيك عن شكوك حول مدى فاعلية اللقاحات.
نعود ونقول، هل نحن بدولة قطر مستعدون للموجة الثالثة؟، هل التطعيمات كافية كوقاية؟، وجميعًا نعلم ما اتخذ من إجراءات خلال الموجة الثانية، حيث ما زلنا نعاني من الإغلاقات التي حدثت، خاصة أن العديد من الدول والملايين من البشر وعلى عتبات الموجة الثالثة منهكون على كافة الصعد النفسية، والاقتصادية، والاجتماعية، ولم توفر الجائحة أي قطاع جغرافي، أو ديموغرافي حول الكرة الأرضية، الأمر الذي أكد أن التصنيفات التي وضعها البشر للتمايز بينهم واهية، وأن الضمانات التي رسموها لحياة خالية رغدة من كورونا صعبة المنال، لا سيما بعد أن بدت البشرية في صورة فريق رياضي في قارب واحد، البعض يجدف جهة الشمال، فيما الآخرون يجدفون ناحية اليمين في محاولة للرسو على مرسى آمن، وبالحقيقة نعود لنقطة الصفر وفقط نمضي نحو تعطيل الحركة، وللأسف ليس مستبعدًا أن ينقلب القارب بمن فيه في المياه العميقة ومعظمنا غارقون.
ما حدث عن افتتاح الحدود يحتاج لإعادة دراسة ولإعادة توعية ولمزيد من التدريب على كيفية إدارة الأزمات هل تم ذلك، لماذا لا يشارك المجتمع، ولماذا لا نخلق وعيًا لدى المواطن والمقيم، ولماذا لا يشارك الجميع في ذلك ؟!
نعلم أن هذه جائحة عالمية وليست بالخفاء وعانى منها معظمنا، ونعلم أن فاعلية اللقاحات ليست مئة في المئة حتى الساعة.
السؤال المخيف والذي يتطلب منا تعاونًا علميًا عالميًا هو: كيف يتحور هذا الفيروس، وينتج سلالات مقاومة ربما للقاحات التي تم إنتاجها، وإلى أي مدى سيتمكن الفيروس من تطوير نفسه بصورة أسرع من اللقاحات؟ ما يعني أنه من الجائز جدًا عند نقطة زمنية معينة، أن تعجز البشرية عن مجاراة الفيروس.
دولتنا الحبيبة، هل درست كل تلك الاحتمالات، هل وضعت بالاعتبار كل هذه التحديات، هل هناك توعية عن كل ذلك، هل نحن استنفدنا طاقاتنا الصحية بالأولى والثانية.. والجميع على علم بالتحديات خلال الموجة الثانية ونجحنا بتخطيها.
هل الموجة الثالثة هي نهاية كورونا ؟
هل نستطيع التحضير والتنبؤ، وبخاصة في ظل التحورات الخطيرة للفيروس، الموجة الثالثة لـ«كورونا» تعني أن العالم بالفعل في حرب عالمية، والحل الوحيد تشكيل لجنة من كل الدول العربية من استشاريين وعلماء في أسرع وقت، الضرورة تحتم الوحدة وتتطلب الخبرات، فالجميع تحت مجهر التجارب.
دولتنا الحبيبة.. مطلوب الاستعانة بكل الخبرات من أصحاب الكفاءات، ونحن مقبلون على استضافة العالم ونحتاج التكاتف والتعاضد من أجل قطر.
نأمل الكثير ونطمح للكثير ورغبتنا بتحقيق المستحيل على أرض الوطن لأنه وطن يستحق العمل والتميز.