هجوم مكيشيفة الارهابي.. محاولة يائسة لارباك الوضع الأمني

2020/05/04

شادت رئاسة الجمهورية، بصلابة قواتنا الأمنية وأبطال الحشد الشعبي وشجاعتهم في التصدي لسلسلة هجمات ارهابية، مشددة على ضرورة ملاحقة فلول عصابات «داعش» الإرهابية وتطهير الأراضي العراقية من بقاياه، والحفاظ على المنجزات المتحققة ضد الإرهاب. وبينما أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف، أن قوات الحشد مدعومة بالقوات البرية والجوية لا تزال تلاحق فلول داعش، حمل نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي، القوات الامنية مسؤولية هجوم صلاح الدين الاخير، مطالبا اياهم برد فوري وحازم.  من جهته لفت رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، إلى أن العملية الارهابية ضد الحشد الشعبي تمثل محاولة يائسة لاستثمار حالة التناحر السياسي.

وكانت عدد من مناطق صلاح الدين لا سيما "مكيشيفة" قد تعرضت، مساء أمس الأول الجمعة و فجر أمس السبت، الى عدة هجمات إرهابية اسفرت عن استشهاد واصابة عدد من المقاتلين.

وذكر بيان رئاسي، أن «عصابات داعش الإرهابية قامت بمحاولة اجرامية في التعرض على قواتنا الأمنية وأبطال الحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين»، مبيناً أنه “في الوقت الذي نشيد بصلابة قواتنا الأمنية وأبطال الحشد وشجاعتهم في التصدي لتلك العصابات الإجرامية، فإننا أمام واجب ملاحقة هذه الفلول وتطهير الأراضي العراقية من بقايا الإرهاب، والحفاظ على المنجزات المتحققة ضدعصابات داعش الارهابية».

وعد البيان «التحديات التي تواجه بلدنا تتطلب منّا اليوم أكثر من أي وقت مضى، المزيد من التكاتف والتآزر والتعاون وتوحيد الصفوف بين كل القوى الوطنية، لمواجهة تلك الظروف الحرجة، والإسراع بتشكيل حكومة قادرة على النهوض بمسؤولياتها في حماية أمن واستقرار وسيادة العراق، وتحقيق آمال العراقيين وتطلعاتهم في حياة حرة كريمة».

من ناحيته، استنكر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي،  الهجوم الغادر الذي شنته فلول الإرهاب على أبناء القوات الأمنية والحشد الشعبي في مناطق عدة بمحافظة صلاح الدين، الذي راح ضحيته عددٌ من الشهداء والجرحى.

وقال الحلبوسي في بيان تلقته وكالة الانباء العراقية (واع)، إن “الخروقات الإرهابية المتكررة تتطلب وقفةً جادةً؛ لمراجعة الخطط الأمنية، لا سيما في المناطق المحررة؛ للقضاء على بقايا خلايا عصابات داعش الإرهابية. داعيا إلى عدم التراخي والتهاون بهذا الملف، والحفاظ على النصر القائم».

وأضاف قائلا: “نتقدم بخالص العزاء لشعبنا وذوي الشهداء من المقاتلين الأبطال، الذين تصدوا ببسالة وشجاعة للهجوم الإرهابي، راجين الله أن يحفَّهم برحمته، وأن يمنَّ على الجرحى بالشفاء العاجل”.

بدوره، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف، في بيان تلقته «الصباح»: إن «أبطال الحشد الشعبي مازالوا يقدمون التضحيات الغالية دفاعاً عن أمن الشعب وسيادة البلاد»، لافتاً إلى أنه «في الوقت الذي يواجهون فيه المؤامرات والاعتداءات الخارجية فإنهم يواجهون هجمات داعش الإرهابية».

وأضاف خلف أنه «سقط في المواجهات الأخيرة في بلد ومكيشيفة في محافظة صلاح الدين في حصيلة أولية عشرة شهداء وعدد من الجرحى»، مؤكداً أن»قوات الحشد مدعومة ببقية القوات البرية والجوية لا تزال «حتى مساء أمس السبت» تلاحق فلولهم بعد إيقاع خسائر كبيرة في صفوفهم».

في حين رأى النائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي، في بيان، ان «عصابات داعش استغلت الظروف الاخيرة لمجابهة جائحة كورونا، وانشغال الاجهزة الامنية بهذا الامر، فضلا عن المشكلات الاقتصادية والسياسية المتعلقة بتشكيل الحكومة، لتقوم باستهداف عدد من المناطق». 

واضاف، انه «سبق وان حذرنا من خطورة التراخي الامني في بعض المحافظات، ونشدد على ان القيادات الامنية مسؤولة بشكل مباشر عن تكرار الهجمات الارهابية وعدم فرض الحالات الطارئة في هذه المناطق المستهدفة وعدم التنسيق في ما بينها، وعليها كان واجب اتخاذ خطوات استباقية واعتماد المعلومة الاستخبارية لمنع هكذا هجمات وتفويت الفرصة امام الارهاب واحباط اي مخططات تقف خلفها جهات خارجية». 

بينما عد رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، في بيان، أن «العملية الارهابية ضد الحشد الشعبي تمثل محاولة يائسة لاستثمار حالة التناحر السياسي».

وأضاف الكاظمي أن «المطلوب هو المزيد من المسؤولية في التعاطي مع ملف تشكيل الحكومة بعيداً عن روح الاستئثار والتحاصص»، مؤكدا أنه «سنلاحق زمر الارهاب أينما فروا وستكون نهايتهم قريبة».

من ناحيته، قال رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، انه «و ببسالة وهمة عاليتين تصدى أبناء الحشد الشعبي لهجمة إرهابية أريد من خلالها العودة الى الوراء ومحاولة اثبات الوجود والتاثير النفسي وباءت بالفشل».

وذكر الفياض، خلال بيان صحفي  «في الوقت الذي نفتخر به من جديد بزف ثلة من شهدائنا الابطال الذين لا يزالون يدافعون عن ارض العراق المقدسة ندعو أبناءنا من الحشد الشعبي والقوات الامنية الى اخذ الحيطة والحذر والاستمرار بالتصدي لهذه المجاميع الوحشية التي لا تزال تستشعر بمرارة الهزيمة وتحاول يائسة العودة بإرهابها للسيطرة على مدننا الغالية».

وتقدم الفياض، بالشكر لابناء الشعب العراقي على الدعم الكبير والتعاطف الذي قدمه لقوات الحشد الشعبي منذ والذي تجلى في مواقع التواصل الاجتماعي وباقي المؤسسات الإعلامية، مبينا ان ذلك يدل على ان الحشد كان وما يزال وسيبقى في ضمير الأمة ووجدانها رغم المحاولات اليائسة للتسقيط التي يواجهها منذ تأسيسه ولهذا اليوم.

بينما، أشار رئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، في بيان، إلى أنه «وعلى الرغم من تلقينا بشائر دحر هذه العصابات الغادرة الا ان الحزن يتملك مشاعرنا لفقدان هذه الثلة الطيبة من الشهداء الذين ضحوا بارواحهم في هذا الشهر الفضيل».

وشدد الحكيم على ان «الخرق الامني هذا بحاجة لوقفة جادة وقراءة لحيثيات الملف الامني تتطلب ستراتيجية امنية تضمن القضاء على جيوب الارهاب الداعشي وضرورة اتخاذ تدابير الحيطة والحذر وعدم التهاون والتراخي، لاسيما في المناطق الرخوة امنيا»، مطالباً بـ»ابعاد الملف الامني عن اي تجاذبات سياسية من شأنها تعريضه الى انتكاسة لا يحمد عقباها».

من جهته، أفاد عضو  لجنة الامن والدفاع النيابية، جاسم الجبارة، في تصريح صحفي، بأن «ما حصل من سيناريو في مكيشيفة بالتزامن مع هجمات في بعض مناطق صلاح الدين يلزم الجميع وخصوصا القيادة الامنية باعادة النظر بالخطط العسكرية».

وأضاف الجبارة، ان «الاستهانة وعدم تحديث الخطط الامنية اديا الى خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الامنية لا يمكن السكوت عنها وعلى الحكومة التحرك»، موضحاً ان «العناصر الارهابية تخطط لهجمات مماثلة لمكيشيفة خلال شهر رمضان وعلى القيادات الامنية والقوات الامنية المرابطة أخذ الحيطة والحذر من العمليات الارهابية».  يشار إلى أن القوات الأمنية في محافظة صلاح الدين نفذت، إثر الهجوم الإرهابي، عمليات دهم و تفتيش للبحث عن خلايا عصابات «داعش» الإرهابية. وقال قائد عمليات صلاح الدين اللواء الركن عبد المحسن حاتم، لـ»الصباح»: إن القطعات العسكرية والحشد الشعبي نفذوا سلسلة عمليات بحث وتفتيش في المناطق المحاذية لضفاف نهر دجلة وتمكنت خلالها من قتل عدد من الإرهابيين والاستيلاء على وثائق مزورة والقاء القبض على 2 من المشتبه بهما، مؤكداً أن العمليات مستمرة لحين الكشف عن المجاميع الإرهابية التي نفذت التعرض على احدى نقاط فوج دجلة التابع الى لواء 35 حشد شعبي وأدت الى استشهاد منتسبي الحشد في هذه النقطة.

إلى ذلك، قال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن «عمليات مطاردة العناصر الإرهابية مستمرة والقوات الأمنية هي التي تقوم بعملية بحث ومطاردة وتفتيش عن تلك العناصر»،  لافتاً إلى أن»القوات الأمنية حصلت على معلومات مهمة أثناء عمليات البحث والتفتيش».

وأشار الخفاجي إلى أن «القوات الأمنية لديها معلومات كاملة عن بقايا داعش وستتم ملاحقتهم وفق التوجيهات والتخطيط»، مبيناً أن»العمليات الإرهابية التي تنفذها العصابات الإجرامية تهدف إلى فك الخناق عنها بسبب الضغط الذي تمارسه القوات الأمنية عليها».

وأضاف أن «العناصر الإرهابية تستغل الجزرات الوسطية في نهر دجلة وباعتبارها منطقة آمنة بالنسبة لها وتقوم بعملية استهداف للقوات الأمنية»، موضحاً أن» هذا النوع من التعرضات يهدف الى تحقيق مكاسب إعلامية لرفع روحهم المعنوية المنكسرة».

وتابع الخفاجي أن «العصابات الإرهابية تحاول اشغال الدولة والقوات الأمنية باختيار التوقيت لكن بالنسبة للقوات الأمنية الكل مشخص وتتم متابعته وملاحقته وفق التوجيهات والتخطيط».

من جهته، أكد بيان للحشد الشعبي انه «خاض مواجهات قوية ضد عصابات داعش في منطقتي بلد ومكيشيفة جنوب تكريت ضمن قاطع عمليات صلاح الدين»، مبينا ان «قوات الحشد قتلت وجرحت عددا من الدواعش خلال صد التعرض».

واضافت قيادة الحشد انها «حاصرت مناطق التعرضات لتعقب عصابات داعش الإجرامية بعد وصول تعزيزات جوية وبرية لتأمين مناطق التعرض»، مشيرة الى ان «الحصيلة الأولية استشهاد ١٠ من مقاتلي الحشد وجرح آخرين تم اخلاؤهم إلى مستشفيات طبابة الحشد الميدانية لتلقي العلاج».

وتابعت ان «فوج دجلة قدم ٩ شهداء وجريحين في مكيشيفة، بينما قدم اللواء ٤١ شهيدا واحدا في منطقة تل الذهب».

أخترنا لك
رسميا.. برشلونة يجدد عقد المغربي شادي رياض

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة