ماذا قال السيد السيستاني للرئيس روحاني

2020/04/10

????ـ ماذا قال السيد السيستاني للرئيس روحاني؟
.
ـ مقالنا المنشور على موقع (كتابات في الميزان) بتاريخ 14/03/2019م:
- ️لم يكن المُنصف ليشك ولو للحظة واحدة بأن الأصداء الإعلامية الضخمة والمُبهرة, التي صاحبت زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية (روحاني) للعراق, بأنها ستصطدم وتتوقف عند عتبة بيت المرجع الأعلى السيد (السيستاني) الكائن في أحد أزقة النجف الأشرف العتيقة جوار سيد الموحدين الإمام (عليّ) عليه السلام. لأن الذي سيجتاز تلك العتبة يعلم علم اليقين بأنه يلج إلى عالَم لم تكن أجواءه لتشبه أجواء أي عالم آخر على وجه البسيطة. عالم ٌ خال ٍ مِن السلطة والمال والنفوذ, عالم ٌ يضع النقاط على الحروف, ويعلم جيدا ً أن الرضا كل الرضا ما ارتضاه هو ـ وأن السخط كل السخط ما أسخطه ذلك العالِم الدينيّ الجليل القابع في الدار العريقة ويلفه الزهد العلويّ من كل جانب. فإن ارتضى أمر ما ـ إرتضاه حتى لو سخط عليه العالم بأسره ووقف ضده, والعكس صحيح فإن سخط على أمر ما ـ سخط عليه حتى لو ارتضاه العالم بأسره, لأنه ببساطة شديدة رجل ـ لا يخاف في الله لومة لائم قط .
البيان المُقتصب حول تلك الزيارة والصادر من مكتب سماحة المرجع الأعلى السيد (السيستاني) الأربعاء (5- رجب -1440 هـ) ـ الأربعاء 13/3/2019م على إيجازه, كان قد اختزل ما بجعبة الرئيس الزائر (روحاني) كلية ً وما يتصل به وله علاقة مع الوضع العراقي والإقليمي والدولي.
بمعنى أن القضايا المُختلفة التي تناولها السيد المرجع الأعلى مع الرئيس الضيف, كانت إيران مركزها ومحورها. ومن الخطأ أن نعتقد بأن السيد (السيستاني) قد أرسل رسائل ما ـ الى الحكومة العراقية أو غيرها عبر زيارة الضيف (كما أشيع إعلامياً). لأن المرجع الأعلى لا يُعجزه أرسال خطابه إلى الحكومة العراقية بشكل مُباشرة, بل قادر ولو شاء لفعل من غير إرسالها بمعيّة ضيوفه الزائرين. فكل ما دار من حديث يتعلق إذن بالجارة إيران, وإن كان القضية مدار البحث تخص الشأن العراقي أو غيره.
????ـ كيف؟.
نعرف ذلك تباعا ً بمحطات (4) أربع وحسب ما أورده البيان المُقتضب:
أولا ً: كان السيد (السيستاني) قد أبدى ترحيبه لنتائج مُباحثات الرئيس الضيف (روحاني) مع المسؤولين العراقيين سياسيين وحكوميين و(ما تمّ التوصل اليه معهم في إطار تطوير علاقات الصداقة وحسن الجوار بين البلدين), ولكن ترحيب سماحته (بأي خطوة في سبيل تعزيز علاقات العراق بجيرانه) قد أوقفها على (3) ثلاثة مبادئ هي:
????️1ـ أن تكون وفقا ً لمصالح الطرفين
????️2ـ وعلى أساس احترام سيادة الدول
????️3ـ وعدم التدخل في شؤونها الداخلية
وإذا ما أحسنا الظن بأن السيد المرجع الأعلى وجريا ً على نهجه الإرشادي, يكون قد ألمح بأن تؤخذ تلك النقاط الثلاثة بنظر الإعتبار بأي اتفاق يكون بين البلدين الجارين. وإلا هي إشارة صريحة بأن الواقع هو (غياب مصلحة العراق وعدم احترام سيادته وهناك تدخل في شؤونه الداخلية).
ثانيا ً: تطرق سماحة المرجع الأعلى بالحديث (حول الحرب المصيرية التي خاضها الشعب العراقي لدحر العدوان الداعشي) مُذكرا ً لمن نسيَ أو تناسى أمورا ً (3) ثلاثة هي:
????️1ـ التضحيات الكبيرة التي قدمها العراقيون الأبطال في الإنتصار على هذا التنظيم الإرهابي
????️2ـ وبتلك التضحيات العراقية تم (إبعاد خطره ـ أي داعش ـ عن المنطقة كلها)
????️3ـ ونوّه سماحته بدور الأصدقاء في تحقيق ذلك
وحسبي هذا الترتيب الأبجدي الذي ينفض الغبار عن أركان إيقونة النصر المُقدس ويضعها بالشكل الصحيح بعد أن قُلبت رأسا ً على عقب لأجل أهواء هذا ومصالح وذاك. وحسبي ضمانه حق فتوى الدفاع المُقدسة ضد (داعش) أولا ً, من أن تُصادر من قبل عناوين زائفة شتى, وتثبت بأن لولاها لما كان نصر هناك أبدا ً. ويضمن أيضا ً حق التضحيات العراقية ثانيا ً التي لولاها لما انتصرت الفتوى المُقدسة قط, والإشادة بدور كل مَن ساعد والتحق بركب الفتوى المُقدسة ضد عصابات (داعش) من الأشقاء والأصدقاء وغيرهم ثالثا ً.
ثالثا ً: وأشار سماحة المرجع الأعلى في اللقاء مع الضيف الزائر (الى أهم التحديات التي يواجهها العراق في هذه المرحلة) وجعلها في (3) ثلاثة تحديات هي:
????️1ـ مكافحة الفساد
????️2ـ تحسين الخدمات العامة
????️3ـ حصر السلاح بيد الدولة وأجهزتها الأمنية
وأبدى سماحته عن أمله في (أن تحقق الحكومة العراقية تقدما ً مقبولا ً في هذه المجالات).
ـ هنا.. لا يُمكن للمرجع الأعلى أن يُبدي أمله في قضية تخص الشان العراقي, ويطرحها أمام رئيس دولة أجنبي (زائر) إن لم يكن لتلك الدولة علاقة من قريب أو بعيد بتلك التحديات التي اشار اليها المرجع الأعلى. وهنا على ذهن المُتلقي أن يستحضر مدى قوة ونفوذ الدولة الجارة (إيران) في الشأن العراقي وباقي دول المنطقة ممّا لا يخفى.
ـ لهذا ..
رابعا ً: شدد سماحة المرجع الأعلى على ضرورة (أن تتسم السياسات الإقليمية والدولية في هذه المنطقة الحساسة) بمبدأين مهمين هما:
????️1ـ التوازن
????️2ـ والإعتدال
والجارة إيران الحاضرة (دائما ً) معنيّة بشكل مُباشر بهذا الكلام كما باقي الدول, لتداخل نفوذها ومصالحها الأمنية والإقتصادية وغيرها, وتقاطعها مع باقي الغُرماء إلى حد المواجهة الدموية والعسكرية بينها وبين باقي بلدان المنطقة, التي هي عبارة عن براميل بارود موقوتة مُهيّأة لتنفجر بأيّ لحظة.
ـ فدعوة السيد المرجع الأعلى لتبني هذين المبدأين السلميين, ليس لحفظ المصلحة السياسية لتلك الدول المتنافسة فيما بينها ومنها الجارة إيران فحسب, وإنما أيضا ً (لتجنب شعوبها مزيدا ً من المآسي والأضرار). وبهذا يكون الرجل القابع في الدار البسيطة في أحد أزقة النجف العتيقة ويلفه الزهد العلويّ من كل جانب هو رجل السلام الأول بحق, وصوت الشعوب المقهورة والمضطهدة بحق, جراء سياسات حكامها الجائرة, والباحثة عن مصالحها السياسية لا غير.
ــــــــــــ
????️ـ نشر المقال على مواقع (كتابات في الميزان) في 14/03/2019م:
http://kitabat.biz/subject.php?id=131327
أخترنا لك
مصدر مقرب من العتبة العباسية المقدسة: ليس هناك استهداف لأي جهة محددة في إعادة نشر مقطع من كلام المرجعية الدينية العليا

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف