امير بولص يوثّق محنة بلدته أبان داعش في روايتين

2020/06/08

سامر الياس سعيد

مثلما اقرانه ممن عاشوا تلك المحنة القاسية حينما كانوا يبتعدون عن بلداتهم الاثيرة لكن ارواحهم بقيت هناك  ليوثقوا من خلال اعينهم الروحية  ما مرت به تلك البلدات  فنستل سطرا من سطور رواية  القاص والشاعر امير بولص ابراهيم  القصيرة التي جاءت بعنوان (نردة عاقر ) حيث يقول : (لاول مرة ارى  مدنا تطرد اهلها  لتنقذهم  ولتبقى مدن اشباح ، مدن تموء فيها القطط بحثا عن  قطعة بسكويت  وليس لحما او كلابا تلهث هنا  وهناك من اجل  ان تنبح على لص يسرق في وضح النهار  ولحى تضرب طوقا من حصار  على تلك المدن الخاوية  الا من صدى  انفاس اهلها  اللاهثة  وراء زمن  قد يعيد بعضهم اليها ).. تلك الكلمات التي طرزها  ابراهيم في سياق محاورة جرت بين  مسيحي مهاجر على متن طائرة تقلع من مدينته نحو المجهول ليختار الحلول في قبو الامتعة  بجانب نعش تستقر فيه اعلامية هي الاخرى تريد الهجرة خوفا على حياتها  ليكتشفا معا  ان ذلك القبو يحوي اثارا من حضارة البلد اضافة الى اعضاء بشرية معروضة للبيع .. نردة عاقر  الرواية القصيرة التي وثق من خلالها امير بولص بعضا مما عاشه اقرانه في محنة النزوح والتهجير  لتسلط الضوء من خلال هذا الجنس الادبي الى ماساة  بلد يتعرض للبيع  امام انظار العالم ..و يواصل الكاتب امير بولص ابراهيم  رسم معالم بلدته وهي تكابد معاناتها ومحنتها  بعد ان  تركها اهلها اثر سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية  في صيف عام 2014  وذلك عبر روايته القصيرة التي حملت عنوان (معزوفات  لظل راى ) التي رغم قصرها فانها ترصد بعين المتابع ما حل ببلدة برطلة دون ان يسميها لكن معالمها ماثلة بين اسطر الرواية  والتي لاتحتاج الى عناء لاكتشافها  ويستخدم الكاتب اسلوب  غير مباشر  في ابراز تلك المحنة التي  عاناها ابناء البلدة ما بين  التنقل بين مبان غير قابلة للعيش او كرفانات غير  ملائمة في اشهر الصيف اوالشتاء   في مقابل بقاء  شخصية كالظل  ترصد وتتابع اوضاع البلدة وهي  تشهد احراق منازلها وتسليب ممتلكاتها ..ولاتقتصر تجربة الكاتب امير بولص على هذا الاسلوب التوثيقي في رصد ما عاناه ابناء شعبنا  ولعل الاديب هيثم بهنام بردى  وضع اصبعه على الجرح  في المطالبة بتبني مفهوم ابداعي لجنس ادبي جديد يتجه نحو توثيق المعاناة  من خلال ادب المهجرين ..ولايقتصر التوجه الادبي على ما يقدمه مداد  الكاتب  امير بولص تجاه توظيف الرواية  حيث تتجه بوصلته نحو مرافيء القصيدة  لتوثيق تلك المحنة التي لم تلفت انتباه اغلب الادباء في الاتجاه نحو مرافئها وابراز تلك الازمة التي لم تنتهي فصولها ..ويسرد امير بولص خلال الرواية  حكاية ظل يرصد ويرقب ما  عانته البــــــلدة  من تسليب وافعال غير انسانية  في مقابل تشــــــتت اهالي البلدة في بيئات غير صالحة للعيش في مناطق الاستقرار الوقتي .

أخترنا لك
ربي أبو الغيط: يمكن للأسد أن يحضر القمة العربية المقبلة «إذا رغب»

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة