بقلم | مجاهد منعثر منشد
نزل عمر بن سعد بجيشه كربلاء , عسكر على مقربة من معسكر الحسين .
دق جرس شريط الذكريات عند لقائه بالحسين في عهد جده بالمدينة قائلا له : أَنَّ قوما من السفهاء يزعمون أَنِّي أَقتلك .
أَجابه الإمامُ : ليسوا سفهاء !
تلعثم , نادى أَحد رجاله عزرة بن قيس , أَمره بالذهاب إلى الإمام ويسأله عما جاء به ؟!
امتنع عزرة معتذرا لقائده بحجَّة إنَّه ممن كتب للحسين بالقدوم للكوفة .
أَلا يعلم سبب مجيء الحسين ؟
ندب قرة بن قيس الحنظلي لسؤال الإمام , مضى نحوه وسلم عليه , طرح ما جاء به .
أجابه سبط النبي : ياهذا ,اعلم صاحبك عنِّي, إنَّي لم أَرد إلى هاهنا حتى كتب إليَّ أَهلُ مصركم أَن يبايعونني , ولايخذلوني , وينصروني , فإن كرهوني أَنصرفُ عنهم من حيث جئت .
الإجابة أثلجت صدر ابن سعد , بشر ببادرة لحل سلمي تجنبه معركة تطوق عنقه بأوزاره الثقال .
سارع عمر لمقابلة الحسين والتأكد من إجابته , عرض نفس السؤال ما جاء بك ؟
ـ أَهل الكوفة .
أَما عرفت ما فعلوا معكم ؟
ـ من خادعنا في الله أتخادعنا له .
قد وقعت الآن فماترى ؟
ـ دعوني لأَذهَبَ في هذه الأَرض العريضة حتى ننظر ما يصير أَمر الناس .
كتب ابنُ سعد للطاغية في الكوفة , فأجابه على الفور : قد بلغني كتابك ,فأعرض على الحسين البيعة ليزيد ,فاذا بايع ومن معه فأخبرني وسيأتيك رأيي!
عرض عمر كتاب الطاغية على الإمام , فرد عليه : لا أجيب ابن زياد إلى ذلك ابدا , وإن يكن الموت فمرحبا به .