الاعلام الاموي في محاربه رسول الله (ص) واهل بيته والدين الاسلامي - (1) اتهام النبي بانه ساحر مسحور ومجنون

2024/04/28

 

 

الاعلام الاموي في محاربه رسول الله (ص)  واهل بيته والدين الاسلامي

 

 

الفصل الاول

 الحمله الاعلاميه الاولى - قريش بقياده بني أميه تنشر اشاعه بان النبي مسحور

 

وثق لنا القران الكريم حملات قريش الاعلاميه بقياده بنو اميه لمحاربه رسول الله (ص ) بايات كريمه في القران الكريم

قال تعالى:

 (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا(47)(الاسراء)

وقال سبحانه وتعالى:

 (أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا ۚ وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (الفرقان: 8)

سالت قريش محمد (ص) إحياء آبـائهم، والـمـجيء بـالله والـملائكة قبـيلاً،  وقالوا سلْ ربك يبعثْ معك ملَكاً يصدّقك بـما تقول ويراجعنا عنك، وسَلْه فـيجعل لك قصوراً وجناناً وكنوزاً من ذهب وفضة، تغنـيك عما نراك تبتغي، فإنك تقوم بـالأسواق وتلتـمس الـمعاش كما نلتـمسه، حتـى نعلـم فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم

وقال الـمشركون للـمؤمنـين بـالله ورسوله: { إنْ تَتَّبِعُونَ } أيُّها القوم، بـاتبـاعكم مـحمداً ( إِلاَّ رَجُلاً ) مسحورا

ووثقت كتب الاحاديث عند القوم وصحاحهم احاديث كثيره في هذا المعنى

 اولا : ورد عن عائشه في صحيح البخاري حديث 7566

عن عائشه انها قالت

سُحِرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى إنَّه لَيُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه يَفْعَلُ الشَّيْءَ وما فَعَلَهُ، حتَّى إذَا كانَ ذَاتَ يَومٍ وهو عِندِي، دَعَا اللَّهَ ودَعَاهُ، ثُمَّ قَالَ: أشَعَرْتِ يا عَائِشَةُ أنَّ اللَّهَ قدْ أفْتَانِي فِيما اسْتَفْتَيْتُهُ فيه قُلتُ: وما ذَاكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: جَاءَنِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أحَدُهُما عِنْدَ رَأْسِي، والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، ثُمَّ قَالَ أحَدُهُما لِصَاحِبِهِ: ما وجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: ومَن طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ اليَهُودِيُّ مِن بَنِي زُرَيْقٍ، قَالَ: فِيما ذَا؟ قَالَ: في مُشْطٍ ومُشَاطَةٍ وجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: فأيْنَ هُوَ؟ قَالَ: في بئْرِ ذِي أرْوَانَ قَالَ: فَذَهَبَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أُنَاسٍ مِن أصْحَابِهِ إلى البِئْرِ، فَنَظَرَ إلَيْهَا وعَلَيْهَا نَخْلٌ، ثُمَّ رَجَعَ إلى عَائِشَةَ فَقَالَ: واللَّهِ لَكَأنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، ولَكَأنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَأَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: لَا، أمَّا أنَا فقَدْ عَافَانِيَ اللَّهُ وشَفَانِي، وخَشِيتُ أنْ أُثَوِّرَ علَى النَّاسِ منه شَرًّا وأَمَرَ بهَا فَدُفِنَتْ

ثانيا : وورد عن عاشه في صحيح مسلم  حديث رقم 2189

سَحَرَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَجُلٌ مِن بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ له: لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، حتَّى كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه كانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وما فَعَلَهُ، حتَّى إذَا كانَ ذَاتَ يَومٍ -أوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ- وهو عِندِي، لَكِنَّهُ دَعَا ودَعَا، ثُمَّ قَالَ: يا عَائِشَةُ، أشَعَرْتِ أنَّ اللَّهَ أفْتَانِي فِيما اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ أتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أحَدُهُما عِنْدَ رَأْسِي، والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أحَدُهُما لِصَاحِبِهِ: ما وجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَن طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، قَالَ: في أيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: في مُشْطٍ ومُشَاقَةٍ، وجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ. قَالَ: وأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: في بئْرِ ذَرْوَانَ. فأتَاهَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في نَاسٍ مِن أصْحَابِهِ، فَجَاءَ فَقَالَ: يا عَائِشَةُ، كَأنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، أوْ كَأنَّ رُؤُوسَ نَخْلِهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ. قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أفلا اسْتَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: قدْ عَافَانِي اللَّهُ، فَكَرِهْتُ أنْ أُثَوِّرَ علَى النَّاسِ فيه شَرًّا فأمَرَ بهَا فَدُفِنَتْ.

ثالثا - ويقول النووي  في (شرح صحيح مسلم - كتاب السلام - باب السحر )ج14ص174

   قال الامام المازري (ر) : مذهب أهل السنة وجمهور علماء الأمة على اثبات السحر ، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة ، خلافا لمن أنكر ذلك ونفى حقيقته ، وأضاف ما يقع منه إلى خيالات باطلة لا حقائق لها ، وقد ذكره الله تعالى في كتابه ، وذكر أنه مما يتعلم ، وذكر ما فيه اشارة إلى أنه مما يكفر به ، وأنه يفرق بين المرء وزوجه ، وهذا كله لا يمكن فيما لا حقيقة له ، وهذا الحديث أيضا مصرح باثباته

الوهابيه  تسخّر اعلامها لاتهام رسول الله والانتقاص من شأنه

 سؤل ابن باز عن سحر النبي فاجاب

السؤال

ما هو السحر؟ وهل سحر رسول الله ﷺ؟

الجواب

السحر أنواع كثيرة، منها: ما يكون بالعقد، والنفث، كما قال -جل وعلا-: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ [الفلق:4]

ومنها: ما يكون بالأدوية مخصوصة، وأعمال مخصوصة يعقدها، ويفعلها الساحر  

كما قال سبحانه: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:102]

فطرق السحرة فيما يفعلون من العقد، والشر الذي يريدون إيقاعه للمسحور لهم طرق كثيرة، قد يقع بسحرهم -بإذن الله وقدره- وقد لا يقع، فهو تحت إذن الله، ومشيئته -جل وعلا

وقد وقع السحر للنبي ﷺ سحره لبيد بن الأعصم من اليهود، سحر النبي ﷺ حتى يخيل إليه أنه فعل الشيء في بيته، وهو لم يفعله، لكنه لم يؤثر على عقله، ولا على بلاغه، ورسالته -عليه الصلاة والسلام- إنما أثر شيئًا يسيرًا فيما يتعلق في بيته، وأهله، ونحو ذلك، هذا هو الصواب، وقد ثبت هذا عن النبي ﷺ في أحاديث صحيحة، وأقره أهل العلم، ومن أنكره من بعض الكتاب؛ فقد غلط، وقع، ولكن الله -جل وعلا- رفعه عنه، وأزاله عنه، وأطلعه على أسبابه حتى قضى عليه

اهداف الحمله الدعائيه المضلله

 1- ابعاد اهل مكه وحجيج بيت الله من الاقتراب من رسول الله محمد (ص) وسماع احاديثه لكي لايعتنقوا الاسلام وذلك باتهامه بانه مسحور

2- التقليل من شأن رسول الله (صلى الله عليه واله ) والتشكيك باقواله وافعاله ونفي العصمه عنه لكي يتمكنوا من الطعن في اقواله وافعاله التي لاتروق لهم ولكي يصبح حاله حال بعض الصحابه لا بل ان بعض الصحابه افضل منه في اعتقادهم  فالشيطان يهرب من عمر ولكنه يتسلط بفعل السحر على قلب رسول الله والملائكه تستحي من عثمان ولا تستحي من رسول الله (ص)... وغير ذلك الكثير

3-  نسف اعتقادات المسلمين بان الله قادر مقتدر على كل شي والتصوير بان الله ليس قادرا على حمايه رسوله من سحره اليهود ومن الشيطانين 

4- التقليل من شأن الدين الاسلامي الذي يبشر به نبي مسحور(حاشاه) واله عاجز(جل وعلا)عن حمايه رسوله من السحره

 

 

 

الحمله الاعلاميه الثانيه - قريش بقياده بني اميه تتهم النبي (ص) بانه ساحر

 

 القران الكريم يكشف افتراءات قريش وحملاتها الاعلاميه لحرب النبي

قال تعالى :

 1- (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿ ٤ ﴾ ص

 2- (وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ ﴿ ٣٠ ﴾الزخرف 

 3 - (وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ ﴿ ١٣ ﴾ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ ﴿ ١٤ ﴾ وَقَالُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿ ١٥ ﴾ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿ ١٦ ﴾الصافات

4- (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿ ٧ ﴾ الاحقاف

5- (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ  ٧ ﴾الانعام

6- (وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7 ﴾هود

7- ( كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ) ( الذاريات / 52 )

8- (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴿ ١١ ﴾ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ﴿ ١٢ ﴾ وَبَنِينَ شُهُودًا ﴿ ١٣ ﴾ وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ﴿ ١٤ ﴾ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ﴿ ١٥ ﴾ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا ﴿ ١٦ ﴾ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ﴿ ١٧ ﴾ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ﴿ ١٨ ﴾ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴿ ١٩ ﴾ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴿ ٢٠ ﴾ ثُمَّ نَظَرَ ﴿ ٢١ ﴾ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ﴿ ٢٢ ﴾ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ﴿ ٢٣ ﴾ فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ﴿ ٢٤ ﴾ إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ﴿ ٢٥ ﴾ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ﴿ ٢٦ ﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ﴿ ٢٧ ﴾ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ﴿ ٢٨ ﴾ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ﴿ ٢٩ ﴾ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴿ ٣٠ ﴾المدثر

 اولا - يقول القرطبي في تفسير هذه الايات

{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } * { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } * { وَبَنِينَ شُهُوداً } * { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } * { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } * { كَلاَّ إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } * { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً }

قوله تعالى: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } { ذَرْنِي } أي دعني وهي كلمة وعيد وتهديد. { وَمَنْ خَلَقْتُ } أي دعني والذي خلقتُه وحيداً فـ « وحيداً» على هذا حال من ضمير المفعول المحذوف، أي خلقته وحده، لا مال له ولا ولد، ثم أعطيتهُ بعد ذلك ما أعطيته. ويقول المفسرون أنه الوليد بن المغيرة المخزوميّ، وإن كان الناس خلقوا مثل خلقه. وإنما خُصّ بالذكر لاختصاصه بكفر النعمة وإيذاء الرسول عليه السلام، وكان يسمَّى الوحيد في قوله

 قال ٱبن عباس: كان الوليد يقول: أنا الوحيد بن الوحيد، ليس لي في العرب نظير، ولا لأبي المغيرة نظير، وكان يسمى الوحيد فقال الله تعالى: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ } بزعمه { وَحِيداً } لا أن الله تعالى صدّقه بأنه وحيد

وقيل: الوحيد الذي لا يُعرف أبوه، وكان الوليد معروفاً بأنه دَعِيّ كما ذكرفي قوله تعالى:{ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } [القلم: 13] والزنيم هو الذي لا يعرف ابوه وهو في صفة الوليد أيضاً

قوله تعالى: { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } أي خوّلته وأعطيته مالاً ممدوداً، وهو ما كان للوليد بين مكة والطائف من الإبل والحُجُور والنَّعَم والجِنان والعبيد والجواري، كذا كان ٱبن عباس يقول. وقال مجاهد: غلّة ألف دينار قاله سعيد بن جبير وٱبن عباس أيضاً. وقال قتادة: ستة آلاف دينار. وقال سفيان الثوري وقتادة: أربعة آلاف دينار. الثوريّ أيضاً: ألف ألف دينار. مقاتل: كان له بستان لا ينقطع خيره شتاءً ولا صيفاً

وقوله تعالى: { وَبَنِينَ شُهُوداً } أي حضوراً لا يغيبون عنه في تصرف. وقال سعيد بن جبير: كانوا ثلاثة عشر ولداً ، أسلم منهم ثلاثة: خالد وهشام والوليد بن الوليد. قال: فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتى هلك

ويقول القرطبي في تفسير الايات (18-  24 )

قوله تعالى: { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ }

 يعني الوليد بن المغيره المخزومي فكر في شأن النبيّ صلى الله عليه وسلم والقرآن و «قَدَّرَ» أي هيأ الكلام في نفسه، والعرب تقول: قدّرت الشيء إذا هيأته، وذلك أنه لما نزل:{ حـمۤ * تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } [غافر: 1]إلى قوله: { إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } سمعه الوليد يقرؤها فقال: والله لقد سمعت منه كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجنّ، وإن له لحَلاوة، وإن عليه لطُلاوة، وإن أعلاه لمثِمر، وإن أسفله لمغِدق، وإنه ليعلو ولا يُعْلَى عليه، وما يقول هذا بشر. فقالت قريش: صَبَا الوليدُ لتَصبونّ قريش كلها. وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه. فمضى إليه حزيناً؟ فقال له: ما لي أراك حزيناً. فقال له: وما لي لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك بها على كبر سنك ويزعمون أنك زينت كلام محمد، وتدخل على ٱبن أبي كبشة وٱبن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهما فغضب الوليد وتكبر، وقال: أنا أحتاج إلى كِسر محمد وصاحبه، فأنتم تعرفون قدر مالي، والّلات والعُزّى ما بي حاجة إلى ذلك، وإنما أنتم تزعمون أن محمداً مجنون، فهل رأيتموه قطّ يَخنُق؟ قالوا: لا واللَّهِ. قال: وتزعمون أنه شاعر، فهل رأيتموه نطق بشعر قطّ؟ قالوا: لا والله. قال: فتزعمون أنه كذّاب فهل جرّبتم عليه كذباً قط؟ قالوا: لا والله. قال: فتزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهّن قط، ولقد رأينا للكهنة أسجاعاً وتخالجاً فهل رأيتموه كذلك؟ قالوا: لا واللَّهِ. وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يُسَمَّى الصادق الأمين من كثرة صدقه. فقالت قريش للوليد: فما هو؟ ففكّر في نفسه، ثم نظر، ثم عبس، فقال: ما هو إلا ساحر! أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه؟! فذلك قوله تعالى: { إِنَّهُ فَكَّرَ } أي في أمر محمد والقرآن { وَقَدَّرَ } في نفسه ماذا يمكنه أن يقول فيهما

{ ثُمَّ أَدْبَرَ } أي ولّى وأعرض ذاهباً إلى أهله. { وَٱسْتَكْبَرَ } أي تعظم عن أن يؤمن. وقيل: أدبر عن الإيمان وٱستكبر حين دُعي إليه. { فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ } أي ما هذا الذي أتي به محمد صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } أي يأثِره عن غيره

  من هو الوليد بن المغيره

 الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم.والد خالد بن الوليد وعم  ابو جهل (عمرو بن هشام بن المغيره)

والوَلِيد دَعِيًّا في قريش ليس من سِنْخهم ادّعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة من مولده

 قال الشاعر

زنِيمٌ ليس يُعرف مَن أبوه            بغيّ الأُمّ ذو حسب لئيم

وهو والد الصحابي خالد بن الوليد ووالد ابو قيس بن الوليد الذي قتله علي (عليه السلام ) في معركه بدر  والذي عناه عمر بن الخطاب حين قال لخالد محرضا اياه ضد علي بن ابي طالب (لست انا من قتل اخاك يوم بدر) وهو عم ابو جهل

وعمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عُمَر المخزومي القرشي كان من أشد المعادين للنبي محمد نبي الله، وكنيته أبو الحكم، ولكن الرسول محمد كنّاه بأبي جهل  بعد أن كان يُكنى بأبي الحكم، وذلك لقتله ( سميه ) امرأة عجوزا طعنا بالحربة من قُبُلها حتى الموت، بسبب جهرها بالإسلام،. قتله عبد الله بن مسعود الهذلي في معركة بدر

ثانيا : قال تعالى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴿ ١ ﴾ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴿ ٢ ﴾القمر

يقول الطبرسي في تفسير مجمع البيان

قال ابن عباس  اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن كنت صادقاً فشقّ لنا القمر فرقتين فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن فعلت تؤمنون ) قالوا: نعم وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما قالوا فانشق القمر فرقتين ورسول الله ينادي: ( يا فلان يا فلان اشهدوا ) وقال ابن مسعود  انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اشهدوا اشهدوا ) وروي أيضاً عن ابن مسعود أنه قال والذي نفسي بيده لقد رأيت حراء بين فلقي القمر وعن جبير بن مطعم قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار فرقتين على هذا الجبل وعلى هذا الجبل فقال ناس سحرنا محمد

 وقد روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة منهم عبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وحذيفة بن اليمان وابن عمر وابن عباس وجبير بن طعم وعبد الله بن عمر

{ وإن يروا آية يعرضوا } هذا إخبار من الله تعالى عن عناد كفار قريش وأنهم إذا رأوا آية معجزة أعرضوا عن تأملها والانقياد لصحتها عناداً وحسداً { ويقولوا سحر مستمر } أي سحر قوي شديد يعلو كل سحر

ثالثا – قال تعالى (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ )﴿ ص 4﴾

قال البحراني في تفسير البرهان

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته القاصعة، قال:

 ( لقد كنت معه (صلى الله عليه و آله) لما أتاه الملأ من قريش، فقالوا له: يا محمد، إنك قد ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك و لا أحد من أهل بيتك، و نحن نسألك أمرا إن أجبتنا إليه و أريتناه علمنا أنك نبي و رسول، و إن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب. فقال لهم: و ما تسألون؟ قالوا تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها، و تقف بين يديك. فقال لهم (صلى الله عليه و آله): إن الله على كل شيء قدير، فإن فعل ذلك بكم تؤمنون، و تشهدون بالحق؟ قالوا: نعم. قال: فإني سأريكم ما تطلبون، و إني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير، و أن فيكم من يطرح في القليب ، و من يحزب الأحزاب

ثم قال: أيتها الشجرة، إن كنت تؤمنين بالله و اليوم الآخر، و تعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله.

 و الذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها، و جاءت و لها دوي شديد، و قصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله (صلى الله عليه و آله) مرفوعة ، و ألقت بغصنها الأعلى على رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و ببعض أغصانها على منكبي، و كنت عن يمينه (صلى الله عليه و آله)، فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا علوا و استكبارا: فمرها، فليأتك نصفها و يبقى نصفها. فأمرها بذلك، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال، و أشده دويا، فكادت تلتف برسول الله، فقالوا كفرا و عتوا. فمر هذا النصف يرجع إلى نصفه. فأمره (صلى الله عليه و آله)، فرجع، فقلت أنا: لا إله إلا الله، إني أول مؤمن بك يا رسول الله، و أول من آمن بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله، تصديقا لنبوتك، و إجلالا لكلمتك. فقال القوم: بل ساحر كذاب، عجيب السحر، خفيف فيه، و هل يصدقك في أمرك غير هذا؟ يعنونني

 

الحمله الاعلاميه الثالثه -قريش تقول ان محمداً مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ

 قال تعالى:

 وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ( الحجر 6)‎ 1- ‏

 2-  قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ   (الشعراء 27)

 3 - وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (الصافات 36) ‏

ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (الدخان 14)‎ 4 - ‏

 5 - فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ(الذاريات 39)

 6 - كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ(الذاريات 52)

 7 - فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (الطور 29)

 8 - كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (القمر9 )

 9 - مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (القلم 2 )

10- وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ(القلم 51)

اولا- قالوا  ان محمد مُعَلَّمٌ

 

: قال تعالى

( وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ) ( الدخان / 13 و 14 )

يقول القرطبي في تفسير (  وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ  )

أي عَلّمه بَشَرٌ أو علّمه الكَهَنة والشياطين، ثم هو مجنون وليس برسول

قالت قريش ان محمدا يتعلم القران من اناس اخرين منهم من هو اعجمي ومنهم من هو عربي

1- المعلمون الاعاجم

 قال تعالى :

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴿ ١٠٣ ﴾ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿ ١٠٤ ﴾النحل

يقول الرازي : اعلم أن المراد من هذه الآية حكاية شبهة أخرى من شبهات منكري نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنهم كانوا يقولون إن محمداً إنما يذكر هذه القصص وهذه الكلمات لأنه يستفيدها من إنسان آخر ويتعلمها منه. واختلفوا في هذا البشر الذي نسب المشركون النبي صلى الله عليه وسلم إلى التعلم منه

قيل: هو عبد لبني عامر بن لؤي يقال له يعيش، وكان يقرأ الكتب، وقيل: عداس غلام عتبة بن ربيعة، وقيل: عبد لبني الحضرمي صاحب كتب، وكان اسمه جبرا،

وكانت قريش تقول: عبد بني الحضرمي يعلم خديجة وخديجة تعلم محمداً، وقيل: كان بمكة نصراني أعجمي اللسان اسمه بلعام ويقال له أبو ميسرة يتكلم بالرومية وقيل: سلمان الفارسي، وبالجملة فلا فائدة في تعديد هذه الأسماء والحاصل أن القوم اتهموه بأنه يتعلم هذه الكلمات من غيره ثم إنه يظهرها من نفسه ويزعم أنه إنما عرفها بالوحي وهو كاذب فيه.

 ثم إنه تعالى أجاب عنه بأن قال: { لّسَانُ ٱلَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }

2- معلمون من الجن واليهود والنصارى

 وقوله تعالى:

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ﴿ ٤ ﴾ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿ ٥ ﴾ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿ ٦ ﴾الفرقان

ومنهم من كان يقول إنه مجنون والجن يلقون عليه هذه الكلمات حال ما يعرض له الغشي

يقول القرطبي :

 (وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } يعني اليهود قاله مجاهد. وقال ابن عباس: المراد بقوله: { قَوْمٌ آخَرُونَ } أبو فُكَيْهة مولى بني الحضرمي وعدّاس وجبر، وكان هؤلاء الثلاثة من أهل الكتاب.. { فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً } أي بظلم. وقيل: المعنى فقد أتوا ظلماً. { وَزُوراً وَقَالُوۤاْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ }

{ ٱكْتَتَبَهَا } يعني محمداً. { فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ } أي تلقى عليه وتقرأ. { بُكْرَةً وَأَصِيلاً } حتى تحفظ.

 وقوله تعالى: { قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } 

أي قل يا محمد أنزل هذا القرآن الذي يعلم السر، فهو عالم الغيب، فلا يحتاج إلى معلم.

ولو كان القرآن مأخوذاً من أهل الكتاب وغيرهم لما زاد عليها، ولو كان مأخوذاً من هؤلاء لتمكن المشركون منه أيضاً كما تمكن محمد صلى الله عليه وسلم فهلا عارضوه فبطل اعتراضهم من كل وجه.

3- وقالت قريش والنصارى ان الرسول تتلمذ على يد ورقه بن نوفل

اعطت روايه قريش عن بد الوحي والتي سنتطرق اليه في هذا البحث  والتي روتها عائشه ورقه بن نوفل مساحه واسعه في تعريف محمد بانه نبي وربطت بين موت ورقه وانقطاع الوحي في اشاره خفيه الى ارتباط الوحي بورقه وانه هو من يدرّس الرسول المعارف الالهيه قبل ان ينطق بها محمد

 وتلقف النصراني ابو موسى الحريري روايات الاعلام الاموي المضلله  والف كتابا اسماه (قس ونبي ) يقول فيه:

(ولكل من القس (ورقه بن نوفل ) والنبي(محمد) في الدين الجديد دور

 الأول أوحى وعلم ودرب وأرسى الدعائم والثاني سمع وتعلم ودرس وشيد البنيان وفضل الأول على الثاني كفضل المربي على ربيبه . القس أستاذ علم فتى ذكي الفؤاد عرف غختياره ونجح والنبي تلميذ نجيب حفظ ما تعلم و أبدع الأول نقل كلمة الله الأعجمية إلي لسان عربي مبين والثاني بلغ كلمة الله العربية وتلاها على المؤمنين كلاهما عمل لأجل الله ولأجل أن يكون للاميين رسول وكتاب فكان للعرب إله يعبدون ورسول يتبعون وكتاب فيه يقرأون

أما العلم الذي كان محمد يجهله وتكفل القس ورقة باعطائه لتلميذه الروحي فهو علم الكتاب المنزل الذي كان القس ينقله في حضور محمد طوال أربع وأربعين سنة هذا العلم درسه النبي على يد القس ) انتهى

ثانيا - وَقَالت قريش ان محمدا مَّجْنُونٌ

روايه قريش عن بد الوحي تسئ الى الاسلام والى رسول الله (ص)

ورد في كتاب صحيح البخاري ج9 ص29 في باب أول ما بدئ به رسول الله (ص) من الوحي الرؤيا الصالحة

‏6982 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:

 «أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وَهُوَ التَّعَبُّدُ، اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ حَتَّى بَلَغَ ﴿مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ: يَا خَدِيجَةُ، مَا لِي. وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ، وَقَالَ: قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي. فَقَالَتْ لَهُ: كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخُو أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ، فَيَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنَ الْإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: أَيِ ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، فَقَالَ وَرَقَةُ: ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ ﷺ مَا رَأَى، فَقَالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقَالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا بَلَغَنَا، حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُؤُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ رَسُولُ اللهِ حَقًّا. فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ»

 

لنا خمس اشكالات على الروايه

 اولا- هل كان محمد  (ص) لا يعلم بانه نبي حتى اعلمه ورقه بن نوفل

وهذا امر مرفوض  فهاشم بن عبد مناف يعلم ان النبي المصطفى من نسله وعبد المطلب بن هاشم يعلم ان محمدا نبي وابو طالب يعلم ان محمدا نبي وعبد الله والد النبي يعلم ان محمدا نبي والنبي محمد يعلم انه نبي قبل ان يخلق الله ادم باربعه عشر الف سنه والحجر والشجر يسلم على النبي بالنبوه قبل بعثته فكيف لنا القبول بان النبي لايعلم انه نبي حتى اخبره ورقه بن نوقل

1- رسول الله يعلم انه نبي قبل ان يخلق الله البشر باربعه عشر الف سنه

عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

خلقت انا وعلي بن أبي طالب من نور عن يمين العرش نسبح الله ونقدسه من قبل ان يخلق الله عز وجل آدم بأربعة عشر الف سنة، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطلب وقسمنا نصفين بجعل النصف في صلب أبي عبد الله وجعل النصف في صلب عمي أبي طالب، فخلقت من ذلك النصف وخلق علي من النصف الآخر، واشتق الله تعالى لنا من أسمائه، فالله عز وجل المحمود وانا محمد، والله الاعلى وأخي علي، والله الفاطر وابنتي فاطمة، والله محسن وابناي الحسن والحسين، وكان اسمي في الرسالة والنبوة وكان اسمه في الخلافة والشجاعة فانا رسول الله وعلي ولي الله.  (1)

 2-هاشم بن عبد مناف يعلم ان المصطفى محمد نبي من ذريته ودعا هاشم بن عبد مناف ملك الموت الرفق به عند موته بحق المصفى من ولده كما جاء في وصيته  التاليه الى زوجته سلمى بنت عبدو النجار

  (ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أقعدوني وَ ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ ثُمَّ إِنَّهُمْ أَتَوْهُ بِمَا طَلَبِ وَ جَعَلَ يُكْتَبُ وَ أَصَابِعَهُ تَرْتَعِدُ وَ هُوَ يَقُولُ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ هَذَا كِتَابِ كَتَبَهُ عَبْدِ ذَلِيلٌ وَ قَدْ جَاءَهُ أَمَرَ مَوْلَاهُ بِالرَّحِيلِ

أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَدْ كَتَبْتُ لَكُمْ هَذَا الْكِتَابِ وَ رُوحِي مِنْ الْمَوْتِ تجذب وَ مَا لِي لَا أَجِدُ مِنْ الْمَوْتِ مَهْرَبٌ وَ إِنِّي نَفَذَتْ إِلَيْكُمْ جَمِيعِ أَمْوَالِي وَ ضَيْعَتِي يَا إِخْوَانِي تقاسموها بَيْنَكُمْ بِالسَّوِيَّةِ وَ لَا تَنْسَوُا الْبَعِيدَةِ الْغَائِبَةِ الَّتِي أَخَذَتْ جمالكم وَ احتوت عَلَى عزكم وَ جمالكم سَلْمَى بِنْتِ عَمْرِو فَلَا تنسوها وَ أُوصِيكُمْ بِوُلْدِي الَّذِي مِنْهَا وَ قُولُوا لِخَالِدَةَ وَ صَفِيَّةَ وَ رُقَيَّةُ وَ بَاقِي النِّسَاءِ يَبْكُونَ بالفجيعة وَ يندبوني نَدَبَ الثَّكْلَى وَ بَلَغُوا سَلْمَى عَنِّي أَفْضَلُ السَّلَامِ وَ قُولُوا لَهَا آهِ ثُمَّ آهِ إِنِّي لَمْ أَشْبَعَ مِنْ قَرِبَهَا وَ لَا مِنْ النَّظَرِ إِلَيْهَا وَ لَا إِلَى وُلْدِي وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ إِلَى يَوْمَ النُّشُورُ ثُمَّ طُوًى الْكِتَابِ وَ خَتَمَهُ بِخَاتَمِهِ وَ دَفَعَهُ إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ أضجعوني فأضجعوه فشخص بِبَصَرِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ رِفْقاً بِي أَيُّهَا الرَّسُولِ بِمَا حَمَلَتْ مِنْ نُورٍ الْمُصْطَفَى )(2)

 3 - عبد المطلب يعرف ان محمدا (ص) نبي

سيف بن ذي يزن يبشر عبد المطلب بمحمد (صلى الله عليه واله وسلم ) ويحذره من غدر اليهود وقريش وبنو أُميَّه

لما ظفر سيف بن ذي يزن الحميري بالحبشة وذلك بعد مولد النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) أتته وفود العرب وأشرافها وكان من جملتهم وفد قريش وفيهم عبد المطلب بن هاشم جد النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وأمية بن عبد شمس وأسد بن عبد العزى وعبد الله بن جُدعان فقدموا عليه وهو في قصر يقال له غُمدان فطلبوا الإذن عليه فأذن لهم وتكلم عبد المطلب مهنئا. ولما فرغ أدناه وقربه ثم أُستنهضوا إلى دار الضيافة وقاموا ببابه شهراً لا يصلون إليه ولا يؤذن لهم في الانصراف، ثم إنتبه إليهم فدعا عبد المطلب من بينهم فخلا به وأدنى مجلسه وقال
يا عبد المطلب إني مفوض إليك من علمي أمراً لو غيرك كان لم أبح له به ولكني رأيتك معدنه فأطلعتك عليه فليكن مصونا حتى يأذن الله فيه، فإن الله بالغ أمره، إني أجد في العلم المخزون والكتاب المكنون الذي إدخرناه لأنفسنا وإحتجبناه دون غيرنا خبراً عظيماً وخطراً جسيماً فيه شرف الحياة وفضيلة الوفاة للناس كافة ولرهطك عامة ولنفسك خاصة
قال عبد المطلب :

مثلك يا أيها الملك برّ، وسرّ، وبشّر، ما هو؟ فداك أهل الوبر زمراً بعد زمر
قال إبن ذي يزن: 
(إذا ولد مولود بتهامة، بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، إلى يوم القيامة)
قال عبد المطلب :

 (أبيت اللعن لقد أُبت بخير ما آب به أحد فلولا إجلال الملك لسألته عما سارّه إلى ما ازداد به سرورا)
قال ابن ذي يزن :
هذا حينه الذي يولد فيه أو قد ولد، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه وقد وجدناه مرارا، والله باعثه جهارا، وجاعل له منا أنصارا يعز بهم أولياءه، ويذل بهم أعداءه، ويفتتح كرائم الأرض، ويضرب بهم الناس عن عرض، يخمد الأديان، ويكسر الأوثان ويعبد الرحمن، قوله حكم وفصل، وأمره حزم وعدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله
فقال عبد المطلب :

 (طال عمرك، ودام ملكك، وعلا جدك، وعز فخرك، فهل الملك يسرني بأن يوضح فيه بعض الإيضاح؟)
فقال ابن ذي يزن :

(والبيت ذي الطنب، والعلامات والنصب، إنك يا عبد المطلب لجده من غير كذب )
فخرَّ عبد المطلب ساجدا، وقال ابن ذي يزن
إرفع رأسك، ثلج صدرك، وعلا أمرك، فهل أحسست شيئا مما ذكرت لك؟
فقال عبد المطلب
أيها الملك، كان لي إبن كنت له محباً وعليه حدباً مشفقاً، فزوجته كريمة من كرائم قومه، يقال لها: آمنة بنت وهب بن عبد مناف، فجاءت بغلام بين كتفيه شامة فيه كل ما ذكرت من علامة، مات أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه
قال ابن ذي يزن:
إن الذي قلت لك كما قلت، 
فاحفظ إبنك واحذر عليه اليهود فإنهم له أعداء ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا، إطوِ ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك فإني لست آمن أن تدخلهم النفاسة من أن تكون لكم الرياسة، فيبغون لك الغوائل وينصبون لك الحبائل وهم فاعلون وأبناؤهم، ولولا أني أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير بيثرب دار مهاجره. فإني أجد في الكتاب الناطق والعلم السابق أن يثرب دار هجرته، وبيت نصرته، ولولا أني أقيه الآفات، وأحذر عليه العاهات لأعلنت على حداثة سنّه وأوطأت أقدام العرب عقبه ولكني صارف إليك ذلك عن تقصير مني بمن معك

ثم أمر لكل رجل منهم بعشرة أعبد وعشر إماء سود وخمسة أرطال فضة وحلتين من حلل اليمن وكرش مملوءة عنبرا، وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك وقال
(إذا حال الحول فأنبئني بما يكون من أمره)
فما حال الحول حتى مات ابن ذي يزن، فكان عبد المطلب بن هاشم يقول
يا معشر قريش لا يغبطني رجل منكم بجزيل عطاء الملك فإنه إلى نفاد ولكن يغبطني بما يبقى لي ذكره وفخره ولعقبي
فإذا قالوا له: وما ذاك؟ قال: سيظهر بعد حين (3)

4- بحيرى الراهب يحذر ابو طالب من غدر اليهود وسعيهم لقتل  النبي محمد

تهيأ أبو طالب للرحيل إلى الشام في تجارته، فكانت رحلته الأولى منذ كفل محمدًا  (صلى الله عليه واله ) بعد موت جده وقد أمسك  محمد بزمام ناقة عمه وقال:

يا عم، إلى من تكلني؟! لا أب لي ولا أم  فرقَّ له قلبُ أبي طالب وقال: واللهِ لأخرجن به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبدًا

سارت القافله وابو طالب ومحمد في مقدمتها ومرت بالقرب من دير راهب مشهور اسمه بحيرى والراهب يراقب سير القافله ويرى غيمه تظلل راس فرد من افرادها

عمل بحيرى طعاما للقافله ودعاهم اليه فلبوا الدعوه لكن الغيمه ظلت ساكنه فوق القافله

فسالهم الراهب هل بقى احد مع القافله قالوا نعم بقى غلاما صغيرا معها

 قال احضروه فاحضروه والراهب يراقب مسير محمد والغيمه تظلله

تناولوا طعامهم وبحيرى يراقب محمد عن كثب  وبعد الطعام اختلى به وسأله

عده اسئله وكشف عن كتفه فراى خاتم النبوه

عاد الراهب الى ابي طالب واخبره ان ابن اخيه هو النبي الموعود وانه سيصبح له شانا كبيرا ويجب ان تعود به الى مكه فاذا راه اليهود وعرفوه فانهم سيقتلونه

عاد ابو طالب مسرعا للحفاظ على ابن اخيه من غدر اليهود (4)

5 – ابو طالب يعلم ان محمدا نبي وقد استسقى به

روى ابن عساكر عن جلهمة بن عرفطة قال :

 قدمت مكة وقريش في قحط ، فقائل منهم يقول : اعتمدوا واللات والعزى . وقائل منهم يقول : اعتمدوا مناة الثالثة الأخرى فقال شيخ وسيم حسن الوجه جيد الرأي : أنى تؤفكون وفيكم بقية إبراهيم وسلالة إسماعيل .

قالوا : كأنك عنيت أبا طالب ؟

 قال : إيها .

 فقاموا بأجمعهم وقمت معهم فدققنا عليه بابه فخرج إلينا رجل حسن الوجه عليه إزار قد اتشح به فثاروا إليه فقالوا : يا أبا طالب أقحط الوادي وأجدب العيال فهلم فاستسق لنا فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس دجنة تجلت عليه سحابة قتماء وحوله أغيلمة فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ بإصبعه الغلام وما في السماء قزعة فأقبل السحاب من ها هنا وها هنا وأغدق واغدودق وانفجر له الوادي وأخصب النادي والبادي . وفي ذلك يقول أبو طالب

وأبْيضَ يُسْتَسْقى الغَمامُ بِوَجْهِهِ *** ثِمالَ اليَتامى عِصْمَةٌ للأرامِل

يَلوذُ بِهِ الهُلاّكُ مِنْ آلِ هاشِم *** فَهُمْ عِنْدَهُ في رَحْمَة وفَواضِلِ

 وقال ابن سعد : حدثنا الأزرق ، حدثنا عبد الله بن عون ، عن عمرو بن سعيد أن أبا طالب قال  كنت بذي المجاز مع ابن أخي ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، فأدركني العطش فشكوت إليه فقلت : يا ابن أخي قد عطشت . وما قلت له ذلك وأنا أرى عنده شيئا إلا الجزع قال : فثنى وركه ثم قال : يا عم عطشت ؟ قلت : نعم . فأهوى بعقبه إلى الأرض فإذا أنا بالماء فقال اشرب فشربت (5)

تَسْلِيمُ الْحِجَارَةِ وَالشَّجَرِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 6-

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ ابْن جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، وَكَانَ وَاعِيَةً  ، عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَهُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ، وَابْتَدَأَهُ بِالنُّبُوَّةِ، كَانَ إذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ أَبْعَدَ حَتَّى تَحَسَّرَ  عَنْهُ الْبُيُوتُ وَيُفْضِي إلَى شِعَابِ  مَكَّةَ وَبُطُونِ أَوْدِيَتِهَا، فَلَا يَمُرُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرٍ إلَّا قَالَ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ  . قَالَ: فَيَلْتَفِتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَهُ

وَعَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وَخَلْفِهِ، فَلَا يَرَى إلَّا الشَّجَرَ وَالْحِجَارَةَ. فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ يَرَى وَيَسْمَعُ، مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمَا جَاءَهُ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ، وَهُوَ بِحِرَاءٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ

6- وفي يوم ولاده محمد (ص) قال ابو طالب ان المولود نبي

ورد في الكافي 1/452 عن عبد الله بن مسكان عن الإمام الصادق (عليه السلام):

إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب لتبشره بمولد النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال أبو طالب: اصبري سبتا أبشرك بمثله إلا النبوة. وقال: السبت ثلاثون سنة، وكان بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ثلاثون سنة.

ثانيا – عنف الملك مع النبي محمد (ص) غير مسبوق ولا مبرر

وتقول الروايه في هذا المقطع

وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾

قال تعالى :

 (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )[الأنبياء:107]

ولا ندري اي رحمه للعالمين  تبدا بتعذيب النبي وذلك بان يقول له الملك اقرا فيقول  النبي ما انا بقارئ فياخذه ويغطه (اي يخنقه ويعصره )حتى يبلغ منه الجهد (اي الموت والاختناق ) يكرر ذلك ثلاثا وكأننا في قاعه تعذيب في سجون احد الطغاه

ولا نعرف ماهو قصد الراوي من  اختلاق هذا المقطع  من الروايه ؟ هل يريدون ان يقولون لنا ان النبي يخالف الملك فلا يستجيب لطلباته او ان الملائكه قساه الطبع مع النبي او الاساءه الى النبي والملك معا.

وهل هذه سيره الملائكه مع الانبياء والرسل ؟ ام ان الخنق والعصر وشق البطن واجراء عمليات جراحيه هي  فقط من نصيب خاتم الانبياء واشرفهم

وفي مسند احمد بن حنبل حديث رقم17390  و السيرة النبوية - ابن كثير - ج ١ – الصفحه229

يقول:

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ ، قَالَا : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ ابْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ لَنَا ، وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا ، فَقُلْتُ : يَا أَخِي ، اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا ، فَانْطَلَقَ أَخِي وَمَكَثْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ ، فَأَقْبَلَ طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : أَهُوَ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَأَقْبَلَا يَبْتَدِرَانِي ، فَأَخَذَانِي فَبَطَحَانِي إِلَى الْقَفَا ، فَشَقَّا بَطْنِي ، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي ، فَشَقَّاهُ فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : - قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ ، ائْتِنِي بِمَاءِ ثَلْجٍ - فَغَسَلَا بِهِ جَوْفِي ، ثُمَّ قَالَ : ائْتِنِي بِمَاءِ بَرَدٍ فَغَسَلَا بِهِ قَلْبِي ، ثُمَّ قَالَ : ائْتِنِي بِالسَّكِينَةِ فَذرَّاهَا فِي قَلْبِي ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : حِصْهُ ، فَحَاصَهُ ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ - وَقَالَ حَيْوَةُ : فِي حَدِيثِهِ حِصْهُ فَحَصَّهُ وَاخْتِمْ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ - ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ ، وَاجْعَلْ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ ، فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَلْفِ فَوْقِي ، أُشْفِقُ أَنْ يَخِرَّ عَلَيَّ بَعْضُهُمْ ، فَقَالَ : لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمَالَ بِهِمْ ، ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِي ، وَفَرِقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُهُ ، فَأَشْفَقَتْ عَلَيَّ أَنْ يَكُونَ أُلْبِسَ بِي ، قَالَتْ : أُعِيذُكَ بِاللَّهِ ، فَرَحَلَتْ بَعِيرًا لَهَا فَجَعَلَتْنِي ، - وَقَالَ يَزِيدُ : فَحَمَلَتْنِي - عَلَى الرَّحْلِ ، وَرَكِبَتْ خَلْفِي حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي ، فَقَالَتْ : أَوَأَدَّيْتُ أَمَانَتِي ، وَذِمَّتِي ؟ وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتُ ، فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ ، فَقَالَتْ : إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورًا ، أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ

 

ثالثا - قريش تفتح الباب لليهود والنصارى للطعن برسول الله وبالاسلام

 وفي مقطع اخر من الروايه يقول:

( ثم لم ‏ ‏ينشب ‏ ‏ورقة ‏ ‏أن توفي وفتر الوحي )

 وفيها ايحاء بان نزول الوحي متصل بورقه بن نوفل النصراني كما ادعت قريش بان هذا القران ليس من الله وانما من تعليم النصاري

والف النصراني ابو موسى الحريري كتابا بعنوان (قس ونبي ) يتمادى فيه كثيرا ويدعي ان محمد تتلمذ على يد ورقه بن نوفل كما مر بنا

 رابعا - وَقَالت قريش ان محمدا مَّجْنُونٌ

 وتختم الروايه بكارثه حقيقيه وهي اتهام النبي بالجنون ومحاوله الانتحار لعده مرات

 ويخبر النبي خديجه ويقول لها (خشيت على نفسي ) اي من الجنون

ولنتامل المقطع الاخير من الروايه 

‏ثم لم ‏ ‏ينشب ‏ ‏ورقة ‏ ‏أن توفي وفتر الوحي ‏ ‏فترة ‏ ‏حتى حزن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فيما بلغنا حزنا ‏ ‏غدا ‏ ‏منه مرارا كي ‏ ‏يتردى ‏ ‏من رؤوس شواهق الجبال فكلما ‏ ‏أوفى ‏ ‏بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له ‏ ‏جبريل ‏ ‏(ع) ‏ ‏فقال له : يا ‏ ‏محمد ‏ ‏إنك رسول الله حقا فيسكن ذلك ‏ ‏جأشه ‏ ‏وتقر نفسه ‏ ‏عليه الصلاة والسلام ‏ ‏فيرجع فإذا طالت عليه وفتر الوحي ‏ ‏غدا ‏ ‏لمثل ذلك فإذا ‏ ‏أوفى ‏ ‏بذروة جبل تبدى له ‏ ‏جبريل ‏ ‏(ع) ‏ ‏فقال له : مثل ذلك

وقال تعالى :

( وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ) ( الحجر / 6 ) 

 

وهكذا فقد حققت قريش وبنو اميه اغراضها في محاربه الاسلام والنبي محمد (ص) حيا وميتا حاضرا ومستقبلا وها نحن ندرّس ابنائنا في المدارس ان نبينا يخاف الجنون و يحاول الانتحار عده مرات وان ورقه بن نوفل النصراني هو من يثبت قلب محمد (ص) الخائف على نفسه من الجنون ويخبره بانه نبي ويزيل مخاوفه وان جبرائيل (حاشاه) فض غليظ حتى مع الانبياء  وان ربنا (جل وعلا) لايستطيع ان يخلق بشرا معصوما و متكاملا من الدفعه الاولى بل يخلقه ثم يتدارك اخطائه في خلقه فيرسل ملكين لشق صدره وتصحيح خلقه

 

المصادر :

1- فرائد السّمطين، ص41

2- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٥٣

3- البدايه والنهايه ج2

4- البدايه والنهايه ص 435

5- السيره الحلبيه

 

الاعلام الاموي -1-

أخترنا لك
الاعلام الاموي في محاربه رسول الله (ص) واهل بيته والدين الاسلامي.(2)..اتهام الرسول بانه ينسى ويلعن ومصاب بالهوس الجنسي

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف