ذكرى شهادة فرسان سوح الوغى (قادة النصر)

2024/01/03

بقلم / مجاهد منعثر منشد

هي ثلاثة كلمات ( أبو مهدي المهندس) وتؤام روحه كلمة ( سليماني ), هذه الكلمات الخالدة أرعبت الشيطان الأكبر حتى بعد الشهادة .

كلما تتعمق في سيرة الشهيدين تجدهما مشروعي نصر وشهادة منذ ريعان شبابهما , مذ أول موطئ قدم في العمل الجهادي للدفاع عن الهوية الإسلامية.

أن مقام الشهادة اصطفاء الإلهي يصطفي به المخلصين ممن ارتضى عنهم من عباده .

وما شهادتهما إلا حجة علينا , هم أحياء عند ربهم يرزقون , لكننا لازلنا نتعلق بحطام الدنيا الفانية التي تحجب عنا هذا المقام العالي الذي بدايته حسب الحديث الشريف : أول قطرة دم تسقط من جسد الشهيد كفارة لجميع الذنوب .

الشهداء وهذان الشهيدان  لم يصلوا لهذا المقام بالتمني واللفظ القولي فحسب , بل جاهدوا النفس قبل حمل السلاح ومعرفة طرق الجهاد , فصرعوا وسواس الشيطان في أنفسهم حتى هرب منهما دون رجعة .

فالشهادة مقام للذين عشقوا الله سبحانه وتعالى ولا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا.

سمات ظاهرية عديدة يتمتع بها قادة النصر , منها التواضع , الزهد , دمث الأخلاق , الصمت وينطقوا بحكمة , يؤثرون على أنفسهم مقابل تقديم يد العون ومساعدة المحتاج وبسرية شديدة, استشهدوا لا يمكلون مسكنا في الدنيا !

تهيؤا لهذا المقام النفيس بلا جزع وهلع , تحدوا كل الصعوبات وقلعوا كل شوكة تعرقل وصولهم لمولاهم جل وعلا .

إما العدو و قادته بقوا مرعوبين في مضاجعهم حتى بعد استهداف الشهيدين بنفس الطائرة المسيرة التي أطلقت صواريخها على الشهيد السيد عباس الموسوي , والشهيد الشيخ أحمد ياسين , والشهيد الحاج عماد مغنية .

هذا الرعب الصارخ جاء ليس نتيجة تحرير المحافظات العراقية من فلول داعش فحسب , بل أين ما كانت عملية نوعية ومسير جهادي في الأمة وجدوا أثارهم. وبالرغم  من أنه قد مضى سنوات على شهادتهما  , إلا أن دوائر استخبارات العدو يدور في مخيلتها سؤال لازال عالق في أذهانهم , هل خلف المهندس وسليماني ورائهم ألاف المقاومين ؟

رحم الله من ساروا على منهج الحسين عليه السلام , واحتذوا بشهداء واقعة الطف , ظلهم الله تعالى بغمام المغفرة وشملنا بشفاعتهم وأسكنهم فسيح جنانه إنه سميع مجيب .

 

 

 

 

 

 

 

 

أخترنا لك
ابتكار يمكّن من رؤية جسد المريض من الداخل

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة