غالباً ماتكون اكبر مساوئ الشهرة انك تكون مراقباً طول الوقت
...
ففي الشارع وفي اللقاءات الناس تراقب حركتك و تراقب مشيتك وتراقب
الحركات الاعرابية في كلماتك ...
انها تبحث عن اي خطأ او زلة او دليل لتثبت انك غير كامل
...
انها تبحث عن الشهرة بالحديث عن المشاهير ....
لذلك كان بيت سماحة السيد السيستاني مراقباً منذ قرابة الثلاثين
عاماً فهو مرجع الشيعة الاعلى ...
نعم هو مراقب من قبل كل الجهات التي تريد ايجاد ثغرة ضد المؤمنين
....
انهم يراقبون للبحث عن اي زلة ليسقطوا المرجعية
...
هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك جهة أخرى تراقب انهم المتقون الذين
يراقبون امام الجماعة ليثبتوا عدالته لكي يصطفون خلفه في الجماعة
انهم الاكثر حرصاً والاصعب حتى من القسم الاول فهم يبحثون ما بين
الشبهات انهم يبحثون حتى عن مزاح امام الجماعة ...هؤلاء يدققون في
مشية رجل الدين في السوق ومايشتري وما يبيع ...
فكيف اذا كان رجل الدين هذا هو مرجع الامة فالتدقيق يكون
أشد...
ومنذ اكثر من نصف قرن والسيد السيستاني يتدرج في المراتب العلمية
ومع كل مرتبة جديدة كانت المراقبة تزداد ...وهكذا ابنه محمد رضا
فمنذ تسلم والده الزعامة في الحوزة العلمية فهو تحت اعين المراقبين
بالاضافة الى كونه استاذ حوزوي و فقيه بالاضافة الى وكالته لابيه و
ادارته لشؤون مكتب المرجعية فهو في مرتبته هذه ينال احتراماً كبيراً
من مقلدي والده فهو ثقة المرجع الاول و التشكيك فيه يستلزم التشكيك
في كل ما يصدر عن المرجعية ....لذا فانه مراقب من قبل الجهات التي
سبق ان ذكرناها بالاضافة الى الاعلام ... لكنه على طول الايام لم
تسجل نحوه شائبة او حالة فساد او كذب الخ ...اعتقد لقد اتعب تلك
الجهات خلال العشر سنوات الاخيرة فبدأت تبحث عن حيل جديدة بعد ان
فشلت في التقاط صور تبرز فيها غروره او تكبره في الفواتح التي
يحضرها وكذلك فشلوا في تصوير موكبه الذي يتكون من اخيه و بعض حرس
يسيرون على مسافة أمتار بزي مدني مشروط عليهم عدم منع احد او
الاقتراب او حمل سلاح.
و بالتالي فأن ما صدر سابقاً من المرجعية واضحا في كونها جهة الوعظ
و الارشاد فقط و ليس لها الا النصح و ليس على الشعب وصاية على أحد
....فما كان من الجهات التي لم تلتزم توصيات وتوجيهات المرجعية
لسنوات طويلة الا ان بح صوت المرجعية ان تبحث عن جهة ترمي لها تهمة
فشلها بالاضافة الى تسقيطها مستقبلاً من اعتبارها شخصية نزيهة
ومحترمة ...
فوجدث في شخص السيد محمد رضا السيستاني الذي يبتعد عن الاعلام كأبيه
شخصية تضرب بها عصفورين بحجر واحد فعلى السيد ان يتحمل مسؤولية فشل
القوى السياسية من جهة في ايجاد شخصية غير جدلية ومن جهة أخرى اذا
ما فشلت الحكومة مستقبلاً فان كرة الفشل صوبت مسبقاً في هدف
المرجعية ...
لا أطيل ولكن اختصر لكم التفكير في لنقاط التالية
:
1- ان خزيمة بن ثابت انما سمي بذي الشهادين بسبب شهادته للرسول صلى
الله عليه واله فكما روى عنه ابنه عمارة أن النبي اشترى فرساً من
سواء بن قيس المحاربي فحجده سواء، فشهد خزيمة بن ثابت للنبي صلى
الله عليه واله ، فقال له رسول الله : "ما حملك على الشهادة ولم تكن
معنا حاضراً"? قال: صدقتك بما جئت به، وعلمت أنك لا تقول إلا حقاً،
فقال رسول الله : "من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه".فهل نحن نصدق
السيد الابن في أحكام الصلاة و نكذبه اذا نفى انه لم يرشح اي شخصية
التزاماً لوالده وخاصة كما اشرنا انه ثقة
المرجعية.
2- ان الموضوع لا يتعدى اسقاط ما يصدر عن المرجعية وكأن السيد
المرجع الذي قاد الشعب في ازمات متعددة منها ازمة النجف ومنها ازمة
كتابة الدستور و فتنة الطائفية التي مرت بها البلد و فتنة داعش اما
ان تكون غير قادرة على ادارة شؤون بيت او ابن ؟؟ او ان من يدير كل
شؤون الامة هو السيد الابن دون الرجوع الى والده
...
3- يمثل هذا الاتهام الى تشكيك البسطاء من الناس في مرجعهم وكل ما
يصدر عنه وخاصة ان البيانات الاخيرة باتت تشكل خطراً كبيراً وهي
تقترب من تسمية المسميات بمسمياتها و وقوفها مع الشعب في انهاء حقبة
من الفساد و الفشل .
4- ان القوى السياسية لم تمتثل لتوصيات المرجعية منذ اكثر من اثنا
عشر عاماً وهي تدعوا الى توفير الخدمات و الغاء الامتيازات الغير
مبررة و هي تنادي بها كل يوم فهل نتوقع منها ان تمتثل بالسرعة
اللازمة لترشيح أسم من خارج العملية السياسية؟ فكان الاولى بالقوى
السياسية ان ترشح من تريد بالالتزام بتوصيات المرجعية
العامة...
5- لو كان هناك دور للمرجعية في ترشيح رئيس الوزراء لماذا ترشح عادل
او علاوي؟؟ اما كان بامكانها ترشيح الاقرب اليها؟؟
6- ان مهمة تشكيل الحكومة وترشيحها هو موضوع سياسي بحث ومن مهام و
واجبات الكتلة الاكبر وغالبا هي ليس فقط لا ترتبط بمكتب سماحة السيد
بل ان الغالبية العظمى من السياسيين لا يقلدون سماحة السيد
السيستاني.
7- الامر لا يتعدى ايضا الحسد في النعمة التي انعم الله بها على ال
البيت عليهم السلام فالامام الباقر عليه السلام يقول نحن الناس
المحسودون على ما اتانا الله من فضله ( الامامة من دون خلقه
).
8- التلويح ان بيانات المرجعية هي للاعلام فقط وان هي من
تديرالموقف السياسي العراقي وفشله خلف الكواليس فسبق أن بح
صوت المرجعية وهي تدعوا القوى السياسية و كتلها الى تحمل مسؤوليتها
القانونية في ترشيح الحكومة الانتقالية فالموضوع هو تهرب من
المسؤولية السياسية والقانونية أمام سذج الناس.
9-
و قبل ان انهي الكلام أوجه السؤال التالي للتفكير فيه وهل ان
المرجعية خائفة من البوح اذا ارادت ترشيح شخص ما بالاسم و هي التي
اختبرنا شجاعتها في مواقف كثيرة منها كتابة الدستور بأيد عراقية او
فتوى الجهاد ضد داعش؟؟
أحمد خضير كاظم