أشعر الآن اني واقف أمام أي بطل تاريخي سردته
لنا مدونات التاريخ، لقد تقدمت الجيوش، ورفعت لفائف
الموت عنهم، كنت درعاً عراقياً، لكنك تعرضت الى الموت
لعدة مرات، انفجرت في رأسك الكثير من الشظايا، فقدت
قدمك عند ابواب بيجي، كانت راية من رايات التضحية
والإباء، كيف تريدني أن أعيدك الى المواجهة بقدم
واحدة؟
قلت: لم تنصفني يا سيدي أبداً، كيف إذن
تقدمني للحياة بقدم واحدة، وتريد مني أن أمارس
حياتي بـ(عكازة)؟ ومن يقدر أن يمارس حياته بعكازته،
هل يثنيه السعي عن رفع عبوة مزروعة في جسد الأرض؟
لماذا لم تنصفني يا سيدي؟ دعني أقاتل بعكازتي
، أو اشتري لي عربة اتنقل عليها من عبوة لعبوة.. لا
تدعني أموت بحسرتي، أرجوك.. ستجدني عند كل المهام
صنديداً لا يقاوم، وحين أنال شرف الشهادة يصبح لك
الحق أن تفخر بأنك من ساعدني للوصول الى سلم المجد
شهيدا..