مُتَبَّر

2021/03/07

يروي الفيض الكاشاني في تفسيره الأصفى، بعد غرق فرعون في البحر، ونجاة بني إسرائيل، إذ مروا على قوم يعبدون أصناماً، قالوا لموسى (عليه السلام): (قَالُوا يَا مُوسَى اجعَل لنَا إِلَهًا كَمَا لَهُم آلِهَة)، وتوهموا أنه يجوز عبادة غير الله تعالى، فقال لهم: (إِنكُم قَوم تَجهَلُونَ)، أي: تجهلون من المستحق للعبادة، ومن الذي يجوز أن يتقرب به الى الله تعالى.. ثم قال لهم: (إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ ما هُم فِيهِ وَبَاطِلٌ ما كَانُوا يَعمَلُونَ).

 والمُتَبَّر: المهلك، المعبود من الأصنام مهلك، وعبادة الأصنام هلاك، ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة نوح آية: 28: (وَلَا تَزِدِ الظالِمِينَ إِلا تَبَارًا)، والتبر يقال للذهب، وسمي تبرا؛ لأن معدنه مهلك، ولكل اناء منكسر متبر، وكسارته تبر، بينما يركز السيد مكارم الشيرازي في كتابه التفسير: إن بدايات توجه بني اسرائيل الى الوثنية جاءت نتيجتها المفصلة بعد ذلك من عدة مواقف، ويعني انتهاء مشكلة موسى مع فرعون كانت بداية لمشكلة موسى (عليه السلام) الداخلية الكبرى مع جهلة بني اسرائيل، كانت أشد وأثقل على قلب موسى (عليه السلام) وليوضح الله تعالى أن الجهل هو منشأ الوثنية مع وجود البيئة الفاسدة .

 جاء في نهج البلاغة أن أحد اليهود اعترض على المسلمين عند أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلاً: ما إن دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه، فردّ الإمام (عليه السلام): نحن اختلفنا عنه لا فيه، لكنكم ما جفت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيكم: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، فقال: انكم قوم يجهلون... ولهذا قال الله تعالى عنكم متبّر ما هم فيه، والمتبر الهلاك والدمار، وهي مشتقة من التبار أي الهلاك.

 وجاء في تفسير غريب القرآن أن متبر مهلك، وتبارا هلاك، قال تعالى: (وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوا تَتبِيرًا) أي: يدمروا ويخربوا... ويروي الطبرسي في كتابه تفسير مجمع البيان، قول قتادة أن القوم كانوا من لخم ومستقرهم من الرقة، وقال ابن جريح: كانت تماثيل بقر، وذلك أول شأن العجل، والكفر قاله الجهال من قوم موسى دون المؤمنين.

أخترنا لك
رغيف انطباعي ..(الشاعرة بان ضياء حبيب الخيالي/ شرفة انتظارك )

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة