قتله الامام الحسين (ع) ليسوا من العراقيين ولا من الشيعه ..وإنما من الامويين وابناء قبائل نجد ..(1)

2025/01/17

قتله الامام الحسين(ع) ليسوا من العراقيين ولا من الشيعه ..وإنما من الامويين وابناء قبائل نجد ..(1)

 

حاول النواصب وبنو اميه  وابناء قبائل نجد التملص من جريمه قتل الامام الحسين (ع) واهل بيته  والقاء المسؤوليه على عاتق الشيعه تاره وعلى عاتق العراقيين تاره اخرى

وفي هذه السلسله من المقالات اتطرق بالتفصيل الى  نجد وسكانها وقبائلها وموقفهم من النبي محمد (ص) ورسالته وقد حاربوا الاسلام والرساله المحمديه من اول يوم بعث فيه النبي محمد (ص ) الى يومنا هذا وقد وردت ايات واحاديث كثيره في ذمهم

اما بنو اميه فقد تطرقت لهم بالتفصيل في كتابي (بنو اميه ليسوا من قريش وانما من عبيدهم )

قبائل نجد مذمومه في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة

اشترى عثمان وبنو اميه ذمم قبائل نجد باقطاعهم اراضي العراق الخصبه في الكوفه وماحولها واسكنهم فيها وعندما نقل الامام علي (ع) الخلافه الى الكوفه اصبح هؤلاء ضمن جيش الدوله الرسمي والذي يطلق عليه بعض المؤرخين تجاوزا جيش الامام علي او جيش العراق وفي الحقيقه ان انصار الامام علي وشيعته لايتجاوز عددهم ربع الجيش

خذل هذا الجيش الذي ثلاثه ارباعه من قبائل نجد المذمومه في كتاب الله وسنه رسوله الامام علي (ع) في معركه صفين مع معاويه وهددوه بالقتل او تسليمه لمعاويه وكذلك فعلوا مع الامام الحسن (ع) وهم نفسهم من قتل الامام الحسين (ع) ورفعوا راسه ورؤوس اصحابه واهل بيته على الرماح من كربلاء الى الشام

 

قرن الشيطان يطلع من نجد

  قال النبي صلّى الله عليه وآله:

( ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدّادين حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة ومضر). والفدّادون هم الذين يشتغلون بالمواشي ورعاية الإبل، والفديد كثرة أصواتهم وكلامهم مع الإبل والمواشي في الرعي وتربيتها

يروي ابو مسعود عقبه بن عمرو في حديث صحيح عن رسول الله (ص)

 ( أَشَارَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِهِ نَحْوَ اليَمَنِ فَقالَ: الإيمَانُ يَمَانٍ هَاهُنَا، ألَا إنَّ القَسْوَةَ وغِلَظَ القُلُوبِ في الفَدَّادِينَ، عِنْدَ أُصُولِ أذْنَابِ الإبِلِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ في رَبِيعَةَ ومُضَرَ ) (1)

وفي تفسير الحديث في الدرر السنيه يقول :

ثمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ القسوةَ وغِلَظَ القلوب في «الفَدَّادِينَ» مِن الفَدِيدِ، وهو الصَّوتُ الشَّديد؛ فهمُ الَّذين تَعلو أصواتُهم في إبلِهم وخَيلِهم وحُروثِهم ونحْوِ ذلك، «عندَ أصولِ أذْنابِ الإبلِ»، والمقصودُ بهم سُكَّانُ الصَّحاري، ولَيسوا مِن أهَلِ الحضَرِ. وذمَّ هؤلاء لاشتغالِهِم بمُعالَجةِ ما همْ عليه من أُمورِ دُنياهم وما يُلْهِيهم عن أمورِ أُخراهم، وتكونُ منها قَساوةُ القلْبِ ونحْوُها

ومَكانُهم جِهةُ الشَّرقِ حَيث يَطلُعُ قَرْنَا الشَّيطانِ، في قَبيلتَي رَبيعةَ ومُضَرَ، وهما مُنتشِرَتانِ في أرضِ الجزيرةِ العربيَّةِ ومِن ذلك فِتنةُ مُسَيلِمةَ وفِتنةُ المُرتدِّينَ مِن رَبيعةَ ومُضرَ وغيرِهما في الجزيرةِ العربيَّةِ، )

 

أعراب نجد في القران الكريم والحديث النبوي الشريف

 

اولاً: اعراب نجد في القران الكريم

1- قال تعالى :

(الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  ٩٧ ) التوبه

يؤكد العلامة الواحدي في تفسيره ( اسباب النزول) انها نزلت في اعراب اسد وتميم وغطفان

ويقول الشوكاني في تفسيره فتح القدير: ان كفر الاعراب سكان البوادي في نجد ونفاقهم اعظم من غيرهم وأشد، واولى ألا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله صلّى الله عليه وآله من الفرائض والسنن لانهم اغلظ طبعاً وأقسى قلباً وأكثر جهلاً

واخرج ابو الشيخ عن الكلبي ان هذه الآية نزلت في قبائل أسد وغطفان ، وقبيلتا أسد وغطفان يسكنان نجد

2- قال تعالى :

وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿ ١٠١ ﴾التوبه

يُخبر الله تعالى رسوله الكريم صلّى الله عليه وآله: ان في اعراب وقبائل نجد ممن حول المدينة منافقين ومنهم من يعيشون معكم داخل المدينة المنورة، مردوا على النفاق واقاموا عليه، وأزدادوا طغياناً، بحيث يخفون معالمهم وامارات كفرهم، وسوف نعذبهم في الدنيا وبعذاب القبر بعد الموت، وثم يُردّون الى يوم القيامة الى عذاب عظيم في نار جهنم. وقال العلامة اثير الدين الاندلسي في التفسير الكبير: ان الآية خصت اعراب عُصيّة ولحيان واشجع وغيرهم، فالأعراب الذين ورد ذكرهم في مثل هذه الايات الكريمة، كما فسرها العلماء واشاروا الى اسباب نزولها هم أهل نجد ومن على شاكلتهم

3- قال تعالى :

قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿ ١٤ ﴾ الحجرات

وفي تفسير الخازن وغيره انها نزلت في بني اسد ابن خزيمة وغطفان قدموا على النبي صلّى الله عليه وآله في سنة مجدبة فاظهروا الإسلام ولم يكونوا مؤمنين في السر، فأفسدوا طرق المدينة بالقذارات وأغلوا اسعارها، وكانوا يغدون ويروحون الى رسول الله صلّى الله عليه وآله ويقولون أتتك العرب انفسهم على ظهور رواحلها وجئناك بالاثقال والعيال والذراري ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان، يمنّون على رسول الله صلّى الله عليه وآله بذلك يريدون الصدقة ويقولون اعطنا

4- قال تعالى :

قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿ ١٦ ﴾الفتح

أي قل يا محمد صلّى الله عليه وآله: لهؤلاء الذين تخلّفوا عن الالتحاق بجيش المسلمين في غزوة الحديبية، انكم ستدعون الى قتال قوم مشركين اشداء في كفرهم وعنادهم، فتقاتلونهم او يسلمون من غير حرب ولا قتال. قال الزهري انها نزلت في بني حنيفة، اهل اليمامة (الرياض حالياً) من قبائل نجد، كما اشار اليه ابن كثير في تفسيره. وفي تفسير الطبري جامع البيان عن تاويل القران، عن قتادة قال (اولي بأس شديد) هم هوازن وغطفان في يوم حنين. وعن بشر عن يزيد هم هوازن وثقيف. وهذه القبائل إن كانت بني حنيفة او هوازن او غطفان او ثقيف فكلهم من اهم قبائل نجد المذمومة

 5- وقال الله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ) الحجرات4 

نزلت هذه الآية الكريمة في جفاة بني تميم من اعراب نجد، وقد قدم وفد منهم على النبي صلّى الله عليه وآله، فدخلوا المسجد على عادتهم من الجفاء وعلو الصوت في الكلام فنادوا النبي صلّى الله عليه وآله من وراء حجراته ان اخرج الينا يا محمد وفيهم الاقرع بن حابس، عيينة بن حصن، الزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وعمرو بن الاهتم، من قبائل تميم وهوازن وأشجع وأسد. فاجتمعوا عند النبي صلّى الله عليه وآله بالمفاخرة والشعر وكثر اللغط والهرج عنده صلّى الله عليه وآله فأنزل الله تعالى الآية الكريمة:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْض ) الحجرات 2.

 لان رتبة النبوة والرسالة يجب ان توقّر وتُبجلّ ولا يكون الكلام مع الرسول صلّى الله عليه وآله كالكلام مع غيره

 6 - قال تعالى :

وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿ ٩٨ ﴾التوبه

اي ان من الاعراب من يرون أن ما ينفقونه في الجهاد او الصدقة غرماً وخسارة لهم ولا يرجون لها ثواباً لانهم لا يؤمنون بالبعث البتة. وهم يجمعون الى الجهل بالانفاق سوء الدخلة وخبث القلب حيث ينتظرون ان تحل بكم الدواهي وغلبة العدو والشرور فتتبدل قوتكم الى ضعف وعزتكم الى ذل وانتصاراتكم الى هزيمة وإنكسار، فجعل الله تعالى هذه الاماني فيهم لا عليكم واحاطت بهم دائرة الهزيمة والشر والعذاب كما قال الاخفش والقرطبي بذلك

قال محمد رشيد رضا في تفسيره: عن ابن زيد في ان هذه الآية الكريمة نزلت في اعراب بني تميم واسد بن خزيمة وهوازن وغطفان ، ونحو ذلك ما قرره ابن البغوي في تفسيره  وقال العلامة اثير الدين الاندلسي في التفسير الكبير: ان الآية نزلت في اعراب أسد وغطفان وتميم ، وهذه القبائل من عمق نجد واصولها

 7- قال تعالى :

( وَمِنْهُمْ مَن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ) التوبة، 58

كان الاعراب المنافقون من اهل نجد يرتقبون الفرص للصد عن الإسلام والطعن بالنبي صلّى الله عليه وآله بأثارة الشُبهة والاستنكار في عدالة القسمة وتوزيع اموال الزكاة والصدقات والغنائم، وايجاد الريبة في قلوب ضعفاء الايمان،

  أورد البخاري في صحيحه عن هشام عن معمر، قال: بينا رسول الله صلّى الله عليه وآله يقسم قسماً من غنائم حنين، اذ جاءه ابن ذي الخويصرة وهو حرقوص بن زهير التميمي (وهو رجل من بني تميم من اعراب نجد) فقال: اعدل يا محمد، فقال: ويلك ومن يعدل اذا لم اعدل، فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله أتأذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال النبي صلّى الله عليه وآله: دعه فإن له اصحاباً يحتقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية

8- قال الله تعالى:( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ) سورة التوبة، الآية 107

قال ابن عاشور والقرطبي وابن كثير وابن البغوي والطبري في تفاسيرهم: إنهم خذام بن خالد، ثعلبة بن حاطب، متعب بن قشير، ابو حبيبة بن الازعر، عباد بن حنيف وغيرهم ورئيسهم ابو عامر الفاسق (الراهب) وكلهم من قبائل نجد واعرابها، بنوا لهم مسجداً ليكون محلاً لاجتماعاتهم ومؤامراتهم ضد النبي صلّى الله عليه وآله والمسلمين، فأمر الله تعالى رسوله صلّى الله عليه وآله بحرقه وتخريبه واصبح مكاناً للجيفة والقمامة

 9-  وقال الله تعالى:

( وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً ) سورة النور

عن مجاهد: ان اقواما من الاعراب في نجد، في الجاهلية والإسلام كانوا يكرهون فتياتهم وإماءهم ونساءهم على الزنا ليأخذن اجوراً على بغائهن، طلباً للمال والربح، ويلّدن اولاداً ينسبونهم اليهم. وقال مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله، ان الآية الكريمة نزلت في عبد الله بن ابي سلول، رأس المنافقين، من بني تميم النجدية كانت عنده كثير من البنات والاماء، يكرههن على الزنا، وقد ولدن له كثيراً من الأولاد، كما يصفه ابن كثير في تفسيره ، فكرهت احداهن هذا العمل الشنيع، وحلفت ان لا تفعله مرة اخرى، فأكرهها اهلها على ذلك، فكان الوحي بالمرصاد، ونزلت الآية الكريمة،

وفي عشرات من الآيات البينات، يتناول القران الكريم كفر ونفاق ودجل وفساد اعراب نجد وقبائلها، ويكشف زيف اسلامها فضلاً عن ايمانها

  10- قال الله تعالى:

( وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ ) سورة الفتح، الآية ٢٠

وذلك ان النبي صلّى الله عليه وآله لما قصد خيبر وحاصر اهلها، همّت اعراب المشركين من بني اسد وغطفان وكانوا احلافاً ليهود خيبر أرادوا ان يغيروا على اموال المسلمين وعيالهم بالمدينة المنورة، فكفّ الله ايديهم عنهم بإلقاء الرعب في قلوبهم،

وقيل ان مالك بن عوف وعُيينة بن حصين مع بني اسد وغطفان جاؤوا لنصرة اليهود في خيبر فقذف الله تعالى الرعب في قلوبهم وانصرفوا.

 11 - قال تعالى :

مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿ ١٢٠ ﴾التوبه

 يقول ابن كثير في تفسيره :

يعاتب تبارك وتعالى المتخلفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك من أهل المدينة ومن حولها من أحياء العرب، ورغبتهم بأنفسهم عن مواساته فيما حصل له من المشقة، فإنهم نقصوا أنفسهم من الأجر لأنهم { لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ } وهو العطش { وَلاَ نَصَبٌ } وهو التعب { وَلاَ مَخْمَصَةٌ } وهي المجاعة { وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ ٱلْكُفَّارَ }. أي ينزلون منزلاً يرهب عدوهم { وَلاَ يَنَالُونَ } منه ظفراً وغلبة عليه { إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ } بهذه الأعمال التي ليست داخلة تحت قدرهم وإنما هي ناشئة عن أفعالهم أعمالاً صالحة وثواباً جزيلاً

  12 - قال تعالى :

يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا ﴿ ٢٠ ﴾الاحزاب

 ويقول ابن كثير في تفسيره :

وهذا أيضاً من صفاتهم القبيحة في الجبن والخور والخوف { يَحْسَبُونَ ٱلأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُواْ } بل هم قريب منهم، وأن لهم عودة إِليهم، { وَإِن يَأْتِ ٱلأَحْزَابُ يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِى ٱلأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئِكُمْ } أي ويودون إِذا جاءت الأحزاب أنهم لا يكونون حاضرين معكم في المدينة، بل في البادية يسألون عن أخباركم، وما كان من أمركم مع عدوكم، { وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ مَّا قَاتَلُوۤاْ إِلاَّ قَلِيلاً } أي ولو كانوا بين أظهركم، لما قاتلوا معكم إِلا قليلاً، لكثرة جبنهم وذلتهم، وضعف يقينهم، والله سبحانه وتعالى العالم بهم

ثانيا - نجد في الحديث النبوي الشريف

ورد الكثير من الاحاديث النبويه التي تذم قبائل نجد و تكشف اللثام عن جوهر هؤلاء الاعراب وقبائلهم، وما مارسوه من الاعمال منذ بزوغ راية الإسلام، فأزاحوا الستار عن مكنونات انفسهم ودناءة طباعهم وخبث سرائرهم

1-عن عبد الله بن عمر كما يرويه البخاري في صحيحه باب الفتنة من الشرق (2)

 قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:

 ( اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا يارسول الله وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يارسول وفي نجدنا. قال في الثالثة: هنالك الزلازل والفتن ومنها، او قال بها، يطلع قرن الشيطان).

2- أورد البخاري في صحيحه، باب الفتن، عن طريق معمر عن سالم

عن ابن عمر: أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله كان مستقبلاً المشرق بأتجاه بيت عائشة ويقول:

( الا ان الفتنة هاهنا ألا ان الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان". ومشرق المدينة هي منطقة نجد، كما يقول القسطلاني في كتابه" ارشاد الساري" (3)،

  3- وينقل ابو القاسم الطبراني في المعجم الكبير ج17 ص 209:

 ان رسول الله صلّى الله عليه وآله أشار بيده نحو اليمن فقال:

( ان الايمان ها هنا، وإن القسوة وغلظ القلب في الفدادين عند مطلع الشمس حيث يطلع قرن الشيطان، عند اصول أذناب الابل في ربيعة ومضر).

والفدّادون: هم من تعلو اصواتهم في تربية مواشيهم ورعاية إبلهم

  4- ولعن رسول الله صلّى الله عليه وآله بني عُصية. وهي من بطون امرىْ القيس بن بهثة، من قبائل نجد، في واقعة بئر معونة، كما يؤكده ابن حزم الاندلسي في"جمهرة انساب العرب"

روى البخاري (4090) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

 ( أَنَّ رِعْلًا، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَبَنِي لَحْيَانَ، اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَدُوٍّ، فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ، كُنَّا نُسَمِّيهِمْ القُرَّاءَ فِي زَمَانِهِمْ، كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ، وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، حَتَّى كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ وَغَدَرُوا بِهِمْ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ، عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَبَنِي لَحْيَانَ ، )

 

فاين تقع نجد ومن هي القبائل التي تقطنها ومن اتى بهذه القبائل الى العراق...هذا ماساتطرق اليه في الفصل القادم ان شاء الله

 

المصادر :

(1) البخاري حديث رقم3302

(2) صحيح البخاري، باب الفتنة من الشرق، الحديث رقم ٩٧٩ و ٩٩٠، عن عبد الله بن عمر، ج ٢، ص ٢٠ – ٢٣

(3) ارشاد الساري في شرح صحيح البخاري، احمد القسطلاني، ج ١٥، ص ٦٢٦؛

رقم الحديث، ٣٤

أخترنا لك
الجلسه الثالثه لمحاكمه قتله الخليفه عثمان

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف