أشعةٌ من شمسِ فاطمة

2020/08/21

بقلم: باقر جميل
تميزتِ الزهراءُ (عليها السلام) بمزايا عجزَ اللسانُ عن وصفها، وتحيّرَ الألبابُ بكنه معرفتها، ويكفيك ما وصل إليك من أنَّ رضاها مقرونٌ برضى ربِّ العباد، وغضبها بغضبه.
وفي ذكرى زواجِها من أميرِ المؤمنين (عليه السلام) إليك هذه الميزة الأخرى، فكما نعرفُ أنّ للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولايةً على المؤمنين جميعًا، وهذا ما صرّح به النبيُّ الأكرم بكلِّ وضوحٍ في يومِ الغدير حين قال: ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فاقرّوا له بذلك. فإنَّ ولاية النبيّ (صلى الله عليه وآله) على المؤمنين أولى من ولايتهم على أنفسهم، وأولى من ولايةِ آبائهم عليهم أيضًا.
أما السيّدةُ فاطمةُ (عليها السلام) فعليها من النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولايتان، وليست واحدة، ولايةُ الأبوّة النسبية، وولاية النبوَّة أيضًا. لكن مع وجود هاتين الولايتين عليها من قبل والدها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) إلا أنّ زواجها لم يكنْ بيده!
بل صارَ زواجُها من الأمور التي تدخّلَ بها الله (تعالى) بشكلٍ مباشر، ولا يتدخلُ اللهُ (تعالى) بشكلٍ مباشرٍ هكذا لأيِّ حدثٍ كان، بل للأمورِ العظيمةِ جدًا، كبقاءِ الإسلامِ مثلًا عندما أنزل الملائكةَ في معركةِ بدرٍ؛ لأنّ عدمَ انتصار المسلمين يعني انتهاء الرسالة بشكلٍ كامل.
من هذه الزاويةِ يُمكِنُ أنْ نرى ما تحويه الزهراء (عليها السلام) من أسرارٍ نفسيّة، ومنزلةٍ رفيعة، حتى صار زواجُها بيد ربِّ السماوات والأرض.
أخترنا لك
أنا  والمَنية ، مطاردة حتى الموت !

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف