رأى إصابته

2024/10/23

(الجريح عباس لطيف عباس العسافي)

عرجت روحه تطوف عوالم رؤيا مناميه قصيرة، رأَى نفسه مقاتلا في حرب بلغت ذروتها، ثكل جراح !

مرت شهور.... الجمعة ظهرا تلقفت أسماعه دعوة الجهاد، اعتلت ملامح وجهه طيبة محببة، التحق من فوره.

كان معه أربعة أثناء قيادته عجلة بي كب، قصدوا مقرهم، مضت بهم اللحظات آخذة بلجام الساعات ، ومضوا يواصلون رحلتهم في عُتْمَة ليل ، وصولوا تقاطع تلعفر الموصل، التقط بصره المتجول  مصباح نور يتوقد حيناً ويطفأ آخر من إحدى منازل القرية ، تلعثم..

وسع بؤبؤ عينيه السوداويين، لمح سير بضع عجلات مدنية ، اطمأنَّ هنيهةً ..

انتابته نبرة قلق ، زاد من سرعة فرامل العجلة ، برمشة عين يجتاز مسرعاً حفرة وسط الشارع ..

توهجت نار بوجهه، عصف هشم زجاج النافذة الأمامية كشظايا قنبلة ، خرقت وجوههم ، رمق ما حوله بلون أحمر .

نزلوا ، التقت عيناه بمسؤوله ، خاطبه : لايرفع الرأس إلَّا من ركبه.

إجابه :الحمد والشكر لله لا زلنا أحياءًا.

صائمون ، الشمس في توهّجها بلغت أَوان الزوال، تجهزوا لتحرير الصقلاوية ، توزعوا بين مزارع تتوسطها دور سكنية ، الرؤيا شبه معدومة ، أقبلت عجلة نفايات يغطيها جريد نخل ، وصلت مسافة خمسة وسبعين متراً، انفجرت ، تطايرت شظاياها الناعمة بلهب خرق ركبته ، ظهره، كلتا يديه ، أغمي عليه .

استعاد وعيه بعد نصف ساعة، التفت حوله سمع شهقات زميله، تقرَّب منه، أَزال سوائل فمه، عاد يتنفس الهواء .

 التحق بعد شهر من الإصابة، استلقى ليلا يتأمل هجوم يوم غد، غمغم يسأل ذهنه، كيف نحرر المنطقة؟

 أغمض جفنيه، رأى فيما يرى النائمُ قدوم المختار الثقفي راكباً حصانه، كلَّمه قائلا: لا تخف النصر حليفنا..

...........................

بقلم / مجاهد منعثر منشد // وحدة التوثيق / مجمع جعفر الطيار التأهيلي / 2024.

4

78

Capture

988

34

77

أخترنا لك
نداء الآقصى ... موكب فلسطيني في زيارة الآربعينية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة