قيم راقية :الحلقة الأولى {الحِلم}

2020/04/25

بقلم : أ. رجاء حسين

حثنا الله تعالى على الالتزام بحسن الخلق كما جاء في الآيات الكريمة بالقرآن الكريم وفي أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – ولا شك أن الالتزام بحسن الخلق على المستوى الفردي يؤدي إلى تكوين مجتمع تسوده مكارم الأخلاق، ولا شك أيضا أن اتباع ما أمرنا به الله تعالى ورسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم – والالتزام بالقيم الراقية كالصدق والأمانة والحلم والوفاء والاحترام، واجب علينا

وسوف نتناول في حلقاتنا خلال شهر رمضان المبارك قيمة من أسمى القيم التي يمكن للإنسان أن يتحلى بها، وهي {{الحِلم}}

عن معنى {الحلم} ولماذا يجب أن يتحلى به الإنسان؟ كيف حثنا الإسلام على التحلي به في معاملاتنا؟ و أشهر من عُرفوا بالحلم، كل هذا وأكثر سنعرفه معا في حلقات برنامجكم اليومي: {قيم راقية} كونوا معنا

{الدين المعاملة}

وعن المعاملة وأهميتها في الإسلام نقول اختصارا {الدين المعاملة} كما جاء في الحديث الشريف، فمن أراد أن يكون متدينا بحق ، فليفهم جيدا أنه بجانب اهتمامه بأداء الفرائض الواجبة عليه تجاه ربه ، فإنه مطالب بتطبيق أوامر الله والبعد عن نواهيه في كل ما يتعلق بتعاملاته مع الآخرين، فالإسلام ليس دينا منعزلا عن حياة المسلم؛ وقد جاء ليحفظ للإنسان كرامته وإنسانيته، وكلما ارتقى الإنسان في خلقه كان أقرب إلى الله ورسوله، كما جاء في الحديث الشريف : ( أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وإذا جاز لنا أن نمثل الأخلاق الكريمة بواحة غنَّاء فإن مدخل هذه الواحة سيكون هو {الحِلم}

{قيمة الحلم في حياتنا}

مدح الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام بوصفه {إنه كان أواها حليما} وبين أن صفة الحلم من صفات المتقين الذين يستحقون الجنة في قوله تعالى:

{والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} آل عمران 134

ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : {إن الله يحب الحليم الحيي ويبغض الفاحش البذيء} ، والحلم هو ترك الانتقام في حالة شدة الغضب مع القدرة على الرد، وفي تعريف آخر أنه التأني والسكون عند الغضب أو حدوث مكروه، مع القوة والقدرة على الرد

وقيل في المثل: {حِلم ساعة يرد سبعين آفة}

{الحلم المحمود والحلم المذموم}

وحتى لا تختلط الأمور، فإن الحلم المطلوب، هو الذي يؤدي إلى الإصلاح، ودرء المفسدة، كأن يخطئ أحدهم في حقك من قبيل المصادفة، أو حتى متعمدا ولكنه ليس معروفا بالشر والأذى، أما إذا كان الحلم يؤدي إلى زيادة المفسدة وعدم الإصلاح، فيجب هنا الأخذ بالحق وعدم العفو؛ كأن يسيء إليك شخص معروف بالشر والأذى فالأفضل أن تأخذ حقك؛ لأن سكوتك عنه سيؤدي إلى تماديه في شره وهنا نسأل أنفسنا:

{لماذا يجب على الإنسان التحلي بالحلم في معاملاته؟} إلى اللقاء في حلقة الغد بإذن الله

أرق تحياتي/ رجاء حسين

أخترنا لك
مدرسة العطاء في الاخلاق, الإمام الحسين ( ع ) أنموذجا

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة