لعل في هذا الاختلاف مصالح ، كما أن في اختلاف محل
قبرها مصالح ، ومن بركات هذا الاختلاف: أن يجتمع
محبوها ليعقدوا عشرات الآلاف من مجالس العزاء
والمآتم على مدى شهرين أو أكثر في البلاد الشيعية
في المساجد ، والبيوت والحسينيات والمراكز
الإسلامية المتشحة بالسواد ، ويطعمون الطعام في يوم
شهادتها بكل سخاء ، ويرقى الخطباء المنابر ،
ويتحدثون عن السيدة الزهراء (عليها السلام) وعن
جوانب حياتها الزاخرة بالفضائل ، والمناقب ،
والمواقف المشرِّفة ، ويختمون كلامهم بذكر بعض
مصائبها وآلامها التي جرت عليها بعد وفاة أبيها
(صلى الله عليه وآله وسلم).ارى ان السبب
الحقيقي في اختلاف هذه التواريخ هو السعي الذي كان
مثابرا في منع تدوين الأحاديث، وكل ما يمت إلى
الدين بصلة بشكل عام، فترة مائة عام أو أكثر ساعد
على خلق التشويش، ونسج الظنون بدل العلم واليقين.
ويرى سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.إن استشهادها سر
ودفنها سر وقبرها سر وفي تاريخ استشهادها سر صلوات
الله عليه وعلى أبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع
فيها .
وبقول الإمام الصادق صلوات الله عليه : إن أمرنا
هو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الباطن وهو
السر وسر السر وسر المستسر وسر مقنع بالسر . فسلا
م الله على سيدتي الزهراء في كل حين