نحن لم نفعل جريمة يا سيدي الأمير، لقد اطعناك والتزمنا بما امرتنا، قال الصعلوك الثاني:ـ نحن ياسيدي وافقنا على طلبك، ولم نسأل عن التفاصيل لثقتنا العالية بمعاليك، أكمل الصعلوك الأول:ـ لهذا قررنا ان نحدثك الصدق يا مولاي عسانا ننفعك بشيء.
قال الأمير صالح بن وصيف:ـ ما خبركما؟ ما فعلتما خلال هذه المدة التي قضيتموها معه في السجن؟
اجابه الصعلوك الأول:ـ هل انت تعرف السجين يا سيدي، هذا الرجل من أولاد رسول الله (ص) واخلاقه اخلاق جده الرسول في هديه وسكونه ونبله وكرمه وهو على صغر سنه مقدما على العلماء والرؤساء معظما، مكرما عند سائر الناس كما كان اباؤه واجداده الائمة الاطهار من عترة الرسول المصطفى (عليهم السلام).
صاح الأمير صالح بن وصيف:ـ ما الذي اسمعه، هل ارسلتكما لايذائه والتضييق عليه ام ارسلتكما لتصليا خلفه؟
قال الصعلوك الثاني:ـ أنت لو امهلتنا الحديث، وتأملت في واقع الامر، لكان الامر غير هذا الامر، لكنت رحمتنا ورحمت نفسك من هذا الويل.
هذا السجين هو الحسن العسكري يا سيدي الأمير، انه الامام الحادي عشر من أئمة اهل البيت الاطهار (عليهم السلام). صاح الأمير غاضبا: هذا الذي انجزتما في السجن، اصبحتما من شيعته؟ هذا الذي اتفقنا عليه؟ واظنكما الان ستطالباني بالجائزة؟
اجابه لصعلوك الأول: نحن يا سيدي الأمير ما تعودنا الخوف لنخافك، وانما نريد ان نسدي لك خدمة، نريد ان نقول لك: هو يتلقى الأذى من ظلم السلاطين، وهو يعيش الرقابة والإقامة الجبرية واقسى مرحلة مرت به هي حين نقل الى موضوع رقابتك، فهذا المحل اكثر مرارة وصعوبة، انه سجن مرعب ومخيف، والامام منقطع الى الله سبحانه تعالى لا غير.
فقال الأمير صالح ساخرا:ـ ما شاء الله ما هذا الذي اسمع، انا اخترت صعلوكين من اقذر الصعالكة قذرين لقصد ايذائه، واذا بكما تعودان بهذا التدين والوقار وبين سطر وسطر اللهم صل على محمد وآل محمد.
اجابه الصعلوك الأول:ـ ما تقول انت في رجل يصوم نهاره ويقوم ليله كله، لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة، واذا نظر الينا ارتعدت فرائصنا ودخلنا لما لا تملكه انفسنا.
سيدي الأمير، دعني اسألك ما معنى اسير لا يملك حولا ولا قوة ينظر الى صاحب اسره فيرتعد خوفا وفزعا..! لا تفسير له الا هيبة الامامة الإلهية والرئاسة الحقة، فاتق الله به أيها الأمير.