الامام الحسين (ع) في عقيده اهل السنه ... (1)

2025/07/07

الامام الحسين (ع) في عقيده اهل السنه...(1)

 

علا صوت النواصب والسلفيه على صوت اهل السنه وصادروا ارائهم واعتقادهم في الامام الحسين (ع) وفي هذا البحث اتطرق الى رأي اهل السنه في الامام الحسين (ع) وتفسير كبار علمائهم للايات الوارده في حقه في القران الكريم وذكر احاديث رسول الله  (ص) التي نقلها كبار علمائهم واوردتها صحاحهم بحق الحسين عليه السلام ولم اتطرق الى اي مفسر او راوي حديث شيعي

 

اولا -الايات النازله بحق الامام الحسين (ع)

1 - آية التطهير 

قال تعالى:

 {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. الأحزاب:33‏‎‎

أجمع المفسرون وثقاة الرواة أن هذه الاية نزلت في حق أصحاب الكساء الخمسة وهم:

 سيد الكائنات الرسول صلّى ‏الله عليه وآله و أمير المؤمنين  علي عليه السّلام وبضعته الطاهرة سيدة النساء فاطمة ‏الزهراء التي يرضا الله لرضاها ويغضب لغضبها، وريحانتاه من الدنيا سبطاه الشهيدان الحسن والحسين سيدا ‏شباب أهل الجنة‎‎

ويقول الطبري في تفسيره والشوكاني في فتح القدير وجماعه من كبار مفسري الحديث من اهل السنه  :

عن أبـي سعيد الـخدريّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِـي خَمْسَةٍ: فِـيّ، وفِـي علـيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَحَسَنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَحُسَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَفـاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها

وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح، حدثني من سمع أم سلمة رضي الله عنها تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها، فأتته فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة، فدخلت عليه بها، فقال صلى الله عليه وسلم لها " ادعي زوجك وابنيك " قالت فجاء علي وحسن وحسين رضي الله عنهم، فدخلوا عليه، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهو على منامة له، وكان تحته صلى الله عليه وسلم كساء خيبري، قالت وأنا في الحجرة أصلي، فأنزل الله عز وجل هذه الآية { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } قالت رضي الله عنها فأخذ صلى الله عليه وسلم فضل الكساء، فغطاهم به، ثم أخرج يده، فألوى بها إِلى السماء ثم قال " اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً "

 قالت فأدخلت رأسي البيت، فقلت وأنا معكم يارسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم ( إِنك إِلى خير، إِنك إِلى خير)

ويقول ابن كثير في تفسيره :

قال ابن جرير حدثنا ابن وكيع، حدثنا أبو نعيم، حدثنا يونس عن أبي إِسحاق، أخبرني أبو داود عن أبي الحمراء قال رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا طلع الفجر، جاء إِلى باب علي وفاطمة رضي الله عنهما، فقال " الصلاة الصلاة، إِنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً

 

  2 - آية المودة

قال تعالى: { قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ ‏شَكُورٌ}. (الشورى/23‏)‎

ذهب جمهور المسلمين إلى أن المراد بالقربى هم عليّ وفاطمة وابناهما الحسن والحسين وان اقتراف الحسنة إنما ‏هي في مودتهم ومحبتهم، وقد فرض الله على المسلمين مودة أهل البيت عليهم السّلام في هذه الاية

 يقول القرطبي في تفسيره‎ ‎

وفي رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس: لما أنزل الله عز وجل: { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ } قالوا: يا رسول الله، من هؤلاء الذين نَوَدُّهم؟ قال:

 «عليّ وفاطمة وأبناؤهما»

 ويدل عليه أيضاً ما روي  عن عليّ رضي الله عنه قال: شكوت إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم حسد الناس لي. فقال: «أما ترضى أن تكون رابعَ أربعة أوّل من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين »

وعن النبي صلى الله عليه وسلم: حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عِتْرَتي ومن ٱصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غداً إذا لقيني يوم القيامة

وفي تفسير البيضاوي يقول

{ قُل لاَّ أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ } على ما أتعاطاه من التبليغ والبشارة. { أَجْراً } نفعاً منكم. { إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِى ٱلْقُرْبَىٰ } أي تودوا قرابتي

وروي: أنها لما نزلت قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم علينا قال

" علي وفاطمة وابناهما "

 

  3 - آية المباهلة

فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿ ٦١ ﴾

من آيات الله البينات التي أعلنت فضل أهل البيت عليهم السّلام آية المباهلة قال تعالى:

{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا ‏جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى ‏الْكَاذِبِينَ}. (آل عمران/61‏)‎

اتفق المفسرون ورواة الحديث أنها نزلت في أهل البيت‎‎

وأن أبناءنا إشارة إلى الحسنين ونساءنا إشارة إلى فاطمة، وأنفسنا إلى عليّ.. نزلت الآية الكريمة في واقعة ‏تاريخية بالغة الخطورة جرت بين قوى الإسلام وبين القوى الممثلة للنصارى، ‎‎

وفي تفسير الجلالين للسيوطي والمحلى:

{ فَمَنْ حَآجَّكَ } جادلك من النصارى { فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ } بأمره { فَقُلْ } لهم { تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنآءَنَا وَأَبْنآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ } فنجمعهم { ثُمَّ نَبْتَهِلْ } نتضرع في الدعاء { فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَٰذِبِينَ } بأن نقول: (اللهم العن الكاذب في شأن عيسى) وقد دعا صلى الله عليه وسلم وفد نجران لذلك لما حاجَّوه فيه فقالوا: حتى ننظر في أمرنا ثم نأتيك، فقال ذو رأيهم: لقد عرفتم نبوّته وأنه ما باهل قوم نبياً إلا هلكوا فوادعوا الرجل وانصرفوا، فأتَوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقد خرج ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعليّ وقال لهم:

 ( إذا دعوت فأمِّنوا )

 فأبَوْا أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية. رواه أبو نعيم وعن ابن عباس قال: " لو خرج الذين يباهلون لرجعوا لا يجدون مالاً ولا أهلاً " وروي: " لو خرجوا لاحترقوا

وقال البغوي في تفسيرمعالم التنزيل :

قوله عز وجل: { فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ } أي جادلك في أمر عيسى أو في الحق { مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ } بأن عيسى عبد الله ورسوله { فَقُلْ تَعَالَوْاْ } { نَدْعُ } { أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ } قيل: أبناءنا أراد الحسن والحسين، ونساءنا فاطمة. وأنفسنا عنى نفسه وعلياً رضي الله عنه والعرب تسمي ابن عم الرجل نفسه،

{ ثُمَّ نَبْتَهِلْ } قال ابن عباس رضي الله عنهما: أي نتضرع في الدعاء، وقال الكلبي: نجتهد ونبالغ في الدعاء، وقال الكسائي وأبو عبيدة: نلتعن والابتهال، الالتعان يقال: عليه بهلة الله أي لعنته: { فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَـٰذِبِينَ } منا ومنكم في أمر عيسى، " فلما قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلم هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة، قالوا: حتى نرجع وننظر في أمرنا ثم نأتيك غداً، فخلا بعضهم ببعض فقالوا للعاقب وكان ذا رأيهم: يا عبد المسيح ما ترى؟ قال: والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمداً نبي مرسل، والله ما لاعن قوم نبياً قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم، ولئن فعلتم ذلك لنهلكن فإن أبيتم إلا الإِقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، فأتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقد غدا رسول الله صلّى الله عليه وسلم محتضناً للحسين آخذاً بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول لهم: «إذا أنا دعوت فأمِّنوا» فقال أُسقف نجران: يا معشر النصارى إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض منكم نصراني إلى يوم القيامة

 

  4 - آية الأبرار

قال تعالى :

وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿ ٨ ﴾ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴿ ٩ ﴾ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴿ ١٠ ﴾ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ﴿ ١١ ﴾ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴿ ١٢ ﴾الانسان

ومن آيات الله الباهرات التي أشادت بفضل العترة الطاهرة، آية الأبرار،

يقول البغوي في تفسيره

‎وروى مجاهد وعطاء عن ابن عباس: أنها نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذلك أنه عمل ليهودي بشيء من شعير، فقبض الشعير فطحن ثلثه فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فسأل فأخرجوا إليه الطعام، ثم عمل الثلث الثاني فلما تمّ إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث الباقي فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين، فسأل فأطعموه، وطووا يومهم ذلك

 وفي تفسير الفخر ج8 / ص392، أسباب النزول للواحدي (ص 133) النيسابوري في تفسير سورة الإنسان، روح البيان ج6 / ص546، الدر المنثور ينابيع المودة ج1 / ص93، الرياض النضرة ج2 / ص227، امتاع الاسماع -المقريزي- ص502

روى جمهور المفسرين والمحدثين أنها نزلت في أهل البيت (ع) وكان السبب في ذلك أن الحسن والحسين (ع) مرضا فعادهما جدهما الرسول صلى الله عليه وآله مع كوكبة من أصحابه، وطلبوا من علي أن ينذر لله صوما ان عافاهما مما ألم بهما من السقم فنذر أمير المؤمنين صوم ثلاثة أيام، وتابعته الصديقة عليها السلام وجاريتها فضة في ذلك، ولما أبل الحسنان من المرض صاموا جميعا، ولم يكن عند الامام في ذلك الوقت شئ من الطعام ليجعله أفطارا لهم فاستقرض سلام الله عليه ثلاث أصواع من الشعير، فعمدت الصديقة في اليوم الاول إلى صاع فطحنته وخبزته فلما آن وقت الافطار وإذا بمسكين يطرق الباب يستمنحهم شيئا من الطعام فعمدوا جميعا إلى هبة قوتهم إلى المسكين واستمروا في صيامهم لم يتناولوا سوى الماء

وفي اليوم الثاني عمدت بضعة النبي (ص) إلى تهيأة الطعام الذي كان قوامه خبز الشعير، ولما حان وقت الغروب واذا بيتيم قد أضناه الجوع وهو يطلب الاسعاف منهم فتبرعوا جميعا بقوتهم، ولم يتنالوا سوى الماء

وفي اليوم الثالث قامت سيدة النساء فطحنت ما فضل من الطعام وخبزته فلما حان وقت الافطار قدمت لهم الطعام، وسرعان ما طرق الباب أسير قد ألم به الجوع فسحبوا أيديهم من الطعام ومنحوه له

سبحانك اللهم أي مبرة أعظم من هذه المبرة!!! أي إيثار أبلغ من هذا الايثار، إنه ايثار ما قصد به إلا وجه الله الكريم

ووفد عليهم رسول الله (ص) في اليوم الرابع فرآهم، ويا لهول ما رأى رأى أجساما مرتعشة من الضعف ونفوسا قد ذابت من الجوع، فتغير حالهه وطفق يقول:

 واغوثاه أهل بيت محمد يموتون جياعا

ولم ينه الرسول كلامه حتى هبط عليه أمين الوحي وهو يحمل المكافأة العظمى لاهل البيت والتقييم لايثارهم الخالد .. إنها مكافأة لا توصف بكيف ولا تقدر بكم، فهي مغفرة ورحمة ورضوان من الله ليس لها حد، فقد ﴿جَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا / مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا / وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا  وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا  قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا / وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا

إنه عطاء سمح وجزيل فقد حباهم ربهم في الدار الآخرة من عظيم النعم والكرامات، وأجزل لهم المزيد من مغفرته ورضوانه

 

وان هناك ايات اخرى ولكني اكتفي بهذه الايات

 

أخترنا لك
طغاه قريش الذين حاربوا رسول الله (ص) ونزلت في ذمهم ايات من القران الكريم

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف