رغيف انطباعي ... الشاعر انمار رحمة الله

2021/02/14

يستطيع الشاعر  المتمكن  ان يجسد اناه  الشعرية  بسحر الايحائية  عبر عوالم  كونية يمنحها  هويته  فتمنحه  نبضا ابداعيا  ـ وهذا لايتم  الا بوعي مدرك والمبدع ( انمار رحمة الله )  احد المبدعين  الذين ادركوا  ماهية التفرد .. فهو يتنوع في انتقالاته بين سرديةالقص شعريا وبين شعرية السرد قصصيا ، مشيدا لفضاوات  لغوية  ودلالية  تكوّن عناصر  النص  كالاداء  المكثف  والصدمة  الشعورية  يقدمها  لنا دائما  كمفاجئة  اسلوبية  ـ خاتمة القص  لتزيد من حلاوة الصدمة وعمقها الشعوري مثل قصة  ( ليلة ضاع فيها الرغيف )اذ يكشف عن وجه السارق الحقيقي في اخر كلمة من المحكي واذا به السارق هو الراوي الحقيقي للحدث محققا شعورية الصدمة  كمؤثر فني  يعزز مشهدية  القص  بواسطة تحريك كوامن التخمين  .. وفي قصة ( المتلصص  ) يكشف عن رؤيا  تستقطب موضوعة  الحرمان  لتكشف لنا  عن بؤر ة العجز النفسي فبطل القصة قادر على ممارسة الفعل الرجولي دون امرأة  ، لكن بحضورها تتعطل الارادة  وهذا اداء  اسلوبي تميز باظهار المعنى المتخفي  .. العجز هنا رؤيا  تحمل مجساتها في مجتمع عامل الرجولة بقسوة الحروب والتوحش والحرمان الذي اعتاد عليه الرجل العراقي حتى اصبح الحرمان  هو الصورة المتفردة لاستطاعته ..ويعني محاولة ابراز  العمق الشعوري  .. واحيانا  يقدم لنا فوضوية المشهد  ليضعنا امام  مجموعة نظائر  ، حرب كاملة تدار بين  المبتدا والخبر   واستخدمت فيه صواريخ الافعال  الناقصة وافعال ماضية  تتسلل الى موقع الاسماء  ـ ميلشيات  من الفاعل والحروف كل هذه المنظومة اللغوية المقاتلة  قدمت لنا نظيرا دلاليا  عن الحروب  الواقعية التي خاضها العراق  بلا معنى ، ويبحث المبدع انمار رحمة الله دائما عن الاثارة كجواذب للتلقي  ففي قصة ( اوراق  متناثرة ) استحضر الصدمة  الشعورية في  خاتمة القصة  ليباغت المعنى  .. مدير  مدرسة ابتدائية  التقى بسيدة  حضرت لتسجيل ابنها في المدرسة نظر اليها واذا هي حبيبة صباه وملهمة شعره اذ كان يهديها كل ما يكتب  لكن المبدع انمار لم يكتف بهذه المفاجئة فرسم مباغتة اخرى  عمقها بصدمة شعورية  قلبت كيان القصة  ، اكتشف   المدير ان ملهمته امية لاتجيد القراءة ،  وتكمن الدهشة في شعرية انمار وفي قصائده بما يشكل اختلافا واضحا   اذ يتم تحميل القصيدة سمات تأويلية لاتجسد  حدثا كما في القصة  لكنها تتوهج  بايحاءات رؤوية  باساليب تنفتح على  اسلوبية الومضة ،  ففي الومضة  تكثف اللغة  ليعزز التأويل  عبر  عدة مساعي  منها رسم ثنائييات  تضادية
الخبز × البارود
العباءة × الزنزانة
وتجتمع هذه التضادات لتشكل  ترادفات ( الرائحة )  وهذا الاشتغال يضمن له اندهاشية التلقي  والكثير  من التشبيهات المرادفة فهو يعد لحظة الكتابة الشعرية ،
1)    فض بكارة قصيدة
2)  سب كاهن
3)  التبول في شارع مزدحم
4)    زيارة قبر  شخص لايعر فه  في ليلة شتوية  
 وتساهم  في مضاعفة الدهشة  وتناميها
( كنت أصدق  من البلبل والربيع
العجين والنار
البحيرة والسماء )
ونجد ان شاعرية  المبدع انمار عبارة عن دهشة تصوغها غرائبية جمل متقنة التعابير 
( واستجمع  ما تكسر  من زجاج افكاري )
( لسان الشارع  لحس المارة )
مغطيا الطريق بلحاف الحذر )
مع استخدامات  الاستفهامية  والمناداة والحيز المكاني والزماني وشؤون كثيرة جعلتنا نشير الى  اندهاشية  انمار رحمة الله بدهشة حالمة لمستقبل يزهو بمبدع كبير
أخترنا لك
القريب

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة