قراءة في كتاب ادب الدعاء / قراءات في صحائف آل محمد للدكتور علي مجيد البديري

2021/03/24

مجموعة من القراءات في النموذج السردي لأدب الدعاء والذي يتوافر على فضاءات قابلة لتعدد المقاربة والسعي للغوص والتغلغل داخل عوالم هذا الوجود الابداع وما يمتلكه من شمولية التلقي ولأضاءة جنبات هذا الدعاء لابد من احتواء فضاءات الروح وما حوته من فكر ورؤى وابداع متالق في ادب الدعاء ـ قراءات في صحائف آل محمد للكاتب أ.م.د علي مجيد البديري تناول فيها مجموعة من ادعية الائمة المعصومين عليهم السلام ذات الاسليب المتشابهة من حيث اشتراكها في استيعاب التجربة الايمانية والتصاقهم روحيا بالتوجه الى العالم الروحي والاحتفاء بالقضايا الإنسانية في منجزهم ،في اسلوبية دعاء الصديقة الزهراء عليها السلام لشيعتها متناولا الابعاد المعرفية متابعا المنجز الدعائي لخلق مناخ تواصلي يضيء كافة جوانبه الموضوعية والفنية لكون هذا التواصل يحقق المعصوم من خلالها عدة ابعاد معرفية من شأنها ان ترسخ قيما أخلاقية أخلاقية وعقائدية وثقافية في نفس المدعو له فهو يرى ان ادب الدعاء يشكل مفردة مهمة من مفردات حياة المعصوم ومواقفه ، وارى ان الأدب الدعائي يمكن ان يعد من أدب السير الذاتية المتوارية ، أي بإمكان المتلقي ان يستشف معاناة المرسل ومضامين حياته ،أي هناك واقعية سحرية تكشف عن مفردات حياتها ( وبكاء ولدّي في مفارقتي ) وخصوصيات الأدب الدعائي لسيدة نساء العالمين انها شمولية الرعاية لجميع الموالين ويرى الدكتور البديري ان الارتباط العميق بين الموالي واهل البيت عليهم السلام تحيطه رعاية الله سبحانه تعالى من الزوال ، ، هناك بعد روحي يصل بهذه التجليات التي تصل لحد الانتماء الحقيقي وهناك نظم اسلوبية مثلت البعد العقدي مثل مفاهيم التوحيد والنبوة والامامة والعدل والمعاذ والشفاعة في تلك السطور سطوة الطلب الذي يحيل الموضوع الى معنى شمولي أوسع ( شفاعة امة محمد صداق فاطمة عليها السلام صورة أختزلت الكثير من التفاصيل ومثلت جميع أطياف الإسلام ، فهذا البعد يتصل بمفهوم الشفاعة ، طرق الدكتور علي مجيد البديري مسألة في غاية الأهمية ، فتابع نقطة اللام المضافة الى ياء المتكلم ليؤكد عدم تعارض واقع الشفاعة مع مقولة التوحيد واتسع جوهر النص للبعد الأخلاقي ، لتأكيد البعد الأخلاقي للانتماء الحقيقي للولاية منطقة جذب تاثيرية عالية القيمة تنعكس على موحيات الفكر المؤمن وهناك ابعاد وحقائق أخرى مثل البعد الثقافي ، ركزت القراءة على أهمية الوعي بمضامين الادعية الشريفة ، الواردة عن الزهراء عليها السلام ، وفي دعاء عرفة قدرات إبداعية تجلت بخصوصة التفكر والتامل ، وقراءة الدكتور البديري سعت الى تفعيل البعد التأملي والذي اسماه بالمكون التواصلي ، وعمل على احتواء المادة النقدية بالتامل في دواخل النص فتابع دقة البناء الذي يربط عناصر ه وفق معطيات النص بقدرات تحليلية تابعة لمكوناته لعدم احتياد دراسة الدعاء الى مرجعيات مستوردة بما امتلك الدعاء من قدرة على الارتقاء بنفسه في سلم المدارك عبر ومعرفة بضرورة النجاة من مزالق الانجراف الى نهم الكتطلبات المادية ، نجد السيد الباحث تارة يدخل الى عوالم النص الداخلية وتارة أخرى الى عوالم النص الخارجية فهو يستهدق في راي العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي بان السعي يتساوى في اتباع ما يريده الله الخالق منه مع ما يهديه اليه نظام الوجود ، فما يريده الله من الدين للإنسان هو نفسه ما تريده الفطرة ويقود اليه نظام الوجود ، وسعى السيد الباحث الى بعث أسئلة ترصد العلاقة الشخصية مع الله وتبحث في العوالم الغيبية بوسائل فلسفية كثيرة عن الجزاء والموت والادراك وفي فضاءات الاستدلال وتماثل طرقها الاستدلية على وجود الخالق ، ثم تقوم القراءة النقدية باختيار الصحيفة السجادية بعنوان الثقافة بوصفها دعاء فالمعروف ان للدعاء اثرا عظيما على طمأنينة القلب وانشراح الصدر والشعور بالسعادة ، وعن النبي اقوال كثيرة بينت خصوصية الدعاء في حياة المؤمن واهميته في السلوك اليومي مثل قوله ( الدعاء منح العبادة ولايهلك مع الدعاء احد ) والامام الصادق يقول ان الدعاء هو العبادة ، ويرى الدكتور المؤلف ان الشروع في سلوكها لايتحقق بغير التوفيق الإلهي ، ويرى ان الامام السجاد عليه السلام كان يعد الدعاء ممارسة حياتية فعليه اكثر مما يصوغه ، فالثقافة تتوسل الدعاء طريقا لبناء الانسان وخاصة عندما تغيرت بالعمل ، كون الثقافة تحت هذا المفهوم لها معنى تربوي وتنموي مضمن لقدرات الانسان وتوسيع العالم الاجتماعي ، والحصن الإلهي مشروط بضرورة استظهار العبد بالله تعالى واستعانته على الشيطان اثر المسعى السلوكي ، الثقافة الإلهية تمتلك عمقا إنسانيا في تثبيت ركيزة الولاء لله تبارك وتعالى ، يجعله عمادا لوعي المؤمن وعلامة فارقة لشخصيته ، ويكون مرهونا بسعيه واخلاصه الذي يمثل استعداده الروحي لتقبل الفيض الإلهي ، ويدعو خطاب الصحيفة الى الثقافة المثالية ، التي تقوي صلة الانسان بالله وبالمجتمع لكونه سيستشعر معنى الانتماء لثقافة ربانية يعي بها حقوق الآخرين لتكون افضل أنواع العلاقات لانها تكون بين يدّي الله ، يحفظ كرامة الانسان ويحترمه ، ونضمن أيضا رؤية كونية من خلال الادعية الواردة في رؤية الهلال والسحاب والبرق وسمع صوت الرعد وتعكس جمالية التأمل ، فالقراءة الواعية للدكتور علي البديري منحتنا رؤى انفتاحية لوجوه الدعاء المعنوية فهو يراها ساحة تمتحن القدرات على التأمل والتفكر ، ويراها تجليات روحية في يقظتها من جوهر العبادة ومن ثم الحكم بعدم استطاعة التامل في الدعاء عن ذات المعصوم ويعني ان دعاء المعصوم معبرا عن ذات المعصوم ، استحضار حياة المعصوم وخصوصية مواقفه أي بمعنى ان الدعاء يشكل الواقع بجميع محاوره النفسية والفكرية والمعاشة رغم ان الاستدلال البحثي ذهب الى ابعد من هذا الحد ، وتلك يقظة باحث ـ بان الصحيفة السجادية لايمكن حصرها في الظروف السياسية والواقع المعاش وانما يعد ممارسة عبادية مهمة من حياة المعصوم لكننا نرى ان تغيير الفضاءات المعاشة تترك الامر لمناقشة ومحاورة أمور نفسية واجتماعية ادق ،وتسمح للبحث في أمور اكثر دقة في التكوين تفسح المجال له في رؤى اكثر تخصصا في المعارف الإلهية ، فالخطاب الدعائي يحرص على بناء علاقة روحية بشكل فائق مع الموجودات ، ورؤية الله بالقلب في تجليات قول أمير المؤمنين عليه السلام ، ويلك ما كنت اعبد ربا لم اره ) ويرى السيد المؤلف في أدبية التصوير العرفاني ان المناجاة تجسيد أحدى أنماط فن القول فضاء عبادي انسي من فضاءات العرقان ، خطاب سري يتوجه به المناجي الى الله سبحانه تعالى تجعل من نص المناجاة نصا ابداعيا ذا خصائص وموزايا جمالية تعمل في استثمار لأمكنانيات اللغوية والاسلوبية والبلاغية ، ينظر الى التصوير العرفاني على انه نمط من أنماط التصوير الفني الذي يزاوج بين التصوير الذهني والتصوير اللغوي ، وهو تصوير للحياة اتلروحية للصوفي واحوال الجوانية ، لنصل الى نتيجة اعتماد التصوير في المناجاة أداة وسيلة لا غاية في حد ذاتها وهذا رأي مهم والراي الثاني الذي استوقفنا حقيقة هو البحث عن تحقيق استجابة نفسية بعيدة عن اعمال الفكروامعان النظر وطول التدبر والروية وانما استجابة صادمة لميل قلبي بخصائص البعد الروحي تأكيد وجود الله بمعرفة حدسية جوانية روحية والتسليم بوجود مبدأ روحي ، وقيم روحية واخلاقية هي الهدف واتلغاية وإبراز قيمة العبادة وطرق تفاعل الانسان المؤمن روحيا ، ففي عرفانية الامام الكاظم عليه السلام وحياته القاسية ومعاناته في السجن استطاع ان يحول القيد والحبس الى حركو عبادية دائمة ، وكلما كانت الدوافع اقرب الى نور اتلفطرة واكثر تحررا من الحجب حتى حجب النور ـ تكون اكثر ارتباطا بمبدأ أنور ، فكانت له عليه السلام كلمات عن جوهر الحقائق وتنسجم مع حقيقة الانسان وهو من يمثل السمة المشتركة عند اهل البيت باجمعهم صلوات الله عليهم ، فالحقيقة الغيبية للذات الإلهية فالحقيقة الغيبية للذات الإلهية المقدسة يؤخذ مساحة واسعة عن فضاء المناجات ، وتصوير الذات بكل حالاتها ، وتبقى اللغة وعاء طيف لايمكن ان يستوعب تجربة عرفانية خاصة ، فهناك تصدر الحقيقة الغيبية للذات الإلهية وتصوير الذات بكل حالاتها وتبقى اللغة وعاء ضيق لايمكن ان يستوعب تجربة عرفانية خاصة ، فهناك تصور الحقيقة الغيبية للذات الإلهية وتصوير الذات المقرة دائما بالذنب والمحتاجة للطف المولى وعنايته ومن ثم تصوير الآخر الإيجابي بملامح سمة الصالحين من العباد والآخر السلبي ببعده عنة طريق الحق وهو كل شر ، ومحنة الائمة مع هذا النمط من الآخر ، الذي كان السبب وراء تكرار المناجاة ويذهب الباحث لجماليات الإحالة في المناجاة وهي احدى مظاهر الترابط الداخلي لمكونات النص ، فهناك إحالة نصية واحالة مقامية وما يرتبط بمفهوم التغريض ، وهي كلمة التوحيد ان تمارس فعلها التوجيهي في تاويل النص ثقافة التوحيد التي تقابل ثقافة الكفر ونسقه السائد في المجتمع متمثلة بالغرض والعقائد المنحرفة تستطيع من خلالها رؤية ملامح البعد السياسي ، قراءة أي نص يعني إعادة فتح النص على مرجعياته الواقعية والتخيلية والكشف بما يمتلك من مستويات التميز والارتقاء ، فالتفويض الإلهي عنده يرتبط بحياة الانسان المؤمن ارتباطا وثيقا ـ البعد الأول تفويض الخالق جل علاه لأهل البيت ، عقيدة تؤسس للوعي الإنساني وهو لايتقاطع مع معنى العبودية لله بل هو تجسيد لمعناها الحقيقي ، فقد اعد الامام الكاظم عليه السلام ، الولاية متمة ومكملة للاعمال الصالحة والزاكية وهي سبب ثوابها وهي سعي الانسان لتحقيق القرب من الله تعالى والبلوغ اليه الى استنفاد كل القدرة الممكنة لهذا ،ان اغلب تجليات الدعاء المعرفية يتوصف بنصوص ذات ابعاد فكرية واخلاقية كبيرة ، تتوجه الى الداعي وتثري وعيه وثقافته وتزيد من فاعلية حضوره الإيجابي في الحياة ، وينفرد الدعاء والمناجاة عن بقية أنواع النثرالفني بخصوصية كونها موجهة الى الخالق تبارك وتعالى ومعاينة النص برؤى مغايره تجعل القراءة اكثر تأملا فيرى الدكتور البديري ، ان الجزء الافتتاحي لمتن الدعاء من اهم مكونات التاثير ( خارج ـ داخل )النص اقبال الداعي مرهونا بمعدل قوة الاستهلال وتأثيره ،يرى الباحث ان لابد للاستهلال من ان يكون توليدي فاعل الكلمة مشحونة بالمعرفة والاحالة والتأويل اما الباحث يرى ان صلة الاستهلال تتنوع لمتطلبات حياتية هامة ، ( للاستخارة ـ السفر في طلب الرزق ـ طلب التوبة ـ المناجاة يكشف الظلم ـ طلب الحوائج المرحلة التي عاشها الجواد عليه السلام اتسم بالتضييق عليه مراقبته ( اللهم ان ظلم عبادك قد تمكن في بلادك حتى امات العدل ) تعمد البنية الداخلية لأي الاستهلال على ثراء الخارج ، وهناك ظواهر سلبية ساعدت على اثراء صلته ببنية النص 1) السجع ،2)الازدواج ( افقرني بجودك اليك واغنني عمن يطلب ما لديك ) ، 3) التكرار وينطوي مفهوم الصلاة على محمد واهل بيته الاطهار يوصف بالرفقة والرحمة والدرجة العالية وطبيعة السياق التاريخي والثقافي الذي عاش فيه الامام العسكري عليه السلام دورا في توجيه الامام نحو رسم هذه الكيفية المقدسة للصلاة ، ويرى ان العبادة الرسمية وحدها غير كافية بلى يجب ان تقترن بالطاعة وهذه الطاعة تكون لمن نصبه الله فطاعته تكون طاعة لله ومعصيته تكون معصية الله وطاعة من لم ينصبه الله هي شرك فليس لأحد حق الطاعة الا من خلال أمر الله جل علاه ، وفي البحث دراسة عن معنى دراسة عن معنى القراءة في دعاء الافتتاح للما وراء الغيبي وجودفاعل وكبير في عملية القراءة فدخول الفيض الغيبي في عملية قراءة النص الدعائي مرهون بثقافة وعي المرسل اليه قدرته على استنطاق النص ، استطاع الدكتور علي مجيد البديري برصد افاق التأملات الفاعلة في أدب الدعاء ندعوا له بالتوفيق
أخترنا لك
قراءة في المشتركات الفقهية الاحتواء الأمثل

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة