مرجعا مواظبا على زيارة الحسين كل ليلة جمعة

2025/08/13

فجر كل خميس يصلي الصبح ويسير مشي من النجف إلى ضريح الإمام الحسين (عليه السلام) بين مزارع ومناطق صحراوية .

رنت مسامعه: كبر سنك، نحل جسدك وقدميك تخطان في صقيع برد الشتاء ولهيب حرارة الشمس طوال السنين لما لا تستقل وسيلة سفر؟

رد: أبصرت شيئا، كيف أزهده؟

خرق أسماعه سؤال آخر: ما رأيت؟

أجاب: صيف إحدى السنوات صليت الصبح، حملت كعادة زاد وماء وربطتهما أعلى رأس عصاي، مسكتها بقبضة كفي الأيمن واضعها على كتفي وسرت مسافة، ظمأت بعد حرق وجهي بلهيب الشمس، حدثت نفسي التريث عن شراب الماء لقليل، استأنفت السير، أزداد عطشي، توقفت وأخرجت سقتي ، تفاجأت تبخر مائها، حل ظلام يعيني، أغشي علىّ، تحسست نسيما باردا، فتحت جفني لمحت ببؤبؤ عيناي بستان تغطيه أشجار وتصب بينها أنهار جارية، ووجوه نورانية، استغربت سألت نفسي: من هؤلاء؟ استعدت وعيي، نهضت حامل السقه الفارغة بيدي، سألت الوجوه: ما اسم هذا المكان الجميل؟

إجابة أحدهم: أشرب ماء فأنت عطشان، ثم أملى سقتك. شربت ماء عذبا، ملئت سقتي .

أردفوا: هذا عالم برزخ خاص بزائري الإمام الحسين (عليه السلام) الذين فتحوا حسابا مع سيد الشهداء وهذا برزخهم.

 بعد هنيئة... شعرت بهواء حار يلفح وجهي بنفس مكاني دون أثر ما رأيت، فيا ترى من رأى بأم عينيه ذاك المشهد أسترك زيارته ماشيا على قدميه؟

أخترنا لك
هوشنك أوسي: كتابتي بالعربية والكردية شيء يشبه أن يكون الرجل أباً لطفلين من امرأتين

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة