تـفِـجـيـرٌ " سِـيـاسـيٌّ " تـحـتَ الـسّـيـطـرَة ...!

2020/01/07


نجاح بيعي كتبت هذه 
ــ أحياناً تتمكن قواتنا الأمنية , من ضبط سيارات مفخخة , أو عبوات ناسفة , أو متفجرات مُعدة للتفجير , كان العدو الغاشم , قد زرعها بأماكن متفرقة من مدننا الآمنة , وتقوم الجهات الأمنية المختصّة بضبطها , وبالتخلص منها بـ ( تفجيرها ) عن بُعد , و بَعد أخذ تحوطات الأمان , ويطلق عليها بـ ( تفجير تحت السيطرة ) أي مسيطرٌ عليه !. 
ــ عالم السياسة والسياسيين في العراق , يبدو أنه لا يخلو من هذه الحالة !. فالأحزاب والكتل والتيارات السياسية , المتنافسة والمتصارعة , والتي آلت على نفسها , ومنذ أن سارت بالعملية السياسية بعد سقوط الصنم , إلا ّ ان تسير على غير ما يرسمه الدستور والقانون . فابتدعت وأبدعت , وحرّفت وانحرفت , وفسدت وافسدت , وسرقت ونهبت , وسارت على غير هدى البرامج الحزبية , المرفوعة عشيّة كل انتخابات , وعلى الضد من تطلعات الشعب العراقي , وعلى الضد من توجيهات ونصائح المرجعيّة الدينية العليا , حتى استشرى الفساد بكل مفصل من مفاصل الدولة , وقطّعوا الدولة قطعا ً قطعا ً بينهم , وتقاسموها كما يتقاسم الغزاة الأشرار , الغنائم والأسلاب , بسُنّة شيطانيّة عادت بالويل والثبور على جميع العراقيين , ألا وهي المحاصصة المقيتة , السخيفة , والأسخف منها , من تعلّق بها وجعلها دينٌ يَدين به , فراح يُجمّل ويُحسّن ويُزيّن , ويظهرها بمظهر جديد قديم في كل مرّة , فمرة محاصصة , ومرة توافق , ومرة شراكة , ومرة مشاركة , فنسوا وتناسوا كل قسَم ٍ أقسموه , وكل مبدأٍ أقرّوه , وكل خُلق ٍ تعلموه , وتحولوا الى شِلة لصوص محترفين , وقتلة مأجورين , وخطرين جدا ً , تربّعوا على رقبة هذا الشعب المسكين المبتلى , فمن الطبيعي أن يعيث الأجنبي فسادا ً بيننا , يضاف الى فسادهم , ومن الطبيعي أن تتدخل الدول الإقليمية وتسلب ُ الإرادة الوطنية , ومن الطبيعي أيضا ً أن يكونوا كلهم , عونا ً لكل من يريد شرا ً بالعراق وبأهله ,وما أشبه حالهم بحال الديّوث , مع شذّاذ الآفاق ( داعـش ) , حينما مهّدوا له بسكوتهم , ووطّنوه بين أظهرنا بفسادهم , وتمكّينه من تمزيق السلم الأهلي بجبنهم , اجتاح ثلث أراضي العراق على حين غرّة من سكرتهم . 
فإذا كان الدستور لا يُعمل به , والقانون غير مُفعّل وانتقائي , والدولة بمرافقها تحولت الى مرتعٌ لكل وحش ومتوحّش سياسي , وهو أبسط وصف ممكن أن يوصف به السياسي العراقي اليوم , فمن الطبيعي ان نلحظ صفة الأزمات تلو الأزمات , والمصائب تلو المصائب , من اقتصادية واجتماعية وفكرية , وأمرّهنّ وأدهاهنّ وأدماهنّ السياسية .
فمنذ ثلاثة عشر سنة , تتجاذب العراق والعراقيين , أمواج التقاطعات والأزمات السياسية المتلاطمة , للأحزاب والكتل والتيارات . فصفة الصراع الدمويّ , والإقتتال الداخلي , والتصفيات , والتجاذبات والتقاطعات , هي الغالبة على المشهد السياسي العراقي . ولم تهدا بمكان حتى تنفتق بآخر , حتى وصلت داخل أخطر الأماكن ببغداد , كبوابات المنطقة الخضراء , والبرلمان , وابواب الوزارات , والسفارات . ولم نلحظها تنفرج بليلة من الليالي , حتى نراها تتعقّد وتتعسّر عند أول خيط من ضياء فجر اليوم الثاني . 
عالم أسود , أبطاله مردوا على الشقاق النفاق , وقد ضبطوا ادوارهم التمثيليّة جيدا , فهم أبطال الأزمات والكربات دائما , حيث أسفرت أفعالهم ومواقفهم , عن وجوههم القبيحة والقميئة , ولم يعد ينطلي على الشعب , شعاراتهم الوطنيّة الجوفاء , ولا مواقفهم السياسية الخرقاء , ولا بطولاتهم الرعناء , ولا اقوالهم الحمقاء . 
حتى بات مكشوفا ً ومفضوحا ً , كل تجاذباتهم وتقاطعاتهم وتهديداتهم وعراكهم بعضهم لبعض , وخلقهموا الأزمات تلو الأزمات , تحت أي شعار ومسمّى , بأعين كلّ العراقيين الشرفاء , إلا ّ كتفجيرات مسيطرٌ ومتفق عليها مسبقا ً , بل ومُفتعلة . ورحم الله الشاعر : عبد الله بن المعتز حين قال :
فكان ما كان مما لست اذكره ... فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر!
أخترنا لك
ماذا قال السيد السيستاني للرئيس روحاني

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف