البيئة في يومها العالمي

2020/05/31

خلق الله سبحانه وتعالى الانسان على هذه المعمورة الخضراء ... وجعله الخليفة عليها وسخر له ما فيها من كائنات و دواب وتسلم الانسان هذه الامانة وعاش منذ ايامه الاولى في تماس مباشر مع باقي الموجودات في جميع ارجاء المعمورة ... وبدأ يعيش حياته وهو فرح على ما توفر له الطبيعة من وسائل جعلت منه سيداً للكائنات ... وبدأ يبحث على قوته و سبل عيشه الرغيد ومتطلباته بصورة حرة وبدأ موسم صيده ومن ذاك التاريخ بدا الصراع ما بين الانسان والطبيعة ... وبدأت المكونات الاساسية للبيئة في ارجاء المعمورة تتعرض للاخطار والتهديدات ... نتيجة التصرفات اللا مسؤولة للانسان وشكل عصر التلوث والعصور التي تلته اول انواع التلوث ( اذا ما اعتبرنا التلوث هو على انه اي تأثير للانسان على مكونات البيئة المحيطة به من حياة وماء وتربة وهواء)

ومع زيادة متطلبات و حاجيات الانسان مع كل عصر زاد تاثيره على المحيط وعلى المكونات الاساسية للبيئة ... ومع بزوغ الثورة الصناعية ... اصبح التلوث ملموسا و واضحا للعيان وبدأت ازمة التلوث تلقي باثارها على الانسانية وتلحق باوبائها وامراضها مؤثرة بذلك على حياة الانسان وصحته ... واصبحت الامراض السرطانية وامراض الحساية واسعة الانتشار واخذت امراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي بالتعقيد ... وتفاقمت الامراض ... ومن هنا لحظ الانسان كلمة مهمة لفتت انتباهه وشغلت تفكيره فيما بعد وهي كلمة البيئة ...
فاصبحت البيئة في ذلك الوقت الشغل الشاغل لمحاولات الانسان لاعادة البيئة الى ماكانت عليه وبدأ الهم البيئي يكبر وياخذ حجمه الطبيعي فعقدت له المؤتمرات واللقاءات العالمية والدولية ... وانطلق في عام 1972 مؤتمر ستوكهولم ليكون خطوة نحو تحديد المشاكل البيئية والسعي لايجاد الحلول اللازمة لتفادي ازمة التلوث ... وتعددت فيما بعد اللقاءات الدولية والمؤتمرات العالمية لايجاد سبل اللازمة للخروج من تلك الازمة ازمة التلوث ... واصبحت فيما بعد المصطلحات البيئية مثل الاوزون والتصحر والتغيرات المناخية والتلوث الغذائي الخ ... تحتل المكانة الاولى في تلك اللقاءات وعقدت لاجل هذه الكلمات الاتفاقيات ...
وقد انبرت المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية والجمعيات المحلية التي تعنى جميعا بالشأن البيئي الى وأد الازمة وايجاد الحلول ومعالجة الكوارث البيئية وجندت لذلك جميع العقول والعلماء في جميع الميادين والاختصاصات
ولكن السؤال الذي تطرحه البيئة في يومها العالمي 5/6/2012
هل ارجعتم ما فقدته من اجلكم في هذه السنين ؟
هل اوقفتم عمليات الابادة التي تقومون بها انتم البشر لبناتي من كائنات حية ؟؟
هل عرفتم قيمة مكوناتي وتاثيرها على حياتكم وقمتم بالمحافظة عليها بصورة حقيقة وفعلية ؟؟؟
 ونحن لا نعرف اليوم هل حقا البيئة رضت عنا في يومها البيئي ام لم ترضى عنا !!!

مع اعترافنا وعرفاننا الى جميع العاملين بالشأن البيئي في العالم بجهودهم ولكن البيئة اصبحت تحتاج اليوم الى اكثر من شعارات و مؤتمرات نعم ان البيئة اليوم تحتاجنا نحن البشر ان نعمل كمنظومة نحل في خليتها وان نعيد اليها بهجتها و رونقها . كما كانت في ايامها الاولى متكاملة بنسق متوازن الهي اخضر جميل.

أحمد خضير كاظم 

أخترنا لك
بعد اتهامه بنشر الشائعات فايروس كورونا يحوله الى بطل قومي

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة