كنت أتحدث مع جدي عن أجور الدراسة في الكتاتيب... عقب الشيخ الوقور: أما الطبقة الراقية، فكان السعر يختلف معها، فكانت تمنح الشيخ (بيشلغ) أي درهما شهريا. ضحكت حينها وقلت: يعني (البيشلغ) هو الدرهم؟ قال: نعم وهذا يقدم اضافة الى الفاكهة والطعام، وهناك من يحب ابنه حبا مفرطا، ولقاء ذلك يمنح الشيخ الفاكهة، ان كان يمتلك بستانا.
قلت: من الطبيعي ما نعرفه لم يكن هناك (رحلات) بل كان الطلاب
يفترشون الأرض؟ أكمل أحد الشهداء: كنا نحمل (الأفرشة) من بيوتنا،
وامامنا (رحلات) يوضع عليها القرآن أثناء القراءة، وهي مرصعة
ومزخرفة بنقوش جميلة تجلب من الخارج.
يبدو ان هناك طرفة يريد أن يرويها أحد الشهداء، فقد سبقت
ابتسامته كلامه: كنا حين نجلس في الصحن المبارك للقراءة، نترقب بعض
الزوار الأجانب، حيث كان البعض منهم يتبرع بـ(روبيتين) مقابل
انصرافنا لبيوتنا. قلت: ياجد والمدارس؟ قال: يابني المدارس فتحت عام
1907م وكان الكثير من الأهالي يتركون المدرسة، ويسجلون أبناءَهم في
الكتاتيب. قلت: جيد ياجد والتلميذات؟
قال الجد: هناك ايضا نساء يعلمن الطالبات، وخلال ستة أشهر
تعلم (الملة) القرآن الكريم فتكمله لهن... قلت: والأجر؟ قال: مقابل
ليرة واحدة. قلت: ياجد لقد قرأت في تأريخ كربلاء عن أشهر الكتاب؟
قال: يا بني في الروضة الحسينية، كان هناك عدد كبير منهم،
والذين أتذكرهم الشيخ حميد الكعبي، والشيخ حسن كوسة، والسيد صادق
نشأت، والشيخ محمد السراج... قلت: لحظة ياجد أليس هو الشاعر (ابو
خضرة)؟
قال الجد: نعم يابني هو، ثم أكمل... ومنهم الشيخ علي اكبر
النائيني، والشيخ علي العاملي، والشيخ حسين القصير، والسيد محمد رضا
الاسترابادي، والشيخ مهدي الرئيس، والسيد هاشم الغريفي، والشيخ عبد
الله المعلم، والشيخ عباس الصفار...
قلت: وفي العتبة العباسية المقدسة؟ قال: كان هناك أبرز الكتاب
الشيخ علي ابو كفانه، والشيخ محمد مهدي الحائري، والشيخ عبد الركيم
الكربلائي (ابو محفوظ) والشيخ علي الصيقل.
قلت: ياجد وهل يقتصر وجود الكتاتيب في الصحنين؟ أجابني فورا
أحد الشهداء: كان الشيخ عبد الحسين المسلماني في سوق
الصفارين، وعند باب صحن العباس الشيخ رحيم العطار، وفي مسجد العطار
الذي يقع في شير فضة السيد مهدي الحكيم، وفي مسجد الكرامة الذي يقع
في باب السلالمة الشيخ علي الهر...
نظر إليّ الجد مشيرا لوقت الانصراف...