الطابور الخامس .
من المعروف أن كل التظاهرات في العالم تحوي في داخلها طابور خطير يقوم
بجمع المعلومات عن المتظاهرين وأدوارهم ، وتجربتنا في انتفاضة
التسعينات عند اشتداد ظلم صدام وهلاك الملايين في حروبه العبثية خصوصا
بعد حرب الكويت المُذلة. فعندما ثار الشعب ـــ طبعا أيضا فقط الجنوب
الشيعي لأنه الأكثر تضررا ــ كان في المظاهرات في كل محافظة طابور من
البعثيين يجمعون المعلومات ويقوموا بالحرق والقتل ليُعطوا مبررا
للسلطة أن تقمعهم. مما سهل لصدام ضرب الانتفاضة خصوصا بعد الضوء
الأخضر م...ن أمريكا ، ألتي حرّمت عليه استخدام الطائرات إلا
في قمع الانتفاضة. واما اليوم فلا يحتاج إلى طابور يقوم بجمع
المعلومات ، بل ان مهمة الطابور هي تخريب المظاهرات ووسمها بالهمجية
والوحشية والفوضوية والعبثية وعندما يحين الوقت سيتم القضاء على
المظاهرات تحت هذا العنوان.مثلا مظاهرات الرمادي والاعتصامات كادت أن
تؤدي غرضها لولا الطابور الخامس الذي استغل ساحاتها لصنع المتفجرات
والمفخخات فاعطوا الذريعة للحكومة بأن تقلع المخيم وتفرق
المظاهرات.
واليوم يتكرر نفس المشهد ، لاننا امة لا تستفيد من تجاربها ، أما آن
للمتظاهرين السلميين ان ينتبهوا ويبقوا محافظين على سلميتهم وطرد كل
طارئ يقوم باعمال تخريبة او يردد شعارات طائفية وهم ليسوا طابور خامس
هذه المرة بل (طرف ثالث). المندسون قليلون جدا والمتظاهرين السلميين
كثيرون وحتما الرصاصة لا تخطأهم نظرا لكثرتهم.
يقول المثل : (لا أحد يقبل النصيحة ، لأنها بلاش).