الاعلام اليهودي الاموي في محاربه الامام علي (ع )...(5)

2024/12/14

الاعلام اليهودي الاموي في محاربه الامام علي (ع )...(5)

 

خطط معاويه لقتل الامام علي  (ع) بطريقه محكمه وتنفيذ محترف وبمساعده اعلام خبيث سعى لالقاء التهمه على عبد الرحمن بن ملجم الخارجي لكونه من فئه الخوارج التي تكره الامام علي وتسعى لقتله وقطع الطريق على من يريد البحث عن المخطط والممول والمشرف على تنفيذ العمليه

اقام عبد الرحمن بن ملجم شهرا في بيت  الاشعث  بن قيس الكندي  يشحذ سيفه ويسمه بانتظار اليوم الموعود لتنفيذ المهمه وفي هذه الفتره وضعت في طريق عبد الرحمن بن ملجم فاجره حسناء قتل ابوها واخوها في  معركه النهروان مع علي بن ابي طالب

وفي اعتقادي ان الاهداف التي توخاها منظمو اللقاء تهدف الى مايلي :

الاول : قطع الطريق على عبد الرحمن بن ملجم اذا تردد في تنفيذ جريمه القتل بايجاد دافع اخر وهو دافع العشق والغرام الذي اعمى قلبه وإستحوذ على تفكيره فدفعه دفعا لتنفيذ الجريمه

الثاني : يروج الاعلام الاموي للقاء عبد الرحمن بقطام التي قتل أبوها وأخوها في النهروان عند قتال علي عليه السلام للخوارج الى إن الدافع لجريمه الاغتيال هو كره الخوارج لعلي بن طالب وطلب قطام الثار لابيها واخيها ولينصرف ذهن الناس عن اي دورلمعاويه والاشعث ومكيدتهما

الثالث :كما يروج الاعلام الاموي الى ان دافع عبد الرحمن الاضافي لقتل علي عليه السلام هو عشقه لقطام وطلبها منه قتل علي كمهر لزواجها منه وإبعاد الشبهه عن معاويه والاشعث بن قيس

 

الادله التي تثبت تورط معاويه بن أبي سفيان بقتل علي بن ابي طالب(عليه السلام)

كانت مؤامرة قتل الإمام علي (عليه السلام ) من تخطيط وتمويل معاويه بن أبي سفيان وفيما ياتي الادله على ذلك

1-الدليل الاول

ان أبا الأسود الدؤلي ألقى تبعة مقتل الامام على بني أمية، وذلك في مقطوعته التي رثا بها الامام فقد جاء فيها

الا أبلغ معاوية بن حرب * فلا قرت عيون الشامتينا

 أفي شهر الصيام فجعتمونا * بخير الناس طراً أجمعينا

 قتلتم خير من ركب المطايا * ورحلها ومن ركب السفينا

ومعنى هذه الأبيات ان معاوية هو الذي فجع المسلمين بقتل الامام ، فهو مسؤول عن إراقة دمه، ومن الطبيعي ان أبا الأسود لم ينسب هذه الجريمة لمعاوية الا بعد التأكد منها، فقد كان الرجل متحرجا أشد التحرج فيما يقول(1)

  2-الدليل الثاني

 إن القاضي نعمان المصري، وهو من المؤرخين القدامى قد ذكر قولا في أن معاوية هو الذي دس إبن ملجم لاغتيال الامام، قال ما نصه

(وقيل إن معاوية عامله - اي عامل إبن ملجم - على ذلك - أي على اغتيال الامام - ودس إليه فيه، وجعل له مالا عليه.. )(2)

 3 – الدليل الثالث

 ومما يؤكد اشتراك الحزب الأموي في المؤامرة هو ان الأشعث ابن قيس قد ساند إبن ملجم، ورافقه أثناء عملية الاغتيال، فقد قال له: " النجا فقد فضحك الصبح " ولما سمعه حجر بن عدي صاح به " قتلته يا أعور " وكان الأشعث من أقوى عملاء معاويه في العراق، فهو الذي أرغم الامام على قبول التحكيم وهدد الامام بالقتل قبل قتله بزمان قليل كما كان عينا وعميلا لمعاوية بالكوفة

  4- الدليل الرابع

والذي يدعو إلى الاطمئنان في أن الحزب الأموي كان له الضلع الكبير في هذه المؤامرة هو ان ابن ملجم كان معلما للقران (3)

وكان يأخذ رزقه من بيت المال، ولم تكن عنده أية سعة مالية فمن أين له الأموال التي اشترى بها سيفه الذي اغتال به الامام بألف وسمه بألف؟؟

ومن أين له الأموال التي أعطاها مهراً لقطام وهو ثلاثة آلاف وعبد وقينة؟

كل ذلك يدعو إلى الاعتقاد أنه تلقى دعما ماليا من معاويه إزاء قيامه باغتيال الامام

  5-الدليل الخامس

إفتخر بعض الأمويين عندما أدخلوا السبايا في مجلس يزيد بن معاوية لعنه الله بقوله

نحن قتلنا عليا وبني علي

بسيوف هنـدية ورماح 

وسبينا نساءهـم سبي ترك

ونطحناهم فأي نطاح (4)

فهو أوضح دليل على أن للأمويين يداً طولى في قتل سيد الوصيين صلوات الله وسلامه عليه

6 – عمليه اغتيال الامام علي تمت بتخطيط دقيق من عقليه ماكره وهي ليست عقليه إبن ملجم قطعا

إختيار قاتل الامام علي (عليه السلام ) تم بعنايه فائقه

 فشلت قريش في خمس محاولات لقتل الامام علي عليه السلام وقد درس معاويه أسباب فشل قريش وتجنب أخطائهم في المحاولات السابقه فرسم خطه محكمه تجنبه المسؤوليه وإختار القاتل بعنايه فائقه مراعيا مايلي:

اولا :

 القاتل يجب ان يكون من فئه مكروهه في المجتمع ومعاديه للامام علي (عليه السلام ) وكانت فئه الخوارج هي التي تنطبق عليها المواصفات فقد حاربهم الامام علي (عليه السلام) وقتل رجالهم ولذلك حين تسمع الامه ان القاتل من الخوارج لاتسأل عمن دفعه لذلك ولا من موله ولا من خطط له ويبقى معاويه في مأمن من توجيه اي اتهام

ثانيا:

القاتل يجب ان يكون من فئه متحجره فكريا وتقاد كما تقاد البهيمه الى الجزار بدون عناء وممانعه وهذا ينطبق على فئه الخوارج ايضا ولعل في مجتمعنا اليوم الكثير من أشباه هؤلاء الهمج الرعاع الذين ينقادون لتنفيذ الجرائم بدون تفكير

ثالثا:

 لعل سبب فشل المحاولات السابقه لقتل الامام علي  يرجع الى اختيار افراد من قريش لتنفيذ العمليه ففي المحاوله الثانيه انسحبت مجموعه من القوه المهاجمه لحرق بيت الزهراء بما فيه عندما عرفوا ان القصد من العمليه هو حرق بيت الزهراء بمن فيه إن لم يخرج علي ويبايع أبو بكر وتراجع عمر عندما عرف إن الامه لا تطاوعه في ذلك

وفشلت المحاوله الرابعه لان قريش كلفت خالد بن الوليد بقتل علي اثناء الصلاه بعد أن يسلم ابو بكر ولكن ابو بكر خاف عواقب هذه العمليه المكشوفه للنزاع العلني مع بني هاشم فقال قبل أن يسلم في صلاته (ياخالد لا تفعل وان فعلت قتلتك ) متراجعا عن تنفيذ العمليه

وعليه فيجب إختيار منفذ  للعمليه من خارج قريش وهذا ماكان فاختار معاويه الخوارج لذلك وبقت قريش خارج الاضواء والملاحقه

وقد تطرقت الى محاولات قتل الامام علي (ع) في كتابي (من قتل الامام علي  (ع) )قراجع

رابعا:

فشلت المحاولات الثلاثه الاخرى في قتل الامام علي عليه لان القاتل واجه الامام علي وجها لوجه وقد أفشلها الامام علي بشجاعته وبسالته وعليه يجب ان تتم العمليه القادمه غدرا واثناء سجود الامام علي لضمان نجاح التنفيذ

خامسا :

ولمزيد من التحوط وعدم كشف القاتل الحقيقي المخطط والممول للعمليه فقد تم رسم مسرحيه بائسه نشرها الاعلام الاموي توحي للامه إن القاتل إندفع بدافع العشق والغرام من أول نظره لفاجره حسناء تدعى  قطام الموتوره بقتل والدها في المعركه مع علي عليه السلام ورسمت فصول تلك المسرحيه باحكام كما مر بنا

وهكذا يكون القاتل من الخوارج ومدفوعا بدافع العشق اضافه لعداءه للامام علي عليه السلام  ..فلا يتسائل الناس بعد ذلك عن المخطط والممول للعمليه

سادسا :

ولابعاد الشبهه تماما عن معاويه تم رسم خطه نشرها الاعلام الاموي  تقول ان معاويه وعمر بن العاص كانا مستهدفين في العمليه واوحي الى الناس ان معاويه جرح في العمليه وان عمرو بن العاص تمرض تلك الليله وخرج قائد شرطته للصلاه  فالسلطه بيدهم والاعلام طوع بنانهم ومايقوله معاويه لاتناقشه الرعيه فهو (خال المؤمنين وكسرى العرب وبيده اليمنى المال وفي اليسرى جنودا من عسل )

 7- معاويه سعى لاغتيال الامام لتجنب مواجهه عسكريه قريبه قادمه معه

معاويه يعترف باغتيال الامام علي (عليه السلام ) ويقول: 

(حاربت عليا بعد صفين بغير جيش ولا عناء أو(ولا عتاد)

قال ابن الاثير في الكامل في التاريخ ج3 ص61

  (كان أمير المؤمنين علي قد بايعه أربعون ألفا من عسكره على الموت لما ظهر ما كان يخبرهم به عن أهل الشام ، فبينما هو يتجهز للمسير قتل عليه‌ السلام)

اضطرب معاويه وخارت قواه عندما سمع ان اربعين الفا من العراقيين بايعوا عليا على الموت في قتال معاويه فان نجى من اللقاء الاول مع علي بحيله عمرو بن العاص فمن له باللقاء القادم ولذلك لجا الى اساليبه الرخيصه ودبر مؤامره دنيئه لاغتيال الامام علي (عليه السلام ) وعندما نجح قال:

(حاربت عليا بعد صفين بغير جيش ولا عناء او(ولا عتاد)

يوثق البلاذري في انساب الاشراف ان معاويه اشترى ذمم رؤساء قبايل  و عملاء وجواسيس وكان الاشعث بن قيس في مقدمه هؤلاء لينصبون المكائد والمؤامرات لعلي عليه السلام فيقول

 (وحدثني هشام بن عمار الدمشقي أبو الوليد، حدثني صدقة بن خالد، عن زيد بن واقد، عن أبيه، عن أشياخهم: ان معاوية لما بويع كاتب وجوه من معه مثل الأشعث بن قيس وغيره، ووعدهم ومناهم وبذل لهم حتى مالوا إليه وتثاقلوا عن المسير مع علي عليه السلام فكان يقول فلا يُلتفت إلى قوله ويدعو فلا يُسمع لدعوته،)(5)

نجح جواسيس وانصار وعملاء معاويه بقياده الاشعث بتفكيك جيش علي عليه السلام وارسلوا رساله لمعاويه يخبرونه فيها باختلاف جيش علي وتمرده عليه فعسكر معاويه ينتظر نتائج خطه الاغتيال

أُغتيل الامام علي عليه السلام في محراب المسجد ونجا معاويه من مواجهه جيش علي (عليه السلام) مره ثانيه

نجحت الخطه في اغتيال الامام علي عليه السلام بواسطه الشبكه التي يقودها الاشعث بن قيس وبسيف عبد الرحمن بن ملجم

وقال معاويه : (حاربت عليا بعد صفين بغير جيش ولا عناء او(ولا عتاد)(6)ويقصد الاغتيال


8- عائشه تشخص القاتل وتقول (   فالله ابن هندٍ، لقد شفى وأشفاني)

روى الحسين بن حمان الخصيبي (رحمه الله) بسنده عن المفضّل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال:

لما قدم أبو محمد الحسن بن علي (عليهما السلام )من الكوفة تلقاه أهل المدينة معزين بأمير المؤمنين عليه السلام ومهنين بالقدوم ودخلت عليه أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فقالت عائشة: والله يا أبا محمد ما فقد جدك الا حيث فقد أبوك ولقد قلت يوم قام عندنا ناعية قولاً صدقت فيه وما كذبت.

فقال لها الحسن عليه السلام: عسى هو تمثلك بقول لبيد بن ربيعة حيث يقول :

فبشّرتها واستعجلت عن خمارها ** وقد تستخف المعجلين البشائر

وأخبرها الركبان أن ليس بينها ** وبين قرى نجران والشام كافر

فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر

ثم اتبعت الشعر بقولك أما إذا قتل علي فقولوا للعرب تعمل ما تشاء. فقالت له: يا بن فاطمة حذوت حذو جدك وأبيك في علم الغيب من الذي أخبرك بهذا عني؟

فقال لها: ما هذا غيب لأنّك أظهرتيه وسُمع منك والغيب نبشك عن جردٍ أخضر في وسط بيتك بلا قبس وضربت بالحديدة كفَّك حتّى صار جرحاً وإلّا فاكشفي عنه وأريه من حولَك من النساء، ثمّ إخراجك الجرد وفيه ما جمعته من خيانة وأخذت منه أربعين ديناراً عدداً لا تعلمين ما وزنها وتفريقك لها في مبغضي أمير المؤمنين عليه السلام من تيم وعدي شكراً لقتل أمير المؤمنين عليه السلام؛ فقالت:

يا حسن والله لقد كان ما قلته فالله ابن هندٍ، لقد شفى وأشفاني(7)

 

المصادر

 

(1)تاريخ ابن الاثير 3/198

(2) المناقب والمثالب (ص 98) للقاضي نعمان المصري

(3) لسان ميزان 3 / 440

(4) الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج2، ص28 

(5)انساب الاشراف  ص 383

(6)انساب الاشراف  ص 383

(7) الخصيبي الهدايه الكبرى ص 196- 198 ومدينه المعاجز للبحراني

Screenshot 2024-12-13 182703

أخترنا لك
الاعلام الاموي القرشي المُضلِل في محاربه رسول الله واهل بيته (1)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف