بقلم | مجاهد منعثر منشد
أخذ جيش ابن زياد يتحرك للوثوب , الإمام يجلس بجوار خيمته ,سيفه بيده , خافضاً رأسه .
سمعت عقيلة بني هاشم أصوات الرجال وتدافعهم نحو أَخيها , فزعتْ مرعوبةً , همستْ همسَ حنون : يا أخي أَما تسمع الأصوات تقترب؟!
رفع رأسه مخاطباً أخته : إنِّي رأيت رسول الله في المنام ,قال: إنك تروح إلينا .
أعتصر قلب العقيلة , ذابت نفسها , انهارت قواها, لطمت وجهها , ردد بنبرات حزينة: ياويلتاه .
يقترب أبو الفضل العباس ينبه الحسين : ياأخي أتاك القوم .
أمره الإمام قائلاً: اركب بنفسك أَنت يا أخي حتى تلقاهم ,وتقول لهم : ما لكم وما بدا لكم , وتسألهم عمَّا جاء بهم ؟
سار العباس ومعه عشرون فارساً , سألهم عن زحفهم, فأجابوا :جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم النزول على حكمه أو نناجزكم .
رجع أَبو الفضل يبلغُ أخاه بالأَمر , فأقبل حبيب بن مظاهر على القوم , يعضهم , يذكِّرهم الدار الآخرة .
طلب الإمامُ من العباس أن يعود إليهم قائلا : ارجع إليهم فأن استطعت أن تؤخرهم إلى الغدوة وتدفعهم عنا العشية .
ترى , لماذا طلب الحسين إرجاء القتال ؟!
خشي عمر بن سعد من شمر والوشاية ليستجيب طلب الإمام , انبرى عمرو بن الحجاج الزبيدي فأنكر احجامهم , مخاطبهم : سبحان الله ! والله لوكان من الديلم ثم سألكم هذه المسألة لكان ينبغي أن تجيبوه.
أيَّدَ ابن الأشعث مقالة ابن الحجاج , أشار على بن سعد :أجبهم إلى ما سألوا فلعمري ليصبحنَّكَ بالقتال غداً.
استجاب عمر بن سعد بعد أن رضيت أكثرية القادة , وأعلن ذلك لمعسكر الحسين , هل يستجيب الإمام لما دعوه إليه ؟
طلب الحسين إرجاء القتال إلى الغد , لأَنَّه عظيم ويعشق الله وليس لنبل روحه حدود , أخبر العباس : لعنا نصلي لربنا هذه الليلة , وندعوه ونستغفره فهو يعلم إنِّي أحبُّ الصلاة , وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار .