نجاح بيعي
كتبت هذه المقالة بتاريخ 12-2-2016
الدعيّ الذي تعلم الفلسفة الإسلامية من صوفيا , واللقيط الذي لفظته
مدن العراق , وراح يتسكع بمدن القحط الفكري والجدب الأخلاقي , الرياض
والدوحة وعدن . المنحرف الذي تشرّب الإلحاد وتناول الوثنية , المتنطع
الذي تذوق الإسلام , إسلام بني اميّة وبني العباس وبني عثمان .
المتمرد بلا إنصاف على كل شيء , حتى تمرّد على نفسه , حتى لعن ذلك
اليوم الذي ارتضع به الشيوعية من ثدي الماركسية , فتمردوا عليه زملائه
, ووصفوه بأنه رجل عاق . فشنّ عليهم حربا بأسم العلمانية , بقلمه الذي
لم يسلم منه أحد , ووصف الشيوعيين العراقيين بالمرتزقة , وراكبي زورق
الطائفية الدموية اللذين بإسم الوطنية غازلوا السنّة , وراحوا يذبحوا
بالشيعة . عاب عليه الإسلام السياسي العراقي تطرفه العلماني .
وانتقدوه لأنه أوغل مغاليا , بالبحث عن أصول العلمانية في القرآن .
هجا الأخوان المسلمين مبتعدا عن مصر العروبة , حابى السلفية الجهادية
متقربا من الدوحة والرياض . فقد زمالته بأصدقائه القوميين والعروبيين
. لم تسعفه ( شيعيته ) وأصوله الجنوبية , من الاستمرار ولو قليلا ,
بدفاعه عن مواقف المرجعية المتمثلة بالسيستاني . لأنه رغى كالبعير
وسال لعابه , أمام بهرج الدولار الخليجي , وتنصل عن ما بقي بداخله من
قيم , وأطفئ بإرادته آخر بصيص بضميره الجدب . وراح يقتات الفتات من
على موائد الأمراء والشيوخ والملوك , ويطيب له ذلك مع النادل الأبحّ (
تركي الدخيل ) ومضائف المؤتمرات المزيفة بإسم الفكر والأدب والفن ,
عبر فضائيات العربية والجزيرة وغيرها .
قطعا هو لا يمثل المثقف العراقي , فالمثقف العراقي آثر الوطن والوطنية
, آثر الدين والمذهب , آثر القيم والمثل والفضائل والأخلاق , على كل
شيء . ومضى بدربه حتى النهاية , فصعد أعواد المشانق , ورُمي بالرصاص ,
ورُمي بأحواض ( التيزاب ) وغيّب بالسجون والمعتقلات , فـُجّر وهـُجّر
وكـُفّر , وثبت كبطل أسطوري ينحني له إجلالا كل رأس , وتنحني له
إكبارا كل الجباه الشمّ .
قطعا .. مثل هذا الدعي واللقيط , والمنحرف والمتمرد , لا يمثل قلما
ولا رأيا ولا أدبا ولا فنا ولا ثقافة عراقية . وهو من الصلافة
والوقاحة , أن يمد يدا مغلولة , وبالغدر موصوفة , وباليهودية موسومة ,
لتصافح مثيلتها الإعرابية , المنبثقة من مجاهيل خِسّة الصحراء , وهي
لا تزال تقطر دما , من ضحاياها من أطفال اليمن وكهولها بحرب اخذت
الأخضر باليابس . ومن دماء ضحاياها في سوريا , وهي نفس اليد الجلفاء
التي تخنق الكلمة والحرية في البحرين , هي نفس اليد الغادرة التي فرَت
رقبة البطل نمر النمر , وقطعت رأسه . هي نفسها اليد التي تقتل وتذبح
وتفجر وتكفر وتهجر أبناء جلدتك يا قذر, إذا كنت فعلا تنتسب للعراق
ولأهل العراق , يا اللارشيد الخائن .