فيض الخاطر.. الاحتفاء بالقرآن الكريم

2024/07/24

بقلم/د.كلثم جبر الكواري

أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي عن فتح باب الترشّح لجائزة «كتارا» لتلاوة القرآن الكريم، في دورتها الثامنة، التي تهدف إلى اكتشاف وتشجيع المواهب المتميزة في قراءة وتلاوة القرآن الكريم، وصولًا إلى هدف تقديم قراء للعالم، متميزين في قراءة وتجويد القرآن الكريم، وفق قواعد علم التجويد، والتقيد بشروط جودة القراءة السليمة، بما فيها من إتقان لمخارج الحروف، إضافة إلى عذوبة الصوت، حتى تتعود الأجيال الجديدة على الارتباط الروحي والوجداني والعملي بالقرآن الكريم، الذي يُقربهم من دينهم الحنيف، ويسهل عليهم فهم معانيه السامية واستيعاب أهدافه النبيلة، وإدراك مقاصده الجليلة، من خلال الوعي العميق بهذه المعاني وتلك الأهداف والمقاصد، قال تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وقوله تعالى: (وَإنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ العالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُوحُ الأمِينُ) وقوله تعالى: (لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ). والآيات كثيرة حول القرآن الكريم.

وقد حث النبيُ صلى الله عليه وآله وسلم على قراءة القرآن ورغّب فيه فقال: (تعلموا القرآنَ، فإنه يأتي يوم القيامة شافعًا لأصحابه) إلى آخر الحديث. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكنْ ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف). وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (خيركم من تعلّم القرآن وعلَّمه). والأحاديث كثيرة حول القرآن الكريم.

لقد أحسن المسؤولون في الحي الثقافي (كتارا) على تبني هذه المسابقة وتقديم جوائز سخية للفائزين فيها، لكن ما لفت نظري أن جائزة هذا العام ستكون تحت شعار (زيّنوا القرآنَ بأصواتكم) حسب ما نشر في هذه الجريدة قبل أيام، وهو شعار ملتبس، لأن القرآن هو الذي يزين أصواتنا وليس العكس، أصواتُنا لا تزينه.. لا تضيف له شيئًا فكيف نزينه بأصواتنا، أليس الأجدى أن يكون هذا الشعار بهذه الصيغة (زينوا أصواتكم بالقرآن). حاجتنا للقرآن أكثر من حاجته إلينا، فهو كتاب الله المحفوظُ مصداقًا لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). ألسنا نرفع أكفنا بالدعاء ونقول اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا؟ فكيف يجوز لنا القول: (زينوا القرآن بأصواتكم)؟

تجدر الإشارة إلى أن الراعي الرسمي لـ «جائزة كتارا لقراءة القرآن» هي الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهذا التعاون بين هاتين الجهتين -المؤسسة والوزارة- نأمل أن يمتد ليشمل مشاريع إسلامية مماثلة، تتعلق بعلوم القرآن الكريم.. يستفيد منها المسلمون في العالم، كما هو الحال في مسابقة تلاوة القرآن الكريم، التي أسهمت في إضافة أعداد من القارئين المنتشرين اليوم في أنحاء العالم الإسلامي.

أخترنا لك
كيف تؤلف موسيقى العرض المسرحي ..

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة