الشعراء البوريني وشعبان وهديب يعاينون شؤون الذات والوطن

2020/02/25

إربد – عمر أبو الهيجاء

استضاف فرع رابطة الكتاب في إربد بالتعاون مع ملتقى إربد الثقافي ، في الملتقى، الشعراء: كرامة شعبان، وروان هديب، والشاعر حسن البوريني مشاركا ومقدما، في أمسية شعرية وسط حضور من المثقفين والمهتمين.

البوريني في تقديمه قرأ مجموعة من القصائد التي استحوذت على إعجاب الحضور وتفاعلهم معها.

واستهلت القراءة الأولى الشاعرة كرامة شعبان فقرأت غير قصيدة من مثل:»آنية للمطر الأخير،لاجىء على سفينة نوح، وسبعون»، شاعرة استطاعت من خلالها قصائدها ومضامينها تذهب بنا إلى جراحات فلسطين وتمعن كثيرا في الماضي، من خلال استحضرها الموروث الديني في قصيدة «لاجئ على سفينة نوح» ضمن رؤى فلسفية اسقطتها على الواقع الرديء الذي نعيش.

تقول في إحدى قصائدها:»َتمضي إلى السّيّاب في المدِّ العظيـم/ ــمِ قورابُ المَوتى، تُبَلّ وتوقَدُ/ وتعودُ من حيثُ احترقنَ/ برحلتي/ تلكَ النّجوم وفي عيونك تُرصَدُ/ تأتي تشُلُّ الحلمَ وقتَ حضورهِ/ وتُمَيّعُ الدَّمّ القديم وتَشردُ/ يا بدرُ مَن سمّاك؟ وجهكَ مَرقدي/ دمعي به منذُ اختبرتُكَ سيّدُ/ يا بدرُ والعتبات تجرحُ خطوتي/ فأرشّ ملحا في الطّريق وأصمدُ/ كفّي بكفّ/ الحرف، طُفتُ بعرشه/ وتركتُ أحصنتي ببابك تولدُ».

من قصيدة ثانية لها بدأتها بمقدمة تقول فيها:» من ألف عام والبيادر لم تجد حرّاسها في موسم المطر الوحيدْ، من ألف عام والحقائب واقفات في المرافئ والحدودْ، .يا بحرُ فلتُقِم الموائد في احتفال العام بـ «الرّجل الجديد».

أما القصيدة تقول فيها»صُغ أي عقد كي نبيع بلادنا/ واضرب بختم الطّين في ورق العقودْ/ نحن الشّهود على الخريطة أثبتوا أسماءنا وتأكدوا/ وجه المُطارَد في جوازات السّفر/ وجه المُطارَد في المعابر/ والتّصاريح الجديدة/ في الهويّةِ/ في المخيّم

أدرِكوه../ وجه المُطارَد في إناء الزّيت/ قرب حواجز التّفتيش/ في الأوهام/ في الأحلام/ في «النّفق» المضيء/  مُعارِضٌ

في الجوّ/ في شق «الجدار»/  مُؤيِّدٌ/ لن تعرفوه».

إلى ذلك قرأت الشاعرة روان هديب مجموعة من قصائدها من : «أبراكادبرا، ابن الماء، ومشكلتي» الشاعرة هديب كعادتها تبحث عن الجديد والمختلف في شعرها ومضامينه، بحيث في حالة من دهشة القول الشعري، بلغة موحية ومعبرة عن شؤون الذات وطقوس المرأة معرجة على فضاءات أخرى في تجليات البوح الشعري.

من قصيدة «أبراكادبرا» نقتطف منها هذا المقطع:»اظهر وبانْ»/ عليكَ الأمانْ/ فلستَ سوى شبحٍ قد تخبأ في جسدٍ بارزٍ للعيانْ/ تدحرجتَ من جبلِ الوقتِ/ لم تتوقفْ بأيِّ زمانْ/ لأنَّ الثباتَ -أيا سيَّدَ الجانِ- أصلُ المواقِفْ/ فليتكَ كنتَ جناحَ الفراشةِ حتى تُثيرَ العواصفْ/ وليتكَ كنتَ قصيدةَ حبٍّ لكي تستفزَّ العواطِفْ/ وليتكَ كنتَ جناحَ البعوضةِ حتى/ ليُضربَ فيكَ المثَلْ/ وتُدركَ -لو مرةً في الحكايةِ- أنكَ لستَ البطلْ/ فلا أنتَ شيءٌ، ولا الـ شيء أنتْ/ فقُلْ أينكَ الآنَ؟ أينَ اختبأتْ؟/ وقُمْ للحياةِ/ لعلَّكَ تُدركُ كم أنتَ ميْتْ».

ومن قصيدة «ابن الماء» تقول: «أنا ابنُ الماءْ/ أنا لا أشبهُ الصحراءَ في عطشي/ فسطحُ الماءِ لا يبتلُّ كالصحراءْ/ أنا لا أُشبهُ الصحراءَ في غضبي/ وفي تعبي/ وفي جوعي إلى السببِ/ وفي بحثي عن الإنسانِ بين النارِ والحطبِ/ أنا لا أحبسُ الأرواحَ في بيتٍ من الخشبِ/ أنا ابن الماءْ/ لقد كسَّرتُ بيتي صانِعاً بيتاً من الهربِ/ فبيتي قاربٌ قد فرَّ من ميناءْ».

أخترنا لك
الخطيب السيد جعفر الفياض (1920ـ ت 2006م)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة