(بحر الرمل)

قصيدة (يا صريع الطف)

كبَ اللهُ بنورِ القمرينْ

             نُصِرَ الإسلام في قتل الحسين

خرج الإسلامُ من محرابهِ

                ثورةً تُوقظُ كل النائمينْ

وغدا في الأرض ديناً قيماً

            منبعَ الفكر ونبراسَ اليقينْ

وكسا الكون ضياء ساطعاً

           طلعةَ الصبح ونورَ الفرقدينْ

ودماً سال على ذاك الثرى

           لم يزلْ نهجَ الأباةِ الثائرينْ

ونجيعُ الجرح بركـــــانُ لــــظــىً

             تحت أقدامِ الطغاةِ الحائرينْ

يُثلَمُ السيفُ وتعوجُ القَنا

          والدما سيف صقيل الشفرتينْ

يا صريع الطف حياك الورى

           يا بن مَنْ صلى لهُ الوحيُ الأمينْ

أنت عُنوانُ فداءٍ صادقٍ

             يُوقدُ العزمَ بدرب الـثائرينْ

أنت في النفسِ شموخ كالذرى

                وإباءُ الأتقيـاءِ الصالحين

يفْخَرُ التاريخ ما دامَ بهِ

           ثائر هز عُروشَ الحاكمين

ترك الديباجَ زُهـــداً وارتــدى

            حُلة الموتِ وبِر الراغبينْ

ومضى نحو العُلى في فتيةٍ

           صدقوا الوعد لرب المشرقينْ

كلمـــا قــــــاد أبي ثورةً

             قادهُ للموت إقدامُ الحسينْ

فتهاوى كـل صـعـب دونَــهُ

       في خِضم الحربِ وضاح الجبينْ

أين سفيان وأحفاد له

        ورثوا اللوم وعانوا مفسدين؟

لعنة الله عليهم كُتبت

      بالدم المسفوك والآي المبينْ

اين صرحُ البغي بل أين يزيد

     أين ذاك الخمرُ في كأس اللجين؟

أين من دانَ لهُ قوم رُعاع

             قتلوا السبط إمامَ الثقلين؟

أين ذاك المجدُ والمُلكُ الذي

         بدم الأحرار قـــــد كـــان رهين؟

أكل الدهرُ عليه وشـــــــربْ

            لعنةُ القبرِ وخزيُ الفاسقينْ

وأبو الأحـرار حــي خـالــدً

           في قلوبِ الصفوةِ المنتجبينْ

ـوصريحٌ تَفْخَرُ الأرض بهِ

           صارَ في الدنيا ملاذ المؤمنينْ

ما جرى يجري وما كان يكون

                 مع يزيد أينما كان حسين

  كل أرض حيث كانت كربلا

               ثورةً ليس لها أن تستكين

يا أخي في الله طب نفساً فمـــا

             خسِرَ الكَيْلَ رفيق الثائرين

كُتب القتل علينا والقتال

                مذ تعاهَدنا و كُنا مؤمنين

إنهُ درب لأبواب الجنــان

           خُص في صفوة المحتسبين

ولنـــــــافيـــه مـآل طيب

          عزةُ النفسٍ وإحدى الحُـسنيين

فَليَكُن جُرحُك سيفاً صارماً

           فوق أعناق الطغاة الحاقدين

عش عزيزاً يَفْخَرُ العز به

              أو شهيداً في سجل الخالدين

يهتفُ الحقُ سعيداً بعدهُ

            نُصرَ الإسلامُ في قتلالحسينْ

كتبت القصيدة في شهر شباط ۱۹۸۹

سيرة الشاعر الشهيد :

الشاعر الشهيد الدكتور سعيد منصور عبود الماجدي الأسدي

ولد الشاعر عام 1960 في ذي فار / قضاء الجبايش , وهو من أسرة ريفية تنتسب لغشيرة المواجد .

أنتقل مع أسرته عام 1966 إلى محافظة البصرة قضاء المدينة واستوطنون قرية (خميسه) .

درس بمدرسة البطحاء في القضاء المذكور وكان متميزا في ذكائه , ثم عادت عائلته إلى موطنها الاصلي ,ليكمل دراسته هناك في مدرسة اليقظة . وبعد أكماله الصف الثاني المتوسط , نزحت الآسرة مرة أخرى إلى قضاء المدينة في القرية المشار إليها .وأستمر الشاعر في إكمال دراسته المتوسطة والاعدادية في البصرة . وكان من الآوائل في السادس العلمي فتأهل لدهول كلية الطب في جامعة البصرة وتخرج منها عام 1985.

كانت قريحته الشعرية قبل دخوله كلية الطب , وأهتم في مطالعة كتب الآدب والدواوين الشعرية في مرحلة دراسته الاعدادية .

وعمل كطبيب مقيم في مستشفيات ذي قار لمدة سنتين , سوق بعدها إلى الخدمة الالزامية . وعمل في وحدة من وحدات القوات الخاصة في الجيش العراقي , وكان من ضمن مقاتلي الوحدة في معركة نهر جاسم والتي ابيدت تماما , عندئذ قرر الالتحاق بالمجموعات الجهادية في أهوار الجبايش والمناوئه للنظام البعثي الحاكم .

وغادر إلى إيران بعد سنتين وبقي على تواصل بالحركات الجهادية ويرسل لهم الكراسات الطبية ويطبعها على نفقته الخاصة وبعض المساعدات المتيسرة .

عام 1991 في الانتفاضة الشعبانية دخل العراق عن طريق محافظة ميسان واستشهد في الطريق بين ناحية العزير وقضاء القرنة . نتيجة اشتباك تعرضت له مجموعته الجهادية مع العدو المناوىء . ولم يتم العثور على جثته لحد هذه اللحظة .

أما شعره فيصنف إلى الآدب الملتزم , إذ ينطلق من إيمانه بالله سبحانه وتعالى وتبينه الدين الإسلامي فكرا وسلوكا, فضلا عن صلابة عقيدته وتفانيه في الدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة .فسخر أدبه وثقافته في سبيل الواجب من أجل التغيير .

وتبلغ عدد قصائده (30 ) قصيدة تتمتع تلك القصائد بالشعر الخطابي المباشر البعيد عن التعقيد والغموض .